احتدام القتال القبلي في غرب دارفور الذي خلف 30 ضحية حتى الان
الجنينة – صقر الجديان
تدهورت الأوضاع الأمنية بشكل مريع بولاية غرب دارفور، بسبب استمرار الاشتباكات القبلية الدامية بين إثنيتي “التاما” و”الاوراء” لليوم الرابع على التوالي مخلفاَ أكثر من 30 قتيل ومئات الجرحي.
وشملت الاشتباكات نحو ثلاث محليات في شمال الولاية هي “كرينك وسربا وجبل مون”.
وتشهد ولاية غرب دارفور منذ عامين نزاعات قبلية أودت بحياة أعداد كبيرة من المواطنين ونزوح الآلاف يقيمون في مراكز للإيواء داخل مدينة الجنينة.
ورسمت مصادر موثوقة تحدثت لـ”سودان تربيون” من الجنينة صورة قاتمة للأوضاع الأمنية شمالي مدينة الجنينة في ظل استمرار المعارك العسكرية بين القبائل في يومه الرابع ضيفاً أن السلطات أظهرت عجزاً في السيطرة على التدهور الأمني.
وقالت أن الأسباب الرئيسية وراء تفجر النزاع بين القبيلتين هو صراع للسيطرة على الأرض واتهموا أطراف سياسية بتأليب قبائل على أخرى وتابعت ” كل الذين يتقاتلون الآن هم تاريخياً معروفين بأنهم يمثلون قبيلة واحدة لعبت الخلافات السياسية دورا بارزا في تقسيمها لفروع متعددة”.
ونوهت ان الاقتتال خلف حتى الآن نحو 30 قتيل أو يزيد ومئات الجرحى وحرق عدد من القرى.
وأشارت أن هذا الصراع هو الأخطر من نوعه بولاية غرب دارفور ما لم تتدخل الأطراف الحكومية وأبدت خشيتها من أن تتنقل النزاعات لمحليات أخرى.
وعقد الأحد في مدينة زالنجي مركز ولاية وسط دارفور أول اجتماع رفيع يضم حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي وولاة ولايات دارفور الخمس وناقش الاجتماع الوضع الأمني والإنساني، الاقتصادي والمحور الأهلي والمصالحات، وتناول الترتيبات الأمنية وتأسيس آليات الاتفاق ولجان الترتيبات الأمنية.
ورفض والي غرب دارفور خميس عبدالله أبكر في اتصال أجرته معه “سودان تربيون” التعليق على الأحداث الجارية في الولاية لوجوده في الخرطوم منذ ما يقرب عن الشهر فيما تعذر الحصول على معلومات أضافية من قبل المدير التنفيذي لمحلية “سربا” لرداءة شبكة الاتصالات.
ولكن المدير التنفيذي لمحلية “كرينك” ناصر الزين قال في تصريح لـ”سودان تربيون” أن الأحوال الأمنية في شمال وحدة ازرني الإدارية التابعة للمحلية تشهد توترا منذ ثلاثة أيام.
وأضاف “صباح اليوم كان هناك ضرب نار بين طرفي الصراع لكن الأحوال هادئة مساءً “.
وكشف عن جهود تبذلها لجنة أمن المحلية لاحتواء الموقف ووقف نزيف الدم بين طرفي النزاع وبسط هيبة الدولة والقانون.
وفي الأثناء اتهم بيان أصدرته قبيلة التاما وصلت نسخته “سودان تربيون” إحدى الحركات المسلحة لم تسمها قالت بأنها شاركت في القتال مستخدمة أسلحة مضادة للطائرات ومدافع ثقيلة وسيارات دفع رباعي نفذت هجوما على عدد من مناطقها تم التصدي لها.
وكشف عن مقتل اثنين من قيادات القبيلة في كمين مسلح وحملت تحالف يضم عدد من القبائل مسؤولية الهجوم على مناطقها.
وتشهد دارفور بين الحين والآخر قتالا قبليا بسبب النزاع حول الموارد والمراعي وخلف هذا الصراع الدامي آلاف القتلى حيث تتهم الحكومة بالتقاعس عن اتخاذ تدابير وقائية لمنع تجدد أعمال العنف بين المكونات الاجتماعية.