اجتماع بين تنسيقية تقدم وحزب البعث يقر الوصول لأوسع جبهة مدنية لوقف الحرب
القاهرة – صقر الجديان
أقرّ اجتماع انعقد بالقاهرة بين تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم” وحزب البعث العربي الاشتراكي “الأصل”، تشكيل فريق عمل مشترك من أجل الوصول لأوسع جبهة مدنية لوقف الحرب.
وطبقا لبيان مشترك صدر، الأربعاء، فإن الاجتماع الذي انعقد الثلاثاء شكل فريق عمل لاستكمال الحوار “مستفيدين من دروس التجارب السابقة”.
وأكد البيان “ضرورة تنسيق وتوحيد جهود كافة القوى المدنية من أجل الوصول لأوسع جبهة مدنية لوقف الحرب ومعالجة الكارثة الانسانية واسترداد مسار التحول المدني الديمقراطي وتنفيذ شعارات ثورة ديسمبر المجيدة”.
وتشكلت تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم” برئاسة عبد الله حمدوك بأديس أبابا في أكتوبر من العام 2023 من قوى الحرية والتغيير ولجان مقاومة ومنظمات مجتمع مدنية وكيانات فئوية، على أن تعمل التنسيقية لتوسيع تحالفها الساعي لإيقاف الحرب.
وكان حزب البعث العربي الاشتراكي انسلخ من ائتلاف قوى الحرية والتغيير عقب انقلاب قائد الجيش عبد الفتاح البرهان في 25 أكتوبر 2021.
وأوضح البيان المشترك أن الاجتماع الذي انعقد بالعاصمة المصرية جاء على خلفية دعوة قدمتها “تقدم” للاجتماع بحزب البعث “الأصل” للتفاكر حول كارثة الحرب وآثارها على مختلف الأصعدة وسبل مواجهتها.
وناقش الاجتماع الأزمة الشاملة في السودان جراء استمرار الحرب لما يقارب العام، وما ترتب عليها من آثار إنسانية كارثية وتدمير متعمد وغير مسبوق للاقتصاد والبنية التحتية والتماسك المجتمعي وتهديد لوحدة الوطن.
وتوافق الطرفان على أن الحرب التي اندلعت في 15 أبريل من العام الماضي هي أكبر مهدد وجودي للسودان في تاريخه، وأن وقفها هو أولوية قصوى للحفاظ على وحدة واستقرار السودان وإنقاذ السودانيين من الكارثة الإنسانية التي تعصف بهم.
كما اتفق الطرفان على العمل الميداني المشترك لحشد الإرادة الوطنية من أجل وقف الحرب ومحاربة خطاب العنصرية والكراهية والانخراط في المبادرات الساعية لتخفيف الأزمة الإنسانية، مؤكدين أن الخيار الوحيد لحل قضايا الأزمة الوطنية المتراكمة هو الخيار السلمي.
وبحث الاجتماع الوضع الإنساني المتردي في السودان من حيث النزوح واللجوء والنقص الحاد في الغذاء الذي يهدد بوقوع مجاعة تطال ملايين السودانيين، والتدهور المريع في خدمات الرعاية الصحية وغيرها من الخدمات الأساسية الأخرى، وطالب طرفي الحرب بالوقف الفوري للحرب دون أي شروط مسبقة واحترام القانون الإنساني الدولي بالكف عن استباحة حرمة الأرواح والممتلكات والحريات للمدنيين والسماح بانسياب المساعدات الإنسانية والتوقف عن تدمير المنشآت العامة والخاصة.
ودان الاجتماع كافة الانتهاكات التي ارتكبها طرفا الحرب وطالبهما بالكف عنها وأكد ضرورة التحقيق والمحاسبة على الجرائم المرتكبة من الطرفين، كما دان قطع خدمات الاتصالات وطالب بإرجاعها لكل ولايات السودان بلا قيد أو شرط.
وأكد كذلك ضرورة الحفاظ على وحدة السودان أرضاً وشعباً وديمقراطية ومدنية الحكم، وإنهاء حالة تعدد الجيوش لصالح جيش وطني مهني واحد، وإطلاق عملية شاملة للعدالة والعدالة الانتقالية، وتفكيك بنية نظام الثلاثين من يونيو 1989 وانقلاب 25 اكتوبر 2021، والسعي لتحقيق كافة المبادئ والأهداف التي رفعتها ثورة ديسمبر.