أوتشا: كردفان تنزلق نحو كارثة إنسانية والفاشر تواجه مصيرًا قاتمًا

بورتسودان – صقر الجديان
حذّر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في السودان (أوتشا)، الخميس، من مخاطر انزلاق ولايات كردفان إلى كارثة إنسانية، وسط تصاعد القتال وتشديد الحصارات في مدن رئيسية.
وقال المكتب في بيان إن الأوضاع الإنسانية في كردفان تتدهور بوتيرة سريعة، حيث يعاني المدنيون ظروفًا شبيهة بالحصار الكامل في مدينتي كادقلي والدلنج، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والدواء وتزايد الإصابات بين المدنيين جراء الغارات الجوية والهجمات البرية.
وأوضح أن أكثر من 63 ألف طفل في جنوب كردفان يعانون من سوء التغذية الحاد، بينهم 10 آلاف في حالة حرجة، بينما أدى القتال خلال موسم الأمطار إلى تعطيل الزراعة وتدمير سبل العيش وانهيار الأمن الغذائي.
وأشار التقرير إلى أن غرب كردفان تشهد تصعيدًا عسكريًا خطيرًا، شمل غارات جوية على مناطق الخوي وأبو زبد، إضافة إلى الاستخدام المتزايد للطائرات المسيّرة، مما تسبب في فجوات كبيرة بالاستجابة الإنسانية. كما تتعرض مناطق بارا وسودري لهجمات متكررة تدفع بموجات نزوح جديدة إلى مدينة الأبيض.
وفي شمال كردفان، ذكر البيان أن سكان أم صميمة وجدوا أنفسهم محاصرين وسط اشتباكات متكررة، بينما تسبب القتال في أبو قعود بقطع طرق التجارة والإمدادات الحيوية.
الفاشر.. مدينة محاصرة
أما في الفاشر بولاية شمال دارفور، فأكد أوتشا أن نحو 260 ألف مدني بينهم 130 ألف طفل يعيشون تحت الحصار ويواجهون خطر الموت اليومي، بين قصف جوي ومدفعي وهجمات برية، إضافة إلى تهديدات العنف الجنسي والتجنيد القسري والاعتقال التعسفي.
وأضاف البيان أن الفارين من المدينة يتعرضون للاستهداف على الطرق المؤدية إلى طويلة (60 كلم شرقًا)، حيث تُترك الجثث متناثرة دون دفن، فيما تنهار الخدمات القليلة المتبقية داخل المدينة بعد توقف إمدادات المياه وإغلاق المطابخ الجماعية.
وشدد المكتب على أن قوات الدعم السريع كثّفت منذ أغسطس الماضي هجماتها على الفاشر بالمدفعية والطائرات المسيّرة، في محاولة مستمرة منذ مايو 2024 للسيطرة على المدينة، بينما يواصل الجيش وحلفاؤه الدفاع عنها بضراوة.