أطباء بلا حدود: لا مكان آمن في الفاشر مع تكرار استهداف المستشفيات
ومنظمة الهجرة الدولية تفيد بنزوح حوالي 553 أسرة داخل المدينة؛ جراء القتال بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع"..
الفاشر – صقر الجديان
أعلنت منظمة أطباء بلا حدود، الثلاثاء، أنه لا يوجد أي مكان آمن للمدنيين في مدينة الفاشر (غرب)، مع تكرار استهداف المستشفيات، خلال “القتال العنيف” بين الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع”.
ومسنودا بحركات مسلحة موقعة على اتفاق سلام عام 2020، يخوض الجيش منذ 10 مايو/ أيار الجاري اشتباكات مع الدعم السريع”، رغم تحذيرات دولية من تداعيات معارك الفاشر، التي تعد مركزا للعمليات الإنسانية لكل ولايات دارفور.
وقالت أطباء بلا حدود، في بيان: القتال العنيف والمتواصل في الفاشر (عاصمة ولاية شمال دارفور) لا يترك أي مأمن للمدنيين في المدينة، والمرضى والفرق الطبية باتوا في عداد الخسائر المدنية الهائلة”.
وأضافت: “لا مأمن من القتال العنيف في الفاشر مع تكرر استهداف المستشفيات، حيث استُهدف مستشفى الجنوب (تدعمه المنظمة) مرتين خلال الأيام القليلة الماضية بقذائف هاون؛ مما أدى إلى حالات وفاة وإصابات بين المرضى”.
المنظمة أفادت بـ”تضرر أهم 3 مرافق طبية في المدينة، في ظل المواجهة بين الجيش وقوات الدعم السريع”.
وقال منسق مشاريع المنظمة عبد الفتاح يوسف إبراهيم، في البيان، إن “مستشفى الجنوب مزدحم للغاية، فهو الوحيد القادر على علاج الجرحى المتدفقين بأعداد كبيرة، واستقبل أكثر من ألف جريح منذ بدء القتال في 10 مايو”.
واستدرك: “لكن 145 منهم (الجرحى) كانوا للأسف في حالة حرجة وتُوفوا متأثرين بجراحهم، والمستشفى يقع اليوم على الخطوط الأمامية (للقتال) مباشرة وتحت تهديد الخروج عن الخدمة”.
بدورها، أعلنت منظمة الهجرة الدولية، في بيان الثلاثاء، استمرار النزوح من الفاشر جراء الاشتباكات.
وأفادت باندلاع اشتباكات السبت والأحد الماضيين في الأحياء الشمالية والجنوبية الشرقية من المدينة، بما فيها أحياء العظمة والسلام وبرينجيا ومكركا والوحدة، وحول مستشفى الجنوب.
وتابعت: “نزحت حوالي 553 أسرة من الأحياء الجنوبية إلى مواقع أخرى في المدينة، ووردت أنباء عن سقوط قتلى وجرحى بين المدنيين”.
والفاشر هي مركز إقليم دارفور، المكون من 5 ولايات، وأكبر مدنه والوحيدة بين عواصم ولايات الإقليم الأخرى التي لم تسقط بيد قوات “الدعم السريع”.
ومنذ منتصف أبريل/ نيسان 2023، يخوض الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، و”الدعم السريع” بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، حربا خلفت نحو 15 ألف قتيل وحوالي 8.5 ملايين نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة.
وتتصاعد دعوات أممية ودولية إلى تجنيب السودان كارثة إنسانية قد تدفع الملايين إلى المجاعة والموت؛ جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 12 ولاية من أصل 18.