إبراهيم الشيخ يهاجم (البرهان) بقسوة ويقول إنه فض الاعتصام وعجز عن التصدي لـ(ترك)
الخرطوم – صقر الجديان
صوب وزير الصناعة القيادي بالمجلس المركزي لتحالف الحرية والتغيير إبراهيم الشيخ، انتقادات عنيفة لرئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، في خطوة من شأنها فتح باب جديد للتراشق بين العسكريين والمدنيين المتشاركين في حكم الفترة الانتقالية.
ويجئ حديث الشيخ بعد ساعات من طرح حركات مسلحة وقوى سياسية ميثاق وطني لوحدة الحرية والتغيير، بمباركة العسكر وسط مخاوف من دخول البلاد في أزمة دستورية.
وأومأ الوزير الى تأييد البرهان لاغلاق البجا شرق السودان كما أشار الى حديثه عن التأزم الاقتصادي بينما تملك المؤسسة العسكرية مليارات الدولارات التي من شأنها معالجة الأوضاع.
وقال الشيخ على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” السبت، مخاطبًا البرهان: “مُنذ عامين وأنت رئيس مجلس السيادة والمجلس التشريعي المؤقت ومجلس الأمن والدفاع ومجلس الشركاء والمجلس الأعلى للسلام وقائد عام الجيش”.
وأضاف: “بيدك 10 مليار دولار عبارة عن رأسمال شركات الجيش التي تصنع السلاح والسيارات والطائرات والسيخ والمواسير، كما لك مكاتب في كل مدن العالم تُدير المسالخ وتُصدر اللحوم”.
وأشار إلى أن الأموال يُديرها البرهان “دون حسيب ولا رقيب”، مع التمنع عن “دفع دولار واحد لدعم الحكومة الموازنة”.
وتابع: “ومع ذلك، لا تستنكف عن الشكوى وضيق ذات اليد وتبكي حال الجيش كما بكراوي قائد الانقلاب”.
وظل البرهان يتحدث عن ضعف رواتب الجند في ظل الوضع الاقتصادي القاسٍ، وهو أمر قال القائد العسكري المتهم بالتخطيط للانقلاب إنه كن دافعه لقيادة الانقلاب العسكري الفاشل في 21 سبتمبر.
وتساءل الشيخ عن الجهات التي يُصرف عليها عائدات شركات الجيش التي رأسمالها 10 مليارات دولار.
واتهم وزير الصناعة البرهان بفض اعتصام القيادة العامة، والعجز عن التصدي لزعيم قبيلة الهدندوة محمد ترك “الذي يريد أن يعلن دولة الشرق على مسمع ومشهد منك لأنك رئيس لجنة الأمن والدفاع”.
وأضاف: “ترك يغلق الطرق ويمنع القمح والدواء والوقود عن الناس، وأنت يا البرهان تقول إنها الحرية وأفعاله عبارة عن عمل سياسي”.
ومنذ 17 سبتمبر الفائت، يغلق أنصار الزعيم القبلي محمد ترك الموانئ البحرية التي يؤمن بها السودان معظم احتياجاته ويغلق الطرق الرابطة بين العاصمة الخرطوم وشرق السودان.
ويُطالب ترك بحل مسار الشرق المضمن في اتفاق السلام وحل الحكومة المدنية على أن يتولى الحكم قادة الجيش، كما هدد بإعلان انفصال شرق السودان عن البلاد في غضون بضع أيام حال لم تُنفذ مطالبه.
وأضاف الشيخ مخاطبًا البرهان “أين قسم الولاء الذي اقسمته لحماية الوثيقة الدستورية التي دور الحكومة المدنية ومجلس السيادة وهي الوثيقة التي أكدت الحفاظ على وحدة السودان”.
وتابع “هل تظن إن آلاف الشهداء الذين تساقطوا في الطريق للتغيير والدولة المدنية والحرية والديمقراطية ستطوى ذكراهم بحشود الإدارة الأهلية التي اشتراها حميدتي ببضع سيارات ودراهم ملوثة بالدم”.
ويُعد حديث الشيخ اتهاما صريحا لنائب رئيس مجلس السيادة وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان “حميدتي”، برشوة الإدارات الأهلية بمنحهم سيارات وأموال، وهي اتهامات ظلت تُوجه إلى الرجل الذي انتقد قبل أيام رفض المدنيين التعامل مع الإدارات الأهلية باعتبار انها من “فلول النظام السابق”.
وتحدث إبراهيم الشيخ عن أن الحرية والتغيير قدمت تنازلات عديدة من أجل إخراج البلاد من مأزقها، لحد اتهامها من الثوار “ببيع دماء الشهداء”.
ويردد الشباب في الاحتجاجات التي ينظموها شعار “قحاتة باعوا الدم”، في إشارة إلى عدم اهتمام قوى الحرية والتغيير بتحقيق العدالة لقتلى التظاهرات التي اسقطت النظام السابق.
وفند الشيخ اتهامات البرهان باختطاف قوى سياسية حكم البلاد، وقال “الآن نتقاسم السلطة مع الجبهة الثورية. الطريق ليس مختطفا كما تروج، بل هم القابضون على الجمر والذين عرفوا جيدًا كيف يجنبون بلادهم الحريق التي تمشي إليها بعيون مفتوحة، ولكن هيهات”.