أجندة تركيا السرية في الصومال.. تمكين المتطرفين
مقديشو – صقر الجديان
تتبع حكومة الرئيس التركي رجب أردوغان أجندة سرية لتمكين شبكات وجماعات إسلامية متطرفة في القرن الأفريقي.
وذكر تقرير لموقع نورديك مونيتور السويدي كيفية استغلال الحكومة التركية رأس المال السياسي والعسكري والاقتصادي الذي تضخه في الصومال لدعم الجماعات المتطرفة في الدولة التي عانت منذ فترة طويلة من الحرب الأهلية والصراعات العشائرية.
وسلطت العديد من المقالات، التي كتبها صفر توران، كبير مستشاري الرئيس التركي، في مجلة إسلامية راديكالية في التسعينيات حول الصومال والتي نُشرت في مجلة يروز (الأرض) المتوقفة عن الصدور حاليًا الضوء على كيفية تصور الرئيس رجب طيب أردوغان ورفاقه الإسلاميين لمستقبل الصومال.
كانت المجلة، التي تنُشر باللغة التركية، تتلقى تمويلها سراً من النظام الإيراني للترويج لآراء متطرفة بين الأتراك في ذلك الوقت، وواجهت تحقيقًا جنائيًا أدى إلى إغلاق المجلة.
وجرى لاحقًا توجيه تهم وإدانة العديد من الأشخاص المرتبطين بالمجلة بتهم تتعلق بالإرهاب.
رؤية توران للصومال مهمة للغاية لأنه ليس مستشارًا لأردوغان، بل لأنه كان صاحب تأثير واضح في تشكيل استراتيجية علاقات تركيا مع الدول الإسلامية والعربية والأفريقية لسنوات ويتمتع بعلاقات وثيقة معه.
دافع توران في مقالاته عن حركة الاتحاد الإسلامي، وهي منظمة تم تصنيفها باعتبارها جماعة إرهابية من قبل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ونيوزيلندا، ودافعت عن القتال المسلح للتنظيم باستخدام المساعدات العسكرية من إيران.
وكان هدف حركة الاتحاد إقامة دولة إسلامية، وكان بعض قاداتها على صلة بتنظيم بالقاعدة. ومع حل الحركة في عام 2001، انضم بعضهم إلى حركة الشباب.
في مقال نشر في أكتوبر/تشرين الأول 1992، طرح توران آراء متطرفة، زاعما أن بعض الأيتام في الصومال اختطفتهم عصابات يهودية مسلحة واقتيدوا قسراً إلى إسرائيل.
كما زعم تنصير آخرين من قبل مبشرين مسيحيين غربيين جاءوا إلى الصومال بحجة إيصال مساعدات إنسانية.
ولا تزال هذه النقاط التي قيلت في التسعينيات يتم تداولها بين الإسلاميين الأتراك حتى اليوم، ويجرى ترويجها لدعم القاعدة الأساسية لأردوغان في تركيا، كما دافع عن إيران لتسليحها الاتحاد الإسلامي.
وفي مقال نشر في يناير/ كانون الثاني 1993 انتقد توران عملية حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة ووصفها بأنها احتلال إمبريالي من قبل الولايات المتحدة وحلفائها ضد كتلة بقيادة إيران والسودان.
وأشاد بمعارضة حركة الاتحاد الإسلامي لعملية الأمم المتحدة في الصومال، كما رحب بإعلان الجماعة أنها ستقاتل بكل الوسائل المتاحة ضد ما أسمته غزوًا.
وفي عدد ديسمبر/ كانون الأول 2012 ويناير/ كانون الثاني 2013، نشر مقالات معادية بشدة لأمريكا تحت عنوان “رامبو في الصومال”، متهماً الولايات المتحدة باحتلال البلاد بذريعة تقديم المساعدة.
وفي عام 2011 اتخذ أردوغان قرارًا محسوبًا بتعيين جمال الدين كاني تورون، كسفير غير مهني إلى الصومال، حيث تواصل تورون مع شخصيات سابقة في الاتحاد الإسلامي، كما التقى سراً بقادة إرهابيين من حركة الشباب وباع لهم أسلحة.
وبمساعدة أردوغان في عام 2014، تم تسليم إدارة مرافق ميناء مقديشو إلى مجموعة البيرق، وهي تكتل تركي متهم بممارسات فاسدة في تركيا وخارجها.
ويعتقد أنه تم تحويل بعض الأموال التي تحصلت عليها مجموعة البيرق من الكسب غير المشروع والرشاوى إلى الجماعات المسلحة في البلاد أيضًا. كما تنتشر تجارة السلع المقلدة على نطاق واسع على حدود الصومال، كما تشكل مصدر تمويل للجماعات المتمردة المسلحة مثل حركة الشباب.
وتدعم السفارة التركية تدعم مجموعة البيرق ومشاريعها المربحة في الصومال مثل تمويل المشاريع السكنية على حساب دافعي الضرائب الأتراك.