أخبار السياسة المحلية

أطفال السودان في مرمى الحرب: اعتراف حكومي بتجنيدهم يثير الجدل

بورتسودان – صقر الجديان

أثارت تصريحات وزير التعليم السوداني التهامي الزين، بشأن إعفاء الطلاب المشاركين في العمليات العسكرية من الرسوم الدراسية، عاصفة من الانتقادات بين القانونيين والناشطين، الذين اعتبروا الأمر اعترافًا رسميًا من الحكومة بالزج بالأطفال في جبهات القتال، في انتهاك صارخ للقوانين الدولية والمحلية.

اعتراف ضمني وتداعيات خطيرة

تصريحات الوزير جاءت متزامنة مع انتشار مقطع فيديو على منصات التواصل الاجتماعي يظهر أطفالًا يقاتلون ضمن مجموعات متحالفة مع الجيش في معارك دارت مؤخرًا بكردفان. المشاهد الصادمة أظهرت مقتل بعض هؤلاء الأطفال، ما اعتبره ناشطون “جريمة مكتملة الأركان” يتحمل الجيش السوداني مسؤوليتها، سواء بشكل مباشر أو عبر فشله في منع حلفائه من تجنيد وتسليح القاصرين.

قانونيون أكدوا أن ما قاله الوزير لا يرقى إلى مجرد زلة لسان، بل هو إقرار واضح بوجود أطفال جنود في صفوف القوات المتحالفة مع المؤسسة العسكرية، الأمر الذي يضع السودان أمام مساءلة دولية محتملة، خصوصًا أنه من الموقعين على اتفاقيات تحظر استخدام الأطفال في النزاعات المسلحة.

استغلال الفراغ النفسي والتعليمي

وبحسب مراقبين، فإن توقف أكثر من 15 مليون طفل سوداني عن الدراسة منذ اندلاع الحرب، جعل الكثير منهم عرضة للاستقطاب من قبل المجموعات المسلحة التي تستغل حالة الفراغ النفسي واليأس. هؤلاء الأطفال، الذين كان من المفترض أن يكونوا في مقاعد الدراسة، أصبحوا بدلاً من ذلك في ساحات المعارك.

لجنة معلمي السودان وصفت حديث الوزير بأنه “انتهاك صارخ لحقوق الطفل”، وذكّرت بأن الدولة السودانية ملزمة قانونيًا وأخلاقيًا بعدم إشراك الأطفال في الحرب. كما طالبت المنظمات الدولية والحقوقية بالتحرك العاجل لوقف هذه الممارسات ومساءلة المسؤولين عنها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى