إذا تقلد منصب الرئيس.. تحديات كبيرة تنتظر بايدن
واشنطن – صقر الجديان
بعد أن أعلن مرشح الحزب الديمقراطي، جو بايدن، فوزه في الانتخابات الرئاسية، رغم ان الرئيس دونالد ترامب أكد أن النتائج لم تجسم بعد، فإن تحديات كبيرة تنتظر الإدارة الأميركية في السنوات المقبلة.
بايدن بدأ بالتحرك بعد أن أعلنت وسائل إعلام أميركية فوزه في الانتخابات، حيث أكد ان ملفات فيروس كورونا والاقتصاد والرعاية الصحية ستكون أولوية بالنسبة له. وتعهد بتنفيذ سياسات واسعة النطاق لتمكين شرائح أوسع من الحصول على الرعاية الصحية والتعليم بأسعار معقولة، وزيادة الحد الأدنى للأجور، وتطوير صناعات الطاقة النظيفة التي من شأنها توليد الملايين من فرص العمل الجديدة.
غير أن أكثر الملفات إلحاحا، هو محاربة فيروس كورونا،الذي سيكون على قمة البرنامج الحكومي المتوقع، خاصة بعد إعلان وصول الإصابات بالفيروس في الولايات المتحدة إلى 10 ملايين إصابة.
والاثنين، أعلنت شركتا (فايزر) و (بيونتيك) لصناعات الأدوية تحقيق لقاحهما فعالية حماية من الفيروس بنسبة 90 بالمئة، ما يبشر بقرب الموافقة على لقاح بعد نحو سنة من الانتظار.
وتحركت الأسواق المالية الأميركية بشكل واسع مدفوعة بأنباء اللقاح، مما قد يعطي جرعة أمل إضافية للحكومة الأميركية المقبلة.
لكن، وبحسب محللين تحدثوا لموقع “صوت أميركا” فإن “تحديات بايدن هائلة”، وسيتوقف نجاحه على “إيجاد سبل لتوحيد البلاد وإيجاد أرضية مشتركة مع الجمهوريين في مبنى الكونغرس”.
وقال أستاذ السياسة في جامعة ديلاوير، ديفيد لاروسك، لصوت أميركا، إن لديه أمل بأن “تشفى الانقسامات العميقة” داخل الولايات المتحدة، مع مرور الوقت، لكنه استدرك بالقول: “لن يحدث ذلك بسرعة أو بسهولة”.
مجلس الشيوخ
وإلى جانب البحث عن سبل لكبح جماح وباء أدى إلى وصول عدد الوفيات اليومي من “كونفيد” إلى 1000 شخص خلال الأيام الأربعة الماضية، أعطى بايدن الأولوية أيضا لتوفير الإغاثة الاقتصادية لـ 20 مليون عامل فقدوا وظائفهم خلال الوباء الذي شل بشدة صناعات بأكملها، مما أثر بشكل خاص على السفر والمسارح والمطاعم.
ولكن لتمرير أجندته، من المرجح أن يضطر بايدن إلى التوصل إلى حل وسط مع المعارضة، وخاصة زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ، ميتش ماكونيل، من ولاية كنتاكي، الذي فاز للتو بولاية جديدة مدتها ست سنوات.
وقالت، شانون أوبراين، أستاذة السياسة الاميركية في جامعة تكساس إن “ماكونيل يمكن أن يصر على عدم تمرير العديد من الخيارات الليبرالية، وعلى بايدن أن يتفاوض من أجل ذلك”.
وسيحتاج الديمقراطيون إلى الفوز بمقاعد الكونغرس في جورجيا ذات الميول الجمهوري في يناير المقبل للتوصل إلى تعادل 50-50 في مجلس الشيوخ – مما يمكن نائبة الرئيس المنتخبة كامالا هاريس من الإدلاء بصوت فاصل في حالة عدم تحقيق أغلبية في المجلس.
وإذا لم يفز حزب بايدن بهذه المقاعد الرئيسية في مجلس الشيوخ، فإنه سيكون أول رئيس منتخب حديثا منذ أكثر من 100 عام ولم يحصل حزبه على سيطرة الأغلبية في مجلس الشيوخ.
ومع ذلك، يتمتع بايدن بتاريخ طويل كصانع صفقات تشريعية خلال خدمته التي استمرت لعقود في مجلس الشيوخ وكنائب للرئيس باراك أوباما.
وقال جيف بينيت، أستاذة الاتصالات في جامعة فاندربيلت: “لدى جو بايدن الكثير من العلاقات الطويلة الأمد في مبنى الكابيتول هيل وقد يكون قادرا على استخدام هذه العلاقات من أجل بناء تحالفات غير محتملة ربما لم نرها في السنوات الأربع الماضية.
وشدد بايدن، الجمعة، على الحاجة إلى تعاون الحزبين الجمهوري والديمقراطي للعمل من أجل الصالح العام.
وقال بايدن في خطاب “قد نكون مختلفين، لكننا لسنا أعداء”.
الانقسامات داخل الحزب
كما يتوقع خبراء أن يواجه بايدن تحديات داخل حزبه الديمقراطي بين زملائه المعتدلين والتقدميين الذين يسعون إلى برامج تحويلية مثل خطة الرعاية الصحية الشاملة التي من شأنها القضاء على التأمين الصحي الخاص، وتتطلب تريليونات الدولارات من الضرائب الإضافية لدفع ثمنها.
وبعد خسارته مقاعد الحزب الديمقراطي في مجلس النواب، وعدم تحقيق مكاسب متوقعة في مجلس الشيوخ، أفادت التقارير بأن التوترات ارتفعت بين التقدميين والمعتدلين في الكونغرس.
وخلال مكالمة مسربة للتجمع الديمقراطي، انتقدت عضوة الكونجرس المعتدلة عن ولاية فرجينيا، إبيجيل سبانبرجر، زملاءها “التقدميين” لاحتضانهم مواقف مثيرة للجدل قد تضر بفرص الانتخابات للديمقراطيين الذين يخوضون الانتخابات فى المناطق المحافظة.
ويقول المحللون إن مواجهة مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الجمهوريون يمكن أن يساعد بايدن على توحيد الفصائل الديمقراطية المختلفة لدعم تغيير تدريجي أكثر قابلية للتحقيق في المشهد السياسي المثير للانقسام.
ولا تزال إمكانية تنصيب بايدن رئيسا للولاية المتحدة مرهونة بحسم نتائج الانتخابات رسميا، حيث بدأ ترامب التحضير لمعركة قانونية تستند إلى شكوك في احتساب أصوات غير قانونية ساهمت في دعم بايدن، وهو ما يرفضه الديمقراطيون الذين يؤكدون أن العملية الانتخابية لم تستمل على أي تزوير أو احتساب لأصوات غير قانونية.