أزمة الصومال.. فرماجو يعرقل المشاورات ودعوات لحوار الانتخابات
مقديشو – صقر الجديان
عرقلة ممنهجة تستهدف إفشال مشاورات ترنو إلى حل أزمة الصومال والمضي نحو انتخابات تمنع انزلاق البلاد للفوضى وسط مطالبات دولية بالحوار.
مشهد يتعقد في وقت دعا فيه الرئيس الصومالي المنتهية ولايته محمد عبد الله فرماجو، إلى اجتماع تشاوري يعقد بعد غد الخميس في مقديشو بين الحكومة الفيدرالية والولايات.
ويرمي الاجتماع للتوقيع على مقترحات فنية توصلت إليها لجنة مشتركة من الحكومة والولايات منتصف الشهر الماضي.
ويوم الثلاثاء، اتهم مجلس اتحاد مرشحي الرئاسة، خلال مؤتمر صحفي في مقديشو، فرماجو بعرقلة مشاورات ترمي إلى إيجاد حلول حول مظاهرات دعت إليها المعارضة، والقضايا السياسية العالقة بالبلاد.
وبحسب مصادر “العين الإخبارية”، كان من المقرر عقد اجتماع بين رئيس الوزراء محمد حسين روبلي والمرشحين الرئاسيين، الخميس المقبل، في نفس اليوم الذي حدده فرماجو للمشاورات، لمناقشة دورهم في حوار العملية الانتخابية.
وسبق أن طالب معسكر المعارضة السياسية بالبلاد ممثلا في اتحاد مرشحي الرئاسة وولايتي جوبلاند وبونتلاند المعارضتين، بأن يقود روبلي الحوار السياسي، معتبرا أن تحرك فرماجو وتدخله بالمسار يهدد الفشل في حوار توافقي حول الانتخابات.
وقال المرشح الرئاسي عبد الرحمن عبدالشكور ورسمي، خلال مؤتمر صحفي في مقديشو، إنه: “لا يحق لفرماجو توجيه دعوة رسمية لرؤساء الولايات حول قضية مصيرية مثل الانتخابات بسبب انقضاء ولايته الدستورية”.
ودعا رؤساء الولايات إلى عدم الاستجابة لدعوة فرماجو، معتبرا أنه “فاقد للصلاحية”.
وأضاف عبد الشكور: “نحذر من إفشال المفاوضات بين اتحاد مرشحي الرئاسة وفرماجو، فهذه فرصة لا تعوض في سبيل الحل السياسي في البلاد”، داعيا الشعب الصومالي إلى المشاركة في مظاهرات يوم السبت المقبل السلمية بمقديشو ضد الرئيس المنتهية ولايته”.
دعوات دولية
من جهتها، قالت السفارة الأمريكية بمقديشو، في تغريدة عبر تويتر، تعليقا على أزمة الانتخابات: “الوقت ينفذ، نحث قادة الصومال من الحكومة والولايات على الاجتماع الآن بشكل فوري، والقيام بالخيار الصحيح لشعب الصومال وإكمال هذه الانتخابات على توافق”.
في الأثناء، صدر بيان دولي مشترك، الثلاثاء، من البعثات الأجنبية في الصومال جاء فيه: “نرحب باستمرار المحادثات بين روبلى ومجلس مرشحي الرئاسة، ونشجع قادة الصومال من الحكومة الفيدرالية والولايات، على عقد مؤتمر تشاوري لدفع العملية الانتخابية إلى الأمام”.
ووقع البيان البعثات الدبلوماسية في مقديشو لكل من الاتحادين الإفريقي والأوروبي، وجامعة الدول العربية، والهيئة الحكومية لشرق أفريقيا (إيجاد)، والأمم المتحدة، إضافة إلى كل من منظمة التعاون الإسلامي، وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية وكندا، واليابان، و11 دولة أوروبية و5 أفريقية.
ولم تعلق جميع الولايات الإقليمية الموالية لفرماجو والمعارضة له على دعوته، لكن سبق وأن اشترطت ولايتا جوبلاند وبونتلاند التفاوض حول الانتخابات بشروط منها عقد المشاورات في مكان محايدة، وتأمين قوة محايدة، وقيادتها من قبل رئيس الوزراء، وتوفير ضمانات دولية لالتزام الأطراف بتنفيذ أي اتفاق قد يبرم حول الاقتراع.