أخبار السياسة المحلية

إقتحام مقر «الهلال الأحمر» بكسلا والجمعية تحذر من زجها في الصراعات

كسلا – صقر الجديان

قالت جمعية الهلال الأحمر السوداني، إن مجموعة من المواطنين يقودها ممثل البجا محمد سيدنا الأمين طاهر، بصفته رئيس تجمع المجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة وتنسيقية كسلا، اقتحمت مقر فرع الجمعية بمدينة كسلا واحتلاله والتهديد بإغلاقه وطرد العاملين فيه.

وبحسب بيان صحفي من الجمعية، يوم الأحد، أن المجموعة المحتجة أفادت بأنه قد تم إقصاؤهم من إدارة الجمعية على مستوى المركز والولاية، وأن المدير التنفيذي للفرع لا ينتمي للولاية.

مطالبة بالتمثيل

ورفعت المجموعة عدة مطالب أبرزها تمثيل البجا في مختلف مستويات الإدارة بالجمعية وخاصة على المستوى التنفيذي للفرع وعلى مستوى لجنة التسيير المركزية، وأن يوقف الفرع الدعم الإنساني المقدم للاجئين بالمعسكرات بإعتباره مؤامرة لتوطينهم فيها وأنهم يقتسمون الموارد الشحيحة مع المواطنين الأصليين.

وذكر المقتحمون أنه سبق لهم الجلوس مع رئيس الوزراء ووزير شؤون مجلس الوزراء بالخرطوم ولم يجدوا إجابات مقنعة على مطالبهم بخصوص مشكلة شرق السودان، لذلك فهم يعملون على فصل الإقليم وإقامة حكم ذاتي ويشمل ذلك إنشاء مؤسسات موازية على المستوى السيادي والوزراء وجمعية الهلال الأحمر السوداني.

وطبقاً للبيان، اقتحم حشد من ممثلي المكون القبلي مبنى الفرع في ختام الاجتماع، وقاموا بعمل مخاطبة ورفع شعارات وهتافات تطالب برحيل مدير الفرع والأمين العام للهلال الأحمر بمكبرات الصوت وبحضور أجهزة الإعلام بالولاية لنقل وقفتهم الاحتجاجية وهم يحملون الأسلحة البيضاء من سيوف وسكاكين وعصي.

وقال إن ذلك تم بحضور ممثلين للأجهزة الأمنية التي نجحت في تهدئة الوضع ليخرجوا من مبنى الجمعية، على أن يكون يوم الاثنين 24 مايو هو بداية اعتصامهم بفرع الجمعية.

مؤسسة مستقلة

وأكدت جمعية الهلال الأحمر السوداني أنها مؤسسة وطنية مستقلة تماماً عن السلطة التنفيذية المركزية وسلطة الولاية، وتتمتع بالحياد التام وعدم التحيز لأي جهة عرقية أو قبلية أو سياسية أو دينية وتلتزم بمبادئها السبعة التي تؤكد على الطابع الإنساني الطوعي.

وقالت الجمعية، إنها تعمل ضمن أكبر تحالف إنساني عالمي وهو الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر الذي يتألف من «194» جمعية وطنية يحكمها القانون الدولي المتمثل في إتفاقيات جنيف الأربع وبروتوكولاتها الإضافية التي صادقت عليها كل دول العالم بما فيها السودان.

وشددت الجمعية على أنها تعمل بشفافية ونزاهة لذلك يتم تعيين الكوادر القيادية في الأمانة العامة والمديرين التنفيذيين لفروع الولايات الثماني عشر– بما فيها فرع ولاية كسلا– عبر شركة توظيف مستقلة إحترافية وفق المعايير الدولية في الإختيار وليس للأمانة العامة أو لجنة التسيير المركزية ولجان الولايات أي دور في هذه التعيينات للوظائف، وأن مدير فرع كسلا تم ترشيحه بعد إحرازه المركز الأول من حيث الكفاءة والقدرات المطلوبة ضمن المرشحين دون النظر لإنتمائه لولاية أو لقبيلة بعينها.

تحذير

وأكدت أن تقديم المساعدات للاجئين ليس خصماً على مواطني الولاية لأنها تأتي بتمويل خارجي عبر المنظمات العاملة بموجب إتفاقيات مع حكومة السودان وليس الهدف لتوطينهم بل الحفاظ على حياتهم تمهيداً لإعادتهم لبلدانهم عند إنتهاء الحرب.

وقالت الجمعية إنها تنأى بنفسها عن الخوض في القضايا القبلية والسياسية والدينية تجسيداً لمبدأ الإستقلالية والحياد، وتحذر من الزج بها في معارك لتحقيق أغراض لا علاقة لها بالطابع الإنساني النزيه والسلوك القويم، رغم علمها التام بأهداف من تضرروا من عملية التغيير وإعادة البناء الذين ظلوا يسعون بشتى الوسائل المشروعة وغير المشروعة لإستعادة مكتسباتهم وإعادة إنتاج مصالحهم عبر وسائل الإعلام والوسائط الإجتماعية وعبر الوقفات الإحتجاجية لتشويه صورة الجمعية والزج بها في مستنقعات السياسة والمصالح الآسنة التي لا تهتم بحقوق المواطنين المتضررين من الكوارث الطبيعية والنزاعات المسلحة والفقر والأمراض.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى