مقالات الرأي

إمارات الخير : عبقرية زايد

 

كان المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه يحب السودان، حرص على أن تكون أول زيارة له بعد إعلان الاتحاد إلى السودان، طاف خلالها كثير من المدن، وتعرف إلى الإنسان السوداني عن قرب، كما كان الرئيس السابق جعفر نميري رحمه الله، أول رئيس يزور الدولة الوليدة، الأمر الذي أسس لعلاقة متينة بين البلدين.

حرص الشيخ زايد على صنع علاقة قوية مع السودان حكومة وشعباً، انطلاقاً من نظرته لكل المعطيات التي يمكن أن تعزز وتطور هذه العلاقة، كانت علاقة حب ممتدة لم ينقطع وصالها بعد رحيله، ورعتها من بعده القيادة الرشيدة.

لم تكن زيارة الشيخ زايد إلى السودان تقليدية وعادية، بل كانت تعبر عن فكر وعمق وحكمة هذا الرجل الذي حظي بالحب والتقدير والولاء والوفاء من الشعب السوداني، خصوصاً أنه تجاوز الإطار الرسمي في الزيارة، وجلس إلى الناس، وتعرف إلى طبيعتهم وأسلوب حياتهم، واستمع إلى أشعارهم وأغانيهم، ولم تقتصر الزيارة على العاصمة الخرطوم بل زار عدد من المدن الأخرى من بينها الأبيض في كردفان.

يقول الطيار ناصر الشيخ الذي عمل مع الشيخ زايد في الثمانينيات أن الشيخ زايد كان حكيماً حليماً كريماً توافرت فيه كل صفات القائد القريب من أبناء شعبه، ومن كل العرب والمسلمين، وكان محباً للسودان، وأنعكس ذلك في مشاريع التنمية التي انتظمت البلاد في ذلك الوقت، وامتدت حتى وقتنا هذا لتشهد عمق الصلات بين البلدين الشقيقين.

ونحن في السودان لسنا وحدنا نحب الشيخ زايد الذي غمرنا بكرمه وعطفه، بل كل العرب والمسلمين كافة يحبون الشيخ زايد، طالعت فقرة من برنامج” قلبي اطمأن” لرجل موريتاني يسكن في قرية ليس فيها كهرباء والمياه الصالحة للشرب شحيحة، عندما قال له مقدم البرنامج أنه من الإمارات انهمرت دموعه، وقال له : أنت من بلاد الشيخ زايد، لم أشاهده لكن سمعت أنه رجل كريم يحب الخير للناس، ويساعد العرب والمسلمين.

بعد كل تلك السنوات من رحيله طيب الله ثراه، ما زال الناس في أقاصي العالم يذكرون سيرته العطرة. موقف آخر في وسائل التواصل الاجتماعي عندما ظن رجل مغربي يعمل في أحد المطاعم أن محدثه من فلسطين ولكنه سرعان ما احتضنه عندما علم أنه إماراتي وقال له : أنت من بلاد الشيخ زايد. في دلالة على محبته للراحل طيب الله ثراه.

هذا قليل من كثير في محبة الناس للشيخ زايد، كان مصنوعاً من هموم الناس وطيبة الحاكم ووداعة القائد الحقيقي الذي أحبه شعبه وأحبه العرب جميعاً، بنى دولته في تجربة فريدة في النمو والنماء، وجعلها جوهرة الخليج العربي بل العالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى