اجتماع “الكلية الانتخابية”.. الاختيار الحاسم للرئيس الأميركي القادم
واشنطن – صقر الجديان
يجتمع أعضاء الكلية الانتخابية (Electoral College)، يوم الاثنين 14 ديسمبر، بحسب ما هو منصوص عليه في الدستور الأميركي، للإدلاء بأصواتهم لاختيار الرئيس المقبل للولايات المتحدة.
وينص الدستور على أن يجتمع أعضاء هذه الهيئة في أول يوم اثنين بعد ثاني يوم أربعاء من شهر ديسمبر، لاختيار الرئيس الأميركي الجديد بناء على تصويت ممثلي الولايات الأميركية.
ويحتاج مرشحو الرئاسة إلى الفوز بغالبية أصوات أعضاء الكلية الانتخابية وعددهم 535، لضمان الوصول إلى البيت الأبيض. ومن خلال هذه الهيئة الانتخابية، يتم عد الأصوات التي يحصل عليها كل مرشح والتي لا تعبر عن إجمالي عدد الأصوات الشعبية للأميركيين.
ويعكس عدد أعضاء الكلية الانتخابية من كل ولاية، عدد المشرعين ممن يمثلونها في مجلس النواب بالكونغرس، الذي يضم 435 عضوا، إلى جانب العضوين اللذين يمثلانها في مجلس الشيوخ وعددهم 100. ولدى العاصمة واشنطن، التي لا تمثيل لها في الكونغرس، ثلاثة أعضاء في الكلية الانتخابية.
ويمكن أن تتجاوز الأصوات الشعبية التي يفوز بها مرشح رئاسي، الأصوات داخل الكلية الانتخابية. وقد وصل خمسة رؤساء أميركيين إلى البيت الأبيض رغم عدم فوزهم بالأصوات الشعبية، بينهم الرئيسان الجمهوريان دونالد ترامب وجوج بوش الابن.
لكن هذه العملية الدستورية مختلفة هذا العام بالنظر إلى عدم اعتراف الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بـ”الهزيمة” في الانتخابات وعدم اتصاله بخصمه الديمقراطي الذي أعلنت وسائل إعلام فوزه، جو بايدن، لتهنئته بحسب الأعراف.
وطعنت حملة ترامب في النتائج، التي تشير إلى فوز بايدن بـ306 أصوات في المجمع الانتخابي، بينما حصل هو على 232 صوتا فقط.
والتصريحات الأخيرة لفريق ترامب القانوني تشير إلى رغبتهم في تغيير النتائج عن طريق المجالس التشريعية في الولايات الحاسمة التي يسيطر عليها الجمهوريون.
محامو الحملة، قالوا إن هذه المجالس يجب أن تستخدم سلطاتها لتعيين المندوبين في المجمع الذين يصوتون لترامب وليس بايدن عندما تجتمع تلك الهيئة الانتخابية في 14 ديسمبر.
لكن قضاة ومشرعين جمهوريين لم يتحمسوا كثيرا لتحقيق هذه الرغبة، بحسب صحيفة نيويورك تايمز، التي تتوقع أن يصوت غالبية أعضاء الكلية الانتخابية لصالح بايدن.
وأسقطت محاكم أميركية في الآونة الأخيرة غالبية الشكاوى التي قدمتها حملة ترامب، ورفضت المحكمة العليا دعوى قضائية رفعتها ولاية تكساس بدعم من ترامب سعيا لإلغاء نتائج الانتخابات في أربع ولايات.
من هم أعضاء المجمع ومتى يجتمعون؟
تختار الأحزاب السياسية في الولايات مندوبيها، وعادة ما يكونون من النشطاء السياسيين والمانحين والأشخاص الذين تربطهم علاقات وثيقة بالمرشحين، ما يعني أنهم في الغالب سوف يصوتون للمرشح الذي تعهدوا بدعمه. في عام 2016، خالف سبعة مندوبون هذه القاعدة، لكن تصويتهم لم يكن مؤثرا.
لا يجتمع مندوبو الولايات كافة في آن واحد. بعض الاجتماعات ستعقد صباحا وبعضها بعد الظهر، والمكان يختاره المجلس التشريعي للولاية، وغالبا ما يكون عاصمتها. والعديد من الولايات سوف تبث الحدث على الهواء مباشرة. ونيفادا هي الولاية الوحيدة التي سوف تعقد الاجتماع افتراضيا هذا العام.
يدلي المندوبون بأصواتهم لاختيار الرئيس ونائب الرئيس عن طريق الاقتراع المكتوب. تطلب 33 ولاية، بالإضافة لمقاطعة كولومبيا (أي العاصمة واشنطن)، من المندوبين اختيار المرشح الحاصل على غالبية الأصوات الشعبية، لكن 17 ولاية أخرى لا “تلزم” مندوبيها بذلك، ما يعني أنهم يستطيعون التصويت وفق قناعاتهم.
ماذا يحدث بعد التصويت؟
بعد التصويت، يتم الفرز، ويوقع المندوبون على الشهادات التي تظهر نتائج التصويت. وتُرسل الشهادات إلى نائب الرئيس، مايك بنس، بصفته رئيس مجلس الشيوخ، ومكتب السجل الفيدرالي، والأمناء العامين للولايات، ورؤساء قضاة محاكم المقاطعات.
وسوف يترأس بنس جلسة مشتركة للكونغرس، يوم السادس من يناير المقبل في مجلس النواب، ويقوم بفتح شهادات النتائج المرسلة، بالترتيب الأبجدي للولايات ويقدمها إلى أربعة “فارزين”، اثنان من مجلس النواب واثنان من مجلس الشيوخ، الذين يقومون بفرز الأصوات، وعند حصول مرشح على أصوات 270 مندوبا يعلن بنس نتيجة المرشح الفائز.