احتجاجا على مقترحات إثيوبيا.. مصر والسودان يعلقان مشاركتهما بمفاوضات سد النهضة
الخرطوم – صقر الجديان
اعلن كل من مصر والسودان تعليق مشاركتهما في الجولة الحالية لمفاوضات سد النهضة من أجل إجراء مشاورات داخلية حول الطرح الذي تقدم به الوفد الإثيوبي بشأن قواعد ملء وتشغيل سد النهضة.
ويأتي هذا القرار إثر اجتماع بين اللجان الفنية والقانونية للدول الثلاث، والمعنيّة ببناء سد النهضة، بحضور مراقبين من الولايات المتحدة والاتحادين الأوروبي والأفريقي.
وقالت وزارة الموارد المائية والري المصرية إن “المقترح الإثيوبي لا يتضمن إلزامية الاتفاق أو آلية قانونية لفض المنازعات”.
وأضافت “قبل موعد عقد الاجتماع مباشرةً، قام وزير المياه الإثيوبي بتوجيه خطاب لنظرائه في كل من مصر والسودان مرفقة به مسودة خطوط إرشادية وقواعد ملء سد النهضة لا تتضمن أي قواعد للتشغيل ولا أي عناصر تعكس الإلزامية القانونية للاتفاق، فضلاً عن عدم وجود آلية قانونية لفض النزاعات”.
من جهتها قالت وزارة الري السودانية إن “موقف إثيوبيا الأخير يثير مخاوف جديدة بشأن مسار مفاوضات سد النهضة”.
وشددت “على جدية المخاطر التي يمثلها السد للسودان وشعبه بما في ذلك المخاطر البيئية والاجتماعية وعلى سلامة الملايين من السكان المقيمين على ضفاف النيل الأزرق، الأمر الذي يعزز ضرورة التوصل لاتفاق شامل يغطي جانبي الملء والتشغيل”.
في المقابل، أكدت وزارة الري الإثيوبية أن مصر والسودان طلبتا تأجيل الاجتماع لدراسة المبادئ التوجيهية والقواعد الخاصة بملء سد النهضة التي تقدمت بها أديس أبابا.
ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من أديس أبابا، غير أنها تؤكد مرارا أنها تريد التوصل إلى اتفاق مع دولتي المصب (مصر والسودان) دون الإضرار بمصالحهما رغم بدئها مؤخرا ملء السد.
وأول أمس الاثنين، حذرت مصر والسودان، في ثاني اجتماع للمفاوضات، من تداعيات الملء المنفرد لسد النهضة، مطالبين بسرعة التوصل إلى اتفاق ملزم بشأن ملء السد وتشغيله.
وفي 21 يوليو/تموز الماضي، عقد الاتحاد الأفريقي قمة مصغرة، بمشاركة الدول الثلاث، عقب نحو أسبوع من انتهاء مفاوضات رعاها الاتحاد لنحو عشرة أيام، دون اتفاق، وأسفرت القمة عن الدعوة مجددا إلى عقد مفاوضات ثلاثية جديدة.
وانتقدت مصر والسودان في الاجتماع الأول الذي تم مؤخرا بدء ملء سد النهضة المنفرد الذي تم من جانب إثيوبيا.
ومنذ العام 2011، تتفاوض الدول الثلاث للوصول إلى اتفاق حول ملء السد وتشغيله، لكنها رغم مرور هذه السنوات أخفقت في الوصول إلى اتّفاق.
وفي يوليو/تموز الماضي، قال رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد إن بلاده “حققت بالفعل هدف العام الأول لملء الخزان بفضل موسم الأمطار الغزيرة”.
وأصبح سد النهضة -المقام على بعد نحو 15 كيلومترا من الحدود الإثيوبية مع السودان على النيل الأزرق- نقطة خلاف كبيرة بين الدول الثلاث. وتخشى مصر من أن يؤدي المشروع الذي تبلغ تكلفته أربعة مليارات دولار لنقص تدفق المياه، في حين ينتاب السودان القلق بشأن سلامة السد.
والنيل الأزرق رافد لنهر النيل الذي يعتمد عليه سكان مصر البالغ تعدادهم 100 مليون في 90% من المياه الجارية.