احتمال إطلاق نسخة مدنية لصاروخ “بوريفيستنيك” الروسي النووي
لا يستبعد الخبراء أن يستخدم صاروخ “بوريفيستنيك” الروسي الواعد العامل بالمحرك النووي الذي قد أطلق الناتو عليه اسم “صاروخ الحرب النووية”فقط لأغراض عسكرية بل ولأغراض مدنية.
ويرى الخبراء أن المحرك النووي المستخدم في الصاروخ المجنح الروسي سيمكّن مؤسسة “روس كوسموس” الروسية التي تتراجع اليوم بضغط من الشركات الفضائية الأمريكية الخاصة من تحقيق قفزة نوعية في مجال غزو الفضاء.
وقد يستخدم المحرك النووي أحادي المراحل الذي يحمله الصاروخ المجنح العسكري كمحرك فضائي مدني بعد تطويره وتحويله إلى محرك ثنائي المراحل.
يذكر أن الوقود الكيميائي القائم على الأوكسيجبن أو الهيدروجين أو الميثان) الذي تستخدمه الصواريخ الفضائية الروسية لتحقيق الرحلات الفضائية القريبة والبعيدة عاجز عن تقديم طاقة كافية لنقل الحمولات الثقيلة إلى مدار الأرض. وعلاوة على ذلك فإن الوقود المؤكسد يمنع الخبراء في أغلب الأحيان من استخدام المحرك أكثر من مرة.
مع ذلك فإن الوقود النووي قادر على تزويد الصاروخ بطاقة كافية لإطلاق الحمولات الثقيلة إلى مدار الأرض أو إلى الفضاء البعيد. ولا يستبعد الخبراء أن يصمم المهندسون الروس مستقبلا طائرة فضائية عاملة بالمحرك النووي يمكن استخدامها في الجو وفي الفضاء على حد سواء.
وقالت صحيفة “فزغلياد” الروسية إن تلك الطائرة قد تستخدم المحرك النووي ثنائي المراحل خلافا لصاروخ “بوريفيستنيك” المجنح الذي يستخدم المحرك النووي أحادي المراحل صغير الحجم. وفي حال نصب مثل هذا المحرك ثنائي المراحل في الطائرات المسيرة أو المأهولة يمكن أن تحلق إلى مسافة غير محدودة عمليا وتلف أكثر من مرة حول الأرض وتبقى في الجو لمدة أيام وأسابيع.
من جهة أخرى فإن مندوب الرئيس الأمريكي لشؤون الرقابة على تطوير الأسلحة ، مارشال بيرينغيلي، كان قد وصف في وقت سابق الصاروخ المجنح الروسي المتزود بالمحرك النووي الصغير الحجم بانه “تشيرنوبل الطائر” ودعا إلى حظر استخدامه
أما الخبير العسكري، أنطون لافروف، فقال إن ظهور عوادم مشعة مثل نظئر اليود 131 تسببها تفاعلات نووية جارية داخل المحرك النووي صغير الحجم هو أمر لا مفر له. وفي حال نجح المهندسون الروس الذين يختبرون حاليا صاروخ “بوريفيستنيك” في حل تلك المشكلة التقنية فإن روسيا يمكن أن تستعيد مكانتها الجديرة التي كانت تحتلها في مجال غزو الفضاء في خمسينيات وستينيات القرن الماضي.