إيران في السودان: مخاوف من بروز قوات حشد شعبي سودانية
الخرطوم – صقر الجديان
بمقارنة السيناريوهات الموجودة في المنطقة، وفى أماكن أخرى شهدت تمدد النفوذ الإيراني، تبرز هنا مخاوف من تحويل الجيش السوداني الإسلامي الانتماء إلى مجموعة ميليشيوية شبيهة بـ “الحشد الشعبي العراقي” تأتمر بأمر قائدها داخليًا وخارجيًا لإيران مصدر التمويل والدعم العسكري.
تظهر مخاوف من عودة النظام السوداني السابق بكل تفاصيله للساحة السودانية ومعه حلفاء الأمس الذين كانوا سببًا في عزلة السودان الدولية ووضعه في قائمة العقوبات الأممية والدولية لثلاثة عقود.
ومع استمرار الحرب وعدم وجود حل في الأفق، زادت التدخلات الدولية التي تبحث عن مصالح لها في السودان والتي تراهن على الفصائل المختلفة، بغية كسب المزيد من النفوذ في بلد يسوده الاضطراب.
وظهرت سيطرة محور الحركة الإسلامية “الكيزان” بقوة ومعه خصوصا بعد تعليق منبر جدة وتوقف التفاوض لإنهاء الحرب ورفض السودان لمبادرة الإيغاد والتي قال عنها “إنها منحازة للدعم السريع وقائده الفريق محمد حمدان دقلو.”
فقائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان الذي جعل من شرق البلاد عاصمته، وتحديدًا في بورسودان المطلة على البحر الأحمر، تطاله اتهامات لأنه مدعوم من جماعة النظام السابق عمر البشير وقياداته الإسلامية وبأنهم هم العقل المدبر للحرب.
وهذه الجماعة التي تسمى بـ”الكيزان” ما زالت ترتبط بعلاقات مع إيران وكان مُنظرها وقائدها السابق حسن الترابي من الموالين لها.
وتاريخياً ودائمًا ما ربطت علاقة قوية بين كيزان السودان وباقي التنظيمات الإسلامية في المنطقة مثل حماس والقاعدة وحزب الله وداعش، وفي السابق كانت العلاقة وثيقة بين إيران والسودان، الذي كان تحت حكم الحركة الإسلامية السودانية التي كانت بزعامة الترابي والرئيس البشير منذ عام 1989، واستمرت هذه العلاقة حتى يناير 2016، حيث انقطعت في “العلن” نتيجة لاقتحام سفارة السعودية في طهران. الآن، بعد التسوية بين الرياض وطهران، انحسرت هذه التوترات، واستُؤنفت العلاقات القائمة على المصالح بين إيران وشركائها التقليديين في السودان من جديد.
وفي الواقع، تظل احتمالية استمرار هذه العلاقة بصورة غير رسمية قائمة حتى في وقت التوترات، حيث أن العديد من الأفراد المنخرطين في الحركة الإسلامية لديهم اتصالات خارج السودان، بما في ذلك مع دولة خليجية وإيران، حتى خلال فترة برود العلاقة بين طهران والخرطوم.
مؤخرًا، ألقت السلطات المصرية القبض على رجل الأعمال عبدالباسط حمزة، في القاهرة، وهو أحد المقربين من الرئيس السوداني السابق عمر البشير وحزبه. وأكدت وزارة الخارجية الأمريكية أن حمزة، يُصنف كإرهابي عالمي، وأشارت إلى أنه قد قدم دعمًا ماليًا لحركة حماس بما يقارب 20 مليون دولار، مما يشير إلى أن علاقات السودان مع الجماعات المسلحة الخارجية لم تنقطع تمامًا.