أخبار السياسة المحلية

(إمبريال كوليدج لندن): 98% من من وفيات كورونا في الخرطوم لم ترصد

الخرطوم – صقر الجديان

كشف تقرير من اعداد امبريال كوليدج لندن وعدد من المؤسسات البحثية، أن 98% من وفيات كورونا في العاصمة السودانية الخرطوم لم ترصد. وقدر التقرير وفيات كورونا التي لم ترصد حتى تاريخ 20 نوفمبر الماضي بحوالي 16،090 حالة. وبحلول ذات التاريخ اكد الباحثون إصابة 38٪ من سكان الخرطوم بالفايروس، أي أكثر من ثُلث السكان

ورجح التقرير أن 2٪ فقط من الوفيات الناجمة عن كوفيد-19 رصدت ضمن أرقام الوفيات المعلن عنها رسميًا في الخرطوم.

وذكر التقرير أن موجة وباء كوفيد-19 التي اجتاحت الخرطوم بين أبريل وسبتمبر 2020 كانت مخففة إلى حد ما (بمعنى أنها كانت بطيئة لكن انتشار الوباء لم يتوقف).

وقدر الباحثون في امبريال كوليدج أن تكون مستويات المناعة العالية وراء قلة الاصابات بالفايروس بعد نهاية الموجة الأولى، حيث بلغت نسبة الإصابات 38.0٪ وكان الانخفاض في الإصابات خلال الموجة الأولى راجعًا إلى التدخلات الحكومية والاجراءات الصارمة وزيادة المناعة لدى السكان ما أدى إلى تخفيض رقم التكاثر الأساسي من 3.5 إلى 1 بحلول 20 أبريل. واستمر رقم التكاثر الفعلي في الانخفاض بعد 20 أبريل، حيث انخفض إلى 0.8 في بداية يوليو نتيجة لزيادة المناعة.

وقال التقرير: أدى إنهاء إجراءات الإغلاق الصارمة في يوليو إلى زيادة نسبة الإصابات في ظل ارتفاع حركة التنقل، ما أدى إلى ارتفاع رقم التكاثر الفعلي فوق 1 خلال سبتمبر.

وتوقع التقرير أن تبلغ الموجة الثانية ذروتها قبل نهاية العام الجاري، متوقعا أن تكون أشد قوة من الأولى.

وقال الباحثون: في ظل عدم تنفيذ تدابير جديدة لمنع تفشي الوباء، سيكون من الضروري توفير تدابير وقائية مستمرة للأفراد المعرضين لخطر كبير وذلك للمساعدة في تقليل الوفيات خلال الموجة الثانية.

وطالب التقرير بإجراء تحقيقات حول الوفيات السابقة للمساعدة في تأكيد معدل الوفيات غير المعلن عنها، وللتعرف على مسار الموجة الثانية وطول المدة التي يجب تنفيذ التدابير الوقائية فيها.

تم عرض العمل في أحدث تقرير صادر عن المركز المتعاون مع منظمة الصحة العالمية لنمذجة الأمراض المعدية، وتم تنفيذه بالتعاون مع كلية لندن للصحة والطب المداري ومجموعة أبحاث (كوفيد ١٩) في السودان، وشبكة تعليم الأقران لشباب السودان ، ومدرسة هارفارد تي إتش تشان للصحة العامة.

وقال الطبيب والباحث محمد قرشي عباس، الذي كان ضمن مجموعة قدمت لهم امبريال كوليدج تقريرها قبل النشر لـ«التغيير»: إن البحث حاول استخدام مصادر مختلفة للمعلومات ليتجاوز مشكلات عدم اليقين بسبب عدم توفر المعلومات، نسبة لقلة الفحوصات وعدم وجود سجلات للوفيات.

وأشار عباس إلى استخدام البحث للتقدير، حيث تمت مقارنة الوفيات ببحثين لاستنتاج التوقعات لمعرفة الحد الادنى من عدد الإصابات في الموجة الاولى، وبناء عليه تم تقدير وفيات الموجة الثانية بـ27 الف حالة وفاة متوقعة.

واكد عباس امكانية تقليل الوفيات حال تم التعامل مع تنفيذ إجراءات التباعد والاجراءات الوقائية الأخرى، بعيدا عن الإغلاق.

وأضاف “في حالة كون الوفيات الفعلية في الموجة الأولى أقل من المتوقع فهذا يعني أن الموجة الثانية ستكون اكثر شراسة نسبة لإنخفاض مستوى المناعه المتوقع أيضا ومن ثم عدد وفيات أكثر”.

من جهته، قال الدكتور أوليفر واتسون ، من كلية الصحة العامة: لقد أصبح واضحًا ومحزنًا بشكل متزايد مدى تمكن COVID-19 من الانتشار بشكل غير ملحوظ إلى حد كبير في بعض أجزاء العالم. كما هو الحال في دراستنا السابقة في دمشق ، سوريا ، حيث تظهر الأرقام الرسمية للوفيات الناجمة عن فيروس كوفيد -19 جزءًا بسيطًا من العبء الذي فرضه فيروس كورونا على الخرطوم.

وأضاف: يوضح هذا التحليل مرة أخرى الحاجة إلى مصادر بيانات بديلة إذا كنا نرغب في فهم انتشار COVID-19 على مستوى العالم. نأمل أن تعزز النتائج التي توصلنا إليها الحماية المستمرة للأفراد ذوي المخاطر العالية بينما تتجه الخرطوم نحو الموجة الثانية .

وأوضحت الدكتورة ميسون دهب من كلية لندن للصحة والطب الاستوائي: لا تعتبر عمليات الإغلاق خيارًا ضد الموجة الثانية في السودان. ومع ذلك ، هناك فرصة حرجة للمجتمعات لإنقاذ الآلاف من الأرواح الأكثر ضعفاً بينهم من خلال دعمهم للحماية من خلال الذروة الثانية لهذا الوباء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى