اتهامات للجيش بقصف معسكر «زمزم» في شمال دارفور بالبراميل المتفجرة
الفاشر – صقر الجديان
قصف الطيران الحربي التابع للجيش السوداني، الإثنين، مخيم “زمزم” المكتظ بالنازحين بولاية شمال دارفور، مما أوقع جرحى بينهم أطفال وتدمير عدد من المنازل، طبقا لما اعلنته منسقية النازحين واللاجئين في دارفور.
ويأتي استهداف المخيم الواقع في الجزء الجنوبي الغربي لمدينة الفاشر بعد أيام قلائل من إعلان التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، وهو مبادرة تضم عددًا من الشركاء منها وكالات الأمم المتحدة، عن تفشي المجاعة في المعسكر الذي يأوي قرابة نصف مليون نازح وفقًا لشبكة أنظمة الإنذار المبكر للمجاعة.
وقال بيان أصدرته المنسقية العامة لمعسكرات النازحين واللاجئين، إن “الطيران التابع للجيش السوداني قصف مساء أمس الأحد مخيم زمزم للنازحين بولاية شمال دارفور، بإسقاط اثنين من البراميل المتفجرة مما أدى إلى إصابة 4 أطفال بجروح خطرة وتدمير أكثر من 20 منزلاً حول مواقع الحدث وسط النازحين”.
ونوه البيان إلى أن أحد البراميل التي أسقطت لم تنفجر، ولكن سقوطها أدى إلى تدمير أربع منازل، مما أدخل الخوف والهلع وسط النازحين في المخيم،خشية الانفجار المتوقع للقذيفة.
وأشار إلى أن الضربة الثانية سقطت بالقرب من مدرسة “بلولة” ودمرت نحو 16 منزلاً وجرحت 4 أطفال.
ورأى البيان أن استهداف النازحين العزل داخل المخيمات بالقنابل والمتفجرات يعد “جريمة حرب وعمل متعمد وجبان وبلا مبرر”.
وأدان بشدة ما وصفه بالجريمة النكراء ضد النازحين في المخيمات، وناشد مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة ووكالاتها والمملكة المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي والمنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان بتفعيل القرار الصادر من مجلس الأمن الدولي، بحظر السلاح والطيران في إقليم دارفور، والقيام بحماية المدنيين من نيران أطراف الصراع المميت والعبثي.
ويقع المعسكر في نطاق المناطق الخاضعة لسيطرة القوات المسلحة والحركات المسلحة بمدينة الفاشر، ولكن في نفس الوقت تمتلك حركة تجمع قوى تحرير السودان قيادة الطاهر، المتمسكة بالحياد حيال الحرب، قاعدة عسكرية بالقرب من المخيم.
إلى ذلك، أدان تجمع قوى تحرير السودان، الذي يرأسه الطاهر حجر، القصف الجوي الذي طال مخيم زمزم بواسطة طيران القوات المسلحة.
وحذر بيان أصدره المتحدث باسم التنظيم، فتحي محمد، من استهداف معسكرات النازحين بواسطة الطيران، ورأى أن المعسكرات ليست بها أهداف أو تجمعات عسكرية وأن استهدافها يعتبر جريمة حرب بموجب القانون الدولي.
وأشار إلى أن الاستهداف الذي وصفه بالجبان على “زمزم” بعد أيام من إعلان منظمات دولية عن مجاعة في المخيم، وقال: “بدلاً من أن تتحمل حكومة الأمر الواقع في بورتسودان مسؤوليتها تجاه الجوعى بمعسكر زمزم بإرسال المساعدات الإنسانية، أرسلت لهم براميل متفجرة بواسطة طيران قواتها المسلحة لتزيد فوق جوعهم خوفاً”.
وتشهد الفاشر منذ مايو الماضي مواجهات عسكرية دامية بين الجيش وحلفائه من الحركات المسلحة ضد الدعم السريع، أودت بحياة أعداد كبيرة من المدنيين وتشريد أكثر من 500 ألف شخص وفقًا للأمم المتحدة.