ابتكار مغناطيس من مواد غير مغناطيسية
حقق علماء الفيزياء ما يمكن اعتباره مستحيلا، حيث صنعوا من مواد غير مغناطيسية تماما، مغناطيسا يمكن تشغيله وقت الحاجة. أي يمكن التحكم به.
وتفيد مجلة Science Advances ، بأن المغناطيس الذي ابتكره علماء جامعة مينيسوتا برئاسة كريس لايتون، سيكون مفيدا لتطوير الجيل الجديد من الالكترونيات.
وكما هو معروف، توجد مواد تضعف المجال المغناطيسي بعض الشيء وأخرى تقويه بعض الشيء. ولكن هناك مواد محدودة تعزز المجال المغناطيسي بقوة وتبقى محافظة على خصائصها حتى عند ايقاف تشغيله. يطلق على هذه المواد – Ferromagnetic materials (مواد ذات مغناطيسية حديدية). وهذه المواد قليلة الانتشار في الطبيعة وينسب لها الحديد والكوبالت والنيكل.
ولكن من جانب البشرية بحاجة ماسة لهذه المواد، ومن جانب آخر يبحث العلماء عن مواد يمكن التحكم بمغناطيسيتها في أي مكان وزمان. هذه المواد ستكون مفيدة للجيل الجديد من الأجهزة الإلكترونية.
والآن حقق العلماء خطوة كبيرة في هذا المجال، وتمكنوا من التحكم في تشغيل وإيقاف المغناطيسية الحديدية في مادة ما، التي لا تقوي عادة، بل تضعف المجال المغناطيسي. علاوة على ذلك ، فإن إنتاجها غير مكلف. الحديث يدور عن ثاني كبريتيد الحديد (FeS2).
ويقول لايتون، “الكثيرون يعرفون المغناطيس، لذلك من المحتمل أن يشكون في إمكانية تحويل مادة غير مغناطيسية إلى مادة ممغنطة بواسطة التيار الكهربائي. ولكن عندما درسنا الموضوع بصورة أعمق وأكثر تفصيلا، اكتشفنا مسارا ممكنا واستفدنا منه”.
وقد استخدم الباحثون في تجاربهم، ثاني كبريتيد الحديد مع سائل أيوني وعند ربطهما بتيار كهربائي جهده فولت واحد، ظهرت خصائص المغناطيسية في المادة، وبعد قطع التيار اختفت هذه الخاصة وعاد ثاني كبريتيد الحديد إلى حالته الطبيعية.
ويشير الباحثون إلى أن العملية تكون ناجحة فقط في درجات الحرارة المنخفضة. لذلك يبحثون حاليا عن وسيلة للحصول على نفس التأثير في درجة حرارة الغرفة، وعندها فقط يمكن استخدام هذه المواد في الأجهزة الإلكترونية المنزلية.