أخبار السياسة المحلية

«أطباء بلا حدود»: تفشي الحصبة في دارفور بسبب انخفاض التحصين

الفاشر – صقر الجديان

كشفت منظمة أطباء بلا حدود، الأربعاء، عن تفشٍّ واسع لمرض الحصبة في 4 من أصل 5 ولايات في إقليم دارفور غربي السودان، نتيجة لانخفاض حملات التطعيم.

وظهرت أول موجة من حالات الحصبة في روكيرو شمالي جبل مرة بولاية وسط دارفور في يونيو 2024، بعد توقف حملات التطعيم الدورية التي كانت تنظمها وزارة الصحة جراء النزاع وسيطرة قوات الدعم السريع على معظم الإقليم.

وقالت أطباء بلا حدود، في بيان تلقته “شبكة صقر الجديان”، إنها رصدت “حالات حصبة في شرق جبل مرة بجنوب دارفور وفوربرنقا بغرب دارفور وزالنجي بوسط دارفور ومخيم سورتوني بشمال دارفور والطينة شرقي تشاد”.

وأرجعت انتشار المرض إلى انخفاض تغطية التحصين، مطالبة بضرورة تكثيف الجهود لتطعيم الأطفال.

وأشارت إلى أن العوائق الإدارية وإغلاق طرق الإمداد منذ اندلاع النزاع، تسبب في نقص اللقاحات في دارفور، كما أدى إلى عرقلة برامج التحصين الروتينية في عدة مواقع لعدة أشهر.

وضربت مثالًا بتوقف خدمات التطعيم بشكل كامل في مخيم سورتوني الذي يأوي أكثر من 55 ألف نازح من مايو 2024 إلى فبراير 2025.

ونفذت أطباء بلا حدود عدة حملات تطعيم في دارفور، منها حملة في نوفمبر السابق في شمال جبل مرة مع استثناء الأطفال الذين تزيد أعمارهم عن خمس سنوات نظراً لمحدودية اللقاحات.

وتدعم المنظمة حاليًا حملات تطعيم تقودها وزارة الصحة، نجحت في إعطاء لقاح الحصبة إلى 55.800 طفل في فوربرنقا، فيما ينتظر 93 ألف آخر تلقي اللقاح في شمال جبل مرة ومخيم سورتوني بنهاية هذا الأسبوع.

وأفاد البيان بأن أطباء بلا حدود عالجت منذ يونيو 2024 إلى مايو 2025، أكثر من 9.950 مريضاً بالحصبة في المرافق التي تديرها أو تدعمها، منهم قرابة 2.700 حالة تطلبت دخول المستشفى.

وأشار إلى أن المنظمة اضطرت إلى توسيع القدرة الاستيعابية لأسِرّة الأطفال في ثلاثة مستشفيات، في ظل استمرار تدفق مرضى الحصبة.

وقالت نائبة رئيس بعثة أطباء بلا حدود في غرب دارفور، سو بوكنيل، إن 30% من مرضى الحصبة في فوربرنقا فوق سن الخامسة، منهم 5% حصلوا على التطعيم، مما يدل على أن ضعف التحصين لم يبدأ مع النزاع القائم.

وأوضحت أن الحصبة ليست المرض المعدي الوحيد المنتشر في دارفور، حيث استقبلت المرافق التي تدعمها أطباء بلا حدود قرابة 200 حالة مشتبهة بالكوليرا في ولايتين بإقليم دارفور.

بدورها، ذكرت المنسقة الطبية لأطباء بلا حدود في وسط دارفور، سيسيليا غريكو، أن النزاع الحالي يساهم في تفشي الحصبة، حيث يحدّ من قدرة الجهات الطبية الفاعلة على الوقاية من الأمراض المعدية والاستجابة لتفشيها.

وأشارت إلى أن النزوح الجماعي للسكان أدى إلى انتشار مرض الحصبة بشكل أسرع في أنحاء المنطقة، مما زاد من تعقيد الوضع.

وطالبت بضرورة تعاون السلطات الصحية الاتحادية والمحلية ووكالات الأمم المتحدة بالعمل على تطعيم الأطفال وتعزيز قدرتهم على الاستجابة بسرعة وكفاءة في حال ظهور أي تفشيات أخرى مثل الكوليرا في دارفور.

وشهدت معظم مناطق دارفور موجات نزوح جراء النزاع الذي يرتكز هذا العام في ولاية شمال دارفور، حيث شنت قوات الدعم السريع هجمات على العديد من المدن والبلدات، فيما لا تزال تواصل قصف الفاشر ومخيم أبو شوك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى