“إرث كورونا”.. 80% من المتعافين يعانون أعراضا طويلة المدى
بالنسبة لمنظمة الصحة العالمية، فإن المسحة السلبية المزدوجة هو ما يتطلبه الأمر لإعلان الشفاء من كورونا، لكن هذا ليس هو الحال في الواقع.
وقال الطبيب الإيطالي، فرانشيسكو لاندي، رئيس مركز “Post Covid” التابع لمؤسسة مستشفى جامعة “Agostino Gemelli Irccs” في العاصمة الإيطالية روما، إن حوالي 80٪ من الناجين من المرض يعانون أعراضاً تستمر لأشهر بعد التعافي.
ومن بين هذه الأعراض الإرهاق والتعب، ثم ضيق التنفس والسعال المستمر، الأشياء التي وصفها لاندي بـ”إرث كوفيد”، وفقاً لموقع “فان بيدج” الإيطالي.
ويتابع لاندي وفريقه في المركز الإيطالي 1500 مريض ممن متوسط أعمارهم 50 عاماً، أي سن العمل.
وقال: “افتتحنا مستشفى نهارياً مخصصاً في أبريل/نيسان من عام الماضي، وذلك عندما كنا في المرحلة الحادة من الوباء، لأننا أدركنا على الفور أن المرضى الذين خرجوا من المستشفى لم يتخلصوا من آثاره بشكل نهائي”.
وأضاف: “بدأنا بدراسة القلب والرئتين والأوعية الدموية وهو أمر مهم للغاية فيما يتعلق بمشكلة الالتهاب وحاستي الشم والتذوق ومنطقة العين”.
وتابع لاندي: “بعد أول 150 مريضاً ممن تمت متابعتهم، رأينا أنه حتى بعد إصابة البعض بكورونا بدرجات خفيفة، ليس فقط الذين نقلوا إلى المستشفى، استمرت معاناتهم مع الأعراض”.
ومن أهم الأعراض التي تحدّث عنها المتعافين من الفيروس التاجي، يعاني 60٪ من الإرهاق والشعور بالتعب، يليه ضيق التنفس والسعال المستمر، كل ذلك بالإضافة إلى الأرق وآلام المفاصل والعضلات.
وهناك جانب آخر يظهر في ملاحظة أعراض ما بعد فيروس كورونا وهو الاضطراب المعرفي، ما يسمى بـ”ضبابية الدماغ” الذي ينطوي على صعوبات في التركيز والذاكرة، لدى الشباب وكبار السن على حد سواء.
وأضاف: “لسوء الحظ، ما زلنا لا نعرف المدة التي تستغرقها عملية التعافي الكاملة، فبعد عام واحد من افتتاح مركزنا المتعدد التخصصات، نعيد الاتصال بالمرضى الذين تعافوا من “كوفيد-19″ لمعرفة مسار المرض”.
وعلى الرغم من اختلاف شدة الأعراض من شخص لآخر، فإنها في كثير من الحالات لا تسمح للمرضى بالعودة إلى أنشطتهم المعتادة بشكل طبيعي.
واختتم لاندي قائلاً إن هؤلاء الأشخاص في حاجة إلى المتابعة المستمرة، ومن المهم أيضاً فهم ما إذا كان تلف الأعضاء يتوافق مع استمرار الأعراض، ورؤية ما سيحدث بعد عام.
ووفقاً لموقع “abruzzolive” الإيطالي، فإن 20٪ فقط من مصابي كورونا تعافوا تماماً، دون أي أعراض، في حين الـ80%، يعانون لمدة تصل من 2 إلى 4 أشهر من بعد التعافي، التعب والإرهاق الجسدي يليه السعال.