أطباء بلا حدود: ارتفاع وفيات الأمهات وزيادة حالات سوء التغذية وسط الرُضع بجنوب دارفور
نيالا – صقر الجديان
كشفت منظمة أطباء بلا حدود، الأربعاء، عن ارتفاع حالات سوء التغذية وسط الأطفال الرُضع مع تزايد وفيات الأمهات بأمراض يمكن الوقاية منها في ولاية جنوب دارفور.
واستأنفت أطباء بلا حدود عملها في جنوب دارفور مطلع هذا العام، حيث تدعم وحدة الأمومة في مستشفى نيالا التعليمي والرعاية الصحية للولادة ورعاية الأطفال حديثي الولادة في مستشفى كاس الريفي؛ ضمن أنشطة أخرى.
وقالت المنظمة، في تقرير حصلت عليه “شبكة صقر الجديان”، إن “واحدة من أسوأ حالات الطوارئ الصحية للأمهات والأطفال في العالم تتكشف في جنوب دارفور، حيث تموت الأمهات والأطفال من أمراض يمكن الوقاية منها”.
وأشارت إلى أن وفيات الأمهات في مستشفيين تدعمهما المنظمة في جنوب دارفور، في الفترة من يناير إلى أغسطس 2024، تزيد عن 7% من إجمالي عدد وفيات الأمهات في جميع مرافق أطباء بلا حدود في العالم خلال 2023.
وكشفت المنظمة عن حدوث 46 حالة وفاة بين الأمهات في مستشفى نيالا التعليمي ومستشفى كاس الريفي، في الفترة من يناير إلى أغسطس المنصرم؛ حيث حدثت 78% من هذه الوفيات خلال أول 24 ساعة بعد دخولهن المستشفى.
وأوضحت بأن ندرة المرافق الصحية العاملة وتكاليف النقل الباهظة تعني أن العديد من النساء يصلن إلى المستشفى في حالة حرجة.
ويوجد في السودان، قبل اندلاع النزاع القائم، قرابة 300 مستشفى عام و6,500 منشأة للرعاية الصحية الأولية، وقد توقفت عن العمل ما يصل إلى 80% من المرافق في مناطق الصراع النشطة، وتوقف نحو 45% من المرافق في المناطق الأخرى.
وقالت أطباء بلا حدود إن “الإنتانات” كانت السبب الأكثر شيوعًا لوفاة الأمهات في جميع المرافق التي تدعمها، حيث تجبر ندرة المرافق الصحية العاملة النساء على الولادة في بيئات غير صحية تفتقر إلى الصابون والأدوات المعقمة ومفارش الولادة النظيفة.
وأضافت: “بدون هذه المواد الأساسية، تصاب النساء بالعدوى. ومع انخفاض إمدادات المضادات الحيوية، قد يصلن إلى المستشفى فقط ليُقابلن بدون خيار علاجي متاح”.
وتصف منظمة الصحة العالمية “الإنتان” بأنه حالة تهدد الحياة، تحدث عادة بسبب التهابات بكتيرية وقد ينجم عن حالات عدوى أخرى مثل الفيروسات أو الطفيليات أو الفطريات.
وقالت قائد الفريق الطبي لأطباء بلا حدود في جنوب دارفور، ماريا فيكس، إن “مريضة حامل من منطقة ريفية انتظرت يومين لجمع الأموال اللازمة للحصول على الرعاية. وعندما سافرت إلى مركز صحي، لم يكن لديهم أدوية فعادت إلى منزلها”.
وأضافت: “تدهورت حالتها بعد ثلاثة أيام، ومرة أخرى اضطرت إلى الانتظار لمدة 5 ساعات من أجل النقل. كانت في غيبوبة عندما وصلت إلينا، لقد ماتت من عدوى يمكن الوقاية منها”.
**وضع حرج**
وقالت منظمة أطباء بلا حدود إن الأزمة في جنوب دارفور تمتد إلى الأطفال، حيث توفي في الفترة من يناير إلى يونيو هذا العام 48 طفلًا حديث الولادة بسبب الإنتان في مستشفى نيالا التعليمي ومستشفى كاس الريفي.
وأفادت بأنها أجرت، في أغسطس المنصرم، فحصًا إلى 30 ألف طفل دون سن الثانية من العمر للكشف عن سوء التغذية في ولاية جنوب دارفور، ووجدت أن 32.5% منهم يعانون من سوء التغذية الحاد و8.1% منهم يعانون من سوء التغذية الحاد الشديد.
وحددت منظمة الصحة العالمية حالة الطوارئ بالنسبة لسوء التغذية في أي مجتمع عندما يُعاني 15% منهم.
وطالبت المنظمة الأمم المتحدة بضرورة التحرك بحزم لمنع مزيد من الخسائر في الأرواح في دارفور، حيث يتعين عليها الإسراع في إعادة موظفيها ووكالاتها إلى الإقليم واستغلال مواردها ونفوذها السياسي لضمان وصول المساعدات إلى المحتاجين.
وتابعت: “لا يمكن تفادي المجاعة الجماعية وتخفيف معاناة الملايين إلا من خلال استجابة دولية منسقة، مدعومة بتمويل قوي وضغوط لا هوادة فيها على الأطراف المتحاربة”.