أطباء يحصون مقتل (179) مدنيًا خلال شهر جراء قصف «الفاشر»
الفاشر – صقر الجديان
أفادت شبكة أطباء السودان، الثلاثاء، بمقتل 179 شخصًا جراء القصف الذي شنته قوات الدعم السريع على الفاشر بولاية شمال دارفور خلال شهر مايو الماضي.
وكثّفت الدعم السريع قصفها لأحياء الفاشر ومخيم أبو شوك، رغم توقف توغلها البري بعد تلقيها هزائم قاسية في عشرات المعارك التي اندلعت بينها وبين الجيش وحلفائه منذ 11 مايو 2024.
وقالت الشبكة، في بيان تلقته “شبكة صقر الجديان”، إن “179 شخصًا من المدنيين قُتلوا خلال شهر مايو في مدينة الفاشر، جراء القصف الصاروخي المتعمد من الدعم السريع”.
وكشفت في سياق ثان ، عن وفاة 12 شخصًا بسبب الجوع وانعدام الغذاء والدواء في الفاشر خلال شهر مايو المنصرم، محذّرة من انتشار حالات سوء التغذية بصورة مخيفة بين الأطفال والنساء.
وتحاصر قوات الدعم السريع الفاشر منذ أبريل 2024، حيث تمنع وصول السلع الغذائية والأدوية والمساعدات الإنسانية إلى المدينة، مما تسبب في انعدام بعض السلع وارتفاع أسعار المتبقية بصورة لا يستطيع السكان مجاراتها.
ويصطف سكان الفاشر في طوابير أمام مصانع الزيوت الصغيرة، من أجل الحصول على “الإمباز”، وهو بقايا الفول السوداني بعد استخراج الزيت منه، حيث بات الطعام الوحيد المتاح لبقاء الضعفاء على قيد الحياة، رغم أنه يُستخدم كعلف للماشية.
وكشف البيان عن انتشار حالات سوء تغذية بصورة مخيفة بين الأطفال والنساء، وأطلقت الشبكة نداءً عاجلًا لإنقاذ أكثر من 350 ألف طفل معرضين بصورة مباشرة لسوء التغذية الحاد جراء انعدام شبه تام للمواد الغذائية نتيجة الحصار المتعمد، وفقدان الأساسيات من أدوات النظافة والملح والسكر، مع تلوث المياه وانتشار الأوبئة.
وأوضح أن الضمير الإنساني يستوجب التحرك العاجل لإنقاذ المدنيين بالفاشر، وطالب المنظمات الأممية بضرورة فتح شريان حياة لإيصال المساعدات الإنسانية وإنقاذ المدنيين.
وأكد أن أي تأخير يُعد إبادة جماعية لما يقارب المليون مواطن من المحاصرين من قبل الدعم السريع بمدينة الفاشر، ورأى أن استمرار الحصار يمثل تحديًا واضحًا لكل القرارات الدولية القاضية برفع الحصار عن المدينة ووقف الهجمات والقصف الصاروخي على المدنيين.
وفي سياق آخر، كشف المتحدث باسم مخيم أبو شوك عن نزوح نحو 500 أسرة جديدة من المخيم خلال الأيام الثلاثة الماضية هربًا من الاستهداف المتكرر الذي يتعرض له المعسكر من قبل قوات الدعم السريع.
وأشار إلى أن الأوضاع المعيشية بلغت ذروتها بعد انعدام أغلب السلع والارتفاع القياسي في أسعار ما تبقى منها، فضلًا عن استمرار القصف المدفعي الذي يستهدف الملاجئ وتجمعات النازحين في الأسواق.
وقال محمد سليمان، تاجر في سوق نيفاشا وهو السوق الوحيد العامل داخل مدينة الفاشر، إن جوال الدخن، وهو الغذاء الرئيسي لسكان الفاشر، بلغ نحو 850,000 جنيه سوداني، فيما بلغ جوال الذرة الرفيعة 730,000 جنيه، كما يُباع جوال السكر زنة 50 كيلوغرامًا بـ4,600,000 جنيه، ووصل سعر قنطار البامية المجففة إلى 1,100,000 جنيه، بينما بلغت قطعة صابون الغسيل الواحدة 25,000 جنيه.
وأفاد أن كثيرًا من السلع، من بينها الأرز والعدس والملح، علاوة على البصل وعدد كبير من البقوليات، انعدمت تمامًا من الأسواق.
وشددت الدعم السريع خلال هذا العام الحصار على الفاشر، بعد تهجير سكان قرى جنوب وغرب وشمال وشرق المدينة، علاوة على مخيم زمزم، وتدمير المرافق الطبية، ومصادر المياه، والأسواق الرئيسية، مما تسبب في شحّ السلع وانعدام بعضها.