أطراف النزاع بالنيل الأزرق توقع إتفاقا إطاريا لوقف العنف
الدمازين – صقر الجديان
وقعت أطراف إقليم النيل الأزرق، الأحد، اتفاقا إطاريا، من شأنه أن يوقف نزاعا داميا أودى بحياة المئات خلال الست أشهر الماضية.
وبدأت أحداث العنف في الإقليم على خلفية صراع على الإدارة الأهلية بين قبيلة الهوسا وقبائل النيل الأزرق، في يوليو الماضي، قتل خلالها نحو 30 شخصاً، قبل أن تتجدد في سبتمبر ويقتل فيها العشرات، ثم انفجرت في اكتوبر الماضي ليأخذ طرقا أكثر دموية.
ونص الاتفاق الذي أطلعت عليه “شبكة صقر الجديان”، على نبذ العٌنف بجميع أشكاله وحل النزاعات القبلية بالطٌرق السلمية ووقف خطاب الكراهية والاستقطاب العرقي.
وشدد الاتفاق، الذي رعاه الجيش، على احتكام الأطراف الموقعة إلى آلية من الإدارة الأهلية والقوانين المعمول بها في الدولة.
وأوصى بتشكيل مجلس للسلام يضم الإدارات الأهلية ومنظمات المجتمع المدني وتفعيله للإستعانة به في حل النزاعات القبلية.
وتواثقت الأطراف الموقعة على عدم حماية المجرمين أو التستر على الخارجين عن القانون مع الالتزام بعدم اغلاق الطرق والمعابر.
ووقع على الاتفاق الإطاري، الممهد لمؤتمر صلح نهائي، قبيلة الهوسا ومكونات السلطنة الزرقاء والتي تضم قبائل “الأنقسنا، الرقاريق، الوطاويط، الهمج والبرتا”.
وحضر مراسم التوقيع رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش عبد الفتاح البرهان وعضو المجلس مالك عقار، علاوة على حاكم إقليم النيل الأزرق أحمد العٌمدة بادي.
وأقرت المجموعات القبلية بأن تطلع حكومة الاقليم بواجباتها وفرض هيبة الدولة وسيادة حكم القانون ورد المظالم، على أن تستئناف لجان التحقيق في الأحداث الدامية أعمالها مع إنشاء نيابات ومحاكم خاصة.
وشدد الاتفاق على تشكيل لجنة مشتركة من المجموعات المتنازعة معنية بجمع السلاح من المدنيين وحصره لدى القوات النظامية، ونادى مجلس السيادة بتكوين لجنة للإعمار والعون الإنساني وتاهيل المرافق العامة وإجراء دراسات اجتماعية لمعالجة الآثار التي خلفتها الحرب.
وألزم الاتفاق الدولة بتبنيه وتنفيذ كافة بنوده في أسرع فترة ممكنة وفقاً لمصفوفة وجداول زمنية تفادياً للتفلتات الأمنية.
وتعهد قائد الجيش بعدم السماح بتكرار الصراع القبلي في إقليم دارفور، وقال عن العنف السابق إنه “كان سحابة عابرة”.
وعززت السُّلطة من انتشار القوات المشتركة في إقليم النيل الأزرق، مع منحها صلاحيات كبيرة لإيقاف العنف الأهلي.
ووقعت القبائل المُتنازعة الإقليم تفاق وقف عدائيات في سبتمبر 2021، رعته قوات الدعم السريع.
لكن سرعان ما انهار عقب تجدد أعمال العنف في بلدة “ود الماحي” خلال أكتوبر الفائت ما أدى لقتل أكثر من 200 شخص خلال ثلاثة أيام وإنتقل الصراع لحاضرة الإقليم مدينة الدمازين التي نهبت فيها أحد مخازن السلاح التابعة للجيش وإحراق مقر الحكومة.
إقرأ المزيد