إعلان الطوارئ في جنوب دارفور وتفويض الأجهزة العسكرية بحسم التلفتات
نيالا – صقر الجديان
فوضت حكومة ولاية جنوب دارفور السبت، الأجهزة الأمنية والعسكرية باتخاذ كافة التدابير لحسم التفلتات الأمنية، وأعلنت فرض حالة الطوارئ في الولاية وحظر تجوال بمحلية “بليل” شرقي نيالا.
وتشهد مناطق شرق نيالا عاصمة الولاية منذ منتصف الأسبوع الماضي توترات أمنية في أعقاب تعرض مجموعة من المواطنين لكمين مسلح في بلدة (أم عضال) القريبة من محلية بليل، وتطورت الأحداث الجمعة بهجمات مسلحة طالت عدد من القرى.
وأصدر والي الولاية حامد التجاني هنون قراراً بإعلان “حالة الطوارئ بالولاية وحظر التجوال داخل محلية بليل اعتبارا من اليوم يبدأ السادسة مساء وحتى الساعة السادسة صباحاً إلى حين إشعار آخر”
وأعطى المرسوم القوات النظامية الحق في اتخاذ كافة التدابير والإجراءات الضرورية وفقا للقانون وقانون الطوارئ لحسم التفلتات، وهدد باتخاذ إجراءات صارمة لمخالفي القرار وأستثنى الأمر الولائي العاملين في القطاع الصحي والمياه والكهرباء وسيارات الإسعاف والحالات الصحية الطارئة.
احتجاجات مُنددة بالعُنف
وتجمع عدد كبير من الأهالي أمام مقر حكومة ولاية جنوب دارفور السبت ، رفضاً للهجمات التي نفذتها جماعات مُسلحة الجمعة وطالت عدداً من القرى.
وحمل المحتجون الذين ينتمي أغلبهم لقبيلة “الداجو” جثامين 4 أشخاص من الذين قضوا برصاص المليشيات المسلحة على قرية “أموري” التابعة لمحلية بليل 17 كيلو متر شرق نيالا، ورددوا هتافات مناوئة للجنة أمن الولاية وحملوها مسؤولية تدهور الوضع الأمني برغم إبلاغها قبل وقت مُبكر من وقوع الهجمات على المدنيين.
حسم المتلفتين
ووجه والي جنوب دارفور بالإنابة بشير مرسال الأجهزة العسكرية بحسم المجموعات المتفلتة، داعياً لدى مُخاطبته حشداً منذ ذوي الضحايا القوة المشتركة للتعامل بقوة مع المجموعات المحتشدة في القرى التي شهدت التوترات.
وأضاف “بأمر قانون الطوارئ أي متفلت يحسم ميدانياً مهما كانت قوته” وكشف عن إرسال طائرة عسكرية لإجلاء جثامين وجرحى يحتمل وجودهم في عدد من القرى
وقال الضيف ادم القيادي في قبيلة “الداجو” لـ”سودان تربيون” إن المسلحين الذين هاجموا قرى “أموري وعشما” كان بعضهم يرتدي زى قوات الدعم السريع ويستغلون سيارات دفع رباعي لا تتوفر إلا لدى الأجهزة الحكومية، كاشفاً عن العثور على جثامين نحو 3 أشخاص اليوم السبت، كانوا في عداد المفقودين منذ الجمعة”.
وأوضح بأن المجموعة المسلحة أجبرت القوات المشتركة المؤلفة من الجيش والاحتياطي المركزي وهي قوة تابعة للشرطة على الانسحاب لامتلاكهم أسلحة وعتاد حربي يفوق الذي تمتلكه القوة المشتركة.
ودعا الضيف لفتح تحقيق عاجل والكشف عن العسكريين من قوات الدعم السريع الذين شاركوا في الهجمات.
ولم يتيسر التأكد من العدد الكٌلي لضحايا الاحتجاجات من مصدر مستقل، لكن طبيباً يعمل في مستشفى نيالا التعليمي قال “بأن العدد الكلي للضحايا الذين وصلت جثامينهم المستشفى منذ تفجر الأحداث الأربعاء الفائت حتى ظهر اليوم السبت بلغ 8 أشخاص بينهم شُرطي”.
نهب الفارين
وأبلغ شهود عيان حسب ما نقلته “سودان تربيون” أن المواطنين الفارين من بلدة “فاشا” تعرضوا لاعتداء ونهب بيد مجموعات مسلحة عندما كانوا في طريقهم لمدينة نيالا هرباً من الهجمات المسلحة.
وكشف بأن أعداد كبيرة من مواطني قرى “تقلا، وحميضة، وجميزة أربعاء، وفاس كضاب، وكسيقو” التي أحرقت أجزاء واسعة منها وصلوا لرئاسة محلية “بليل” في وضع إنساني بالغ التعقيد.
وشهدت مناطق واسعة من إقليم دارفور خلال الثلاث سنوات الماضية نزاعات قبلية دامية معظمها من أجل الأرض والنفوذ، وأودت بحياة المئات، وفرار الآلاف.
ولم يفلح اتفاق السلام الذي وقعته الحكومة الانتقالية المعزولة مع 4 من الجماعات المسلحة التي كانت تقاتل في دارفور قبل أكثر من عامين؛ من إنهاء حالة انعدام الأمن النسبي في الإقليم على الرغم من الانتشار العسكري الكثيف.