أصوات مشجعي القمة السودانية تقلق الانقلابيين
الخرطوم – صقر الجديان
ذكرت وسائط سودانية، أن الاتحاد العام لكرة القدم، تلقى طلباً من السلطات الانقلابية بكتم أصوات جماهير فريقي القمة «الهلال والمريخ» في لقاء الطرفين لحساب الدوري الممتاز اليوم الجمعة.
فيما فرضت اللجنة المنظمة للمباراة، ضوابط مشدّدة بخصوص دخول الأنصار وأعلنت عن تفتيش شخصي لجمهور الفريقين في البوابات.
وتتخوف السلطات الانقلابية في البلاد من هتافات معادية من جمهور «كلاسيكو السودان»، فضلاً عن خشيتها من رفع لافتات تندد بالانقلاب قبل مليونية الثلاثين من يونيو المرتقبة.
وتداول الصحفيون الرياضيون على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» أخباراً تشير إلى أن لقاء القمة في الجولة «21» من الدوري السوداني الممتاز سيتم التعليق عليه من استوديوهات قناة النيلين وليس من موقع الحدث باستاد الخرطوم.
وسخر ناشطون على «فيسبوك» من قرار السلطات مؤكدين أن تكميم الأفواه لن يجدي.
وعلق أحدهم قائلاً: «حتى إذا تم كتم أصوات الجماهير عبر القناة الناقلة، المباراة ستسجل بهتافاتها على هواتف الأنصار وستوزع عبر تطبيق الواتساب المنتشر أكثر من القناة».
موافقة حذرة
والاسبوع الماضي، حامت شكوك حول الحضور الجماهيري لمباراة القمة بين المريخ والهلال المقرّرة اليوم الجمعة باستاد الخرطوم لحساب الجولة «21» من الدوري.
ورغم تأمين اجتماع اللجنة المنظمة على إقامة اللقاء بحضور الجماهير مع فرض الضوابط المشددة، توجد مخاوف حقيقية من مسألة الحضور الجماهيري في ظل اقتراب موعد «مليونية 30 يونيو» والإعلان المكثف الذي يسبقها.
وزادت الدعوات التي انتشرت عبر مواقع التواصل الإجتماعي لاستثمار مباراة القمة للترويج والإعلان للمليونية، من حجم المخاوف من مسألة حضور الجمهور.
حراك مستمر
الرياضة أثبتت أنها لا تنفصل عن السياسة وحال البلاد منذ انطلاق ثورة ديسمبر في السودان.
في 19 مارس 2018م بدأ الجمهور الرياضة في البلاد ولاعبو الكرة في إيصال رسائل للعالم عما يدور في الساحة السودانية من حراك ضد السلطة الحاكمة وقتها «نظام عمر البشير».
تضامن مع الشهداء
وكان جهاز الأمن الوطني وقتذاك استبق لقاء المريخ السوداني والمولودية الجزائري في البطولة العربية بمصادرة شعارات ثورية من الجماهير ولافتات تندد بنظام الرئيس المخلوع عمر البشير.
وقال شهود عيان وقتها إن عناصر أمن الرئيس المخلوع اندست وسط الجماهير في المدرجات في محاولة للسيطرة على الأوضاع.
ما خططت له العناصر الأمنية في المدرجات لم يفلح بعد أن شرعت الجماهير المريخية في ترديد الهتاف الشهير «تسقط بس» على مرمى ومسمع القنوات الناقلة على مستوى العالم.
لاعبو المريخ تضامنوا مع جماهيرهم بطريقة أخرى بعد أن احتفى ثلاثي الفريق وقتها محمد عبد الرحمن، بكري المدينة وصلاح نمر» بطريقة ثورية.
وكان الثلاثي انبطح أرضاً تنديداً بمقتل الشهيد عبد العظيم في أم درمان وقتذاك.
بعدها ظهر ثنائي الفريق خالد النعسان وسيف تيري في لقطة يمسكان بقميصيهما على الأنف مقلدين تصرفات المتظاهرين لحظات إطلاق الغاز المسيل للدموع.
أول ظهور
لقاء المريخ والمولودية أظهر لأول مرة تضامن جمهور الهلال مع الغريم التقليدي وتشجيعه بعد أن اتحد أنصار الفريقين في ملحمة وطنية خالصة.
وكان جمهور الهلال السوداني في بدايات ثورة ديسمبر خرج في تظاهرة حاشدة عقب لقاء الفريق مع الأفريقي التونسي في بطولة دوري أبطال أفريقيا.
وردد جمهور الموج الأزرق يومها هتافات مناوئة للنظام البائد.
وأرسلت رابطة مشجعي الفريق المسماة «اولتراس الهلال» رسالة قوية بغيابها المتعمّد عن مساندة الفريق في لقاء الأشانتي كوتوكو الغاني تنديداً بمقتل المتظاهرين السلميين.
«التراس المريخ» ظهر على الخط وحذا حذو شقيقه الهلالي في أحد لقاءات الفرق الأحمر.
ورفعت الجماهير المريخية تيفو «شعار» يتضامن مع تجمع المهنيين السوداني الذي قاد الحراك.
وظهرت شعارات ضخمة عليها لوحة طبيب ومهندس في إشارة لدور تجمع المهنيين في إشعال الحراك الثوري.
إقرأ المزيد