“إِشكالية” الحزب الجمهوري.. ترامب “يُجمد” سباق انتخابات الرئاسة 2024
قالت وكالة أسوشيتد برس إن أية خطط لمرشحين جمهوريين يسعون لخوص انتخابات الرئاسة عام 2024 “تجمدت” بسبب احتمالات ترشح الرئيس الحالي، دونالد ترامب، للسباق القادم.
ويبدأ المرشحون الذين خسر حزبهم في سباقات الرئاسة عادة الاستعدادات لخوض سباق جديد، لكن هذا الأمر لم يحدث سباق عام 2020.
وتنتظر الشخصيات التي تسعى لنيل ترشيح الحزب الجمهوري معرفة ما سيفعله ترامب في الفترة المقبلة، بدلا من قيامهم باستمالة جامعي التبرعات وبناء علاقات وزيارة الولايات التي تصوت مبكرا، وهو ما يحدث عادة عند التخطيط لحملات جديدة. ومرد هذا الانتظار هو أنهم يخشون إغضاب ترامب وقاعدته الانتخابية الكبيرة.
وهذا الأمر يبقي ترامب في دائرة الضوء والحصول على الأموال النقدية اللازمة والتغطية الإعلامية، لكن في المقابل، تجعل هذه الاستراتيجية الحزب الجمهوري “في حالة توقف” بسبب عدم قدرة المرشحين المحتملين على إجراء الترتيبات اللازمة.
أليكس كونانت، الناشط الجمهوري الذي شغل منصب مدير الاتصالات في حملة سيناتور فلوريدا الجمهوري، ماركو روبيو، لانتخابات الرئاسة عام 2016، قال إن ترامب “أوقف” بدء حملات الحزب الجمهوري.
ويشير إلى أنه في الأحوال العادية، كان يفترض ذهاب المرشحين إلى ولايتي “أيوا ونيوهامشير هذا الشهر، لكن هذا لن يحدث لأن أحدا لا يريد أن يُنظر إليه على أنه يتحدى ترامب”.
كان، ترامب، قد صرح في تجمع حاشد في جورجيا، مساء السبت، قائلا: “لا أريد الانتظار حتى عام 2024″، وأعقب ذلك قوله، الأسبوع الماضي: “نحاول البقاء أربع سنوات أخرى. وإلا (إذا لم يحدث ذلك)، سأراكم بعد أربع سنوات”.
هذا الموقف يمثل “إشكالية خاصة لمسؤولي الإدارة الحاليين والسابقين” الذين يُنظر إليهم على أنهم مرشحون محتملون في سباق 2024، ومن بينهم نائب الرئيس، مايك بنس، ووزير الخارجية، مايك بومبيو، وسفيرة ترامب السابقة لدى الأمم المتحدة، نيكي هايلي.
ويشكل أيضا مشكلة لقائمة طويلة لشخصيات أخرى تحتاج إلى عدد كبير من أصوات الناخبين في قاعدة ترامب للفوز بترشيح الحزب الجمهوري. ومن بين هؤلاء السيناتور تيد كروز، وتوم كوتون من أركنساه، والسيناتور ريك سكوت، من فلوريدا، والسيناتور جوش هاولي، من ولاية ميزوري.
ويقول بريندان باك، الخبير الاستراتيجي الجمهوري إنهم “جميعا بحاجة إلى مواكبة الأمر، لأنهم يعرفون إنهم عندما يفكرون في الترشح مرة أخرى، فإن أسوأ شيء يمكن أن تكون عليه هو أن تكون ضد دونالد ترامب”.
ويشير إلى أنه من مصلحتهم الإشارة إلى هزيمة ترامب، لكنهم لا يصرحون بذلك “ويتعثرون لدى محاولتهم إنكار هذه الحقيقة”.
ويعتقد بعض الجمهوريين أن مناورة الرئيس أمر جيد، لأنه يجنب الاقتتال الداخلي بين الأشخاص الذين يفكرون في الترشح.
لكن آخرين لديهم مخاوف من أن ترامب يمنع الجمهوريين من الانخراط في عملية “الحساب” التي تحدث للحزب المنهزم بعد الانتخابات، وتتضمن النظر في أسباب الخسارة وما يجب أن يفعله بشكل مختلف لكسب أصوات الناخبين.
وهذه الاستراتيجية ساعدت ترامب على البقاء في دائرة الضوء وجمع الأموال لحملته، وقد جمع بالفعل أكثر من 200 مليون دولار منذ يوم الانتخابات، وذهب جزء كبير من هذه الأموال إلى لجنته السياسية الجديدة وهي “صندوق الدفاع عن الانتخابات”.
دان إيبرهارت، أحد مانحي الحزب الجمهوري، قال: “تتمثل أجندته في استخدام عمليات إعادة الفرز والدعاوى القضائية لجمع الأموال، والحصول على أموال لتجميد المجال لانتخابات 2024”.
كان، ترامب، قد صرح، السبت، من جورجيا بأنه سيفوز في الانتخابات، ورغم ذلك، لم يخلُ خطابه من التلميح لخسارته، وظهر ذلك جليا عندما قال إن الصين وإيران “سعيدتان” الآن، وقوله “ما كنا سنفعله في السنوات الأربع المقبلة”.
ورغم هجوم ترامب المتكرر على نظام الانتخابات الأميركي خلال الفترة الماضية، فإن فريقه القانوني لم ينجح حتى الآن في تقديم أدلة تقبلها المحاكم بشأن حصول “تزوير” في الانتخابات.