ارتفاع ضحايا سيول «أبو حمد» الى 12 شخصاً ومخلفات التعدين تنذر بكارثة بيئية
ابو حمد – صقر الجديان
لقي 12 شخصاً، بينهم طفل، مصرعهم وأصيب العشرات، جراء الأمطار الغزيرة والفيضانات التي شهدتها مدينة أبو حمد بولاية نهر النيل شمالي السودان.
وتسببت السيول الجارفة في تدمير مئات المنازل في المدينة التي تحتضن أكبر مراكز استخراج الذهب في البلاد، إلى جانب إلحاق أضرار جسيمة بالأسواق.
وجرفت الأودية مخلفات التعدين إلى داخل المدينة، بحسب شهادات خبير صحي وسكان تحدثوا لـ”سودان تربيون” اليوم الثلاثاء، محذرين من الوضع الكارثي الذي تعيشه المدينة في الوقت الراهن.
ووصف المدير التنفيذي لمحلية أبو حمد، عبد الرؤوف حسن المبارك، الكارثة في تصريحات صحفية يوم الثلاثاء بأنها أكبر من قدرات الولاية، مؤكداً وفاة عشرة أشخاص بسبب الأمطار والسيول.
وأوضح المبارك أن المدينة تعرضت لأضرار جسيمة حيث انهارت أعداد كبيرة من المنازل كلياً وبعضها جزئياً، كما تضرر سوق أبو حمد الكبير.
وأشار إلى أن المحلية تعمل على تقييم الخسائر ومحاولة سحب المياه من داخل المنازل.
وأوضح أن الأمطار التي هطلت خلال اليوم وأمس كانت فوق المعدل، محذراً سكان الجزر من خطورة هذه الأمطار والسيول.
وفي تصريح لاحق قال وزير البنى التحتية في الولاية إن الأمطار والسيول ادت الى إنهيار (11) الف وخمسمائة منزل في ابو حمد بجانب مقتل(12) شخصا واصابة (170) اخرين.
وتبعا لهذه التطورات قررت حكومة الولاية الشمالية إغلاق المدارس بمراحلها المختلفة في كل محليات الولاية اعتباراً من يوم غد الاربعاء إلى السبت القادم.
من جانبه، قال الخبير الصحي الدكتور الواثق محمد محمد صالح لـ”سودان تربيون” إن الأمطار الغزيرة تسببت في جريان الأودية وامتلاء المجاري بالسيول العنيفة.
وأكد تهدم المنازل في المربعات (1-2-3-4-6-7) وأحياء السليم والقوز والقلعة، بالإضافة إلى تدمير الأسواق الكبيرة والمتوسطة. وأوضح الواثق أن الخطر الأعظم لهذه الأمطار والسيول هو جرف مخلفات التعدين إلى داخل المدينة ومنها إلى نهر النيل.
واستطرد قائلاً: “السيول جرفت كميات كبيرة من مخلفات التعدين وهذا وضع خطير، أخطر من انهيار المنازل، وهذا أمر مقلق للغاية. السيول جاءت من مناطق التعدين”.
وأكد أن المخلفات التي اختلطت بمياه الأمطار وجرفتها تشكل خطراً على السكان ولابد من التعرف على هذه المواد فوراً وتأثيرها على الإنسان والحيوان والأراضي الزراعية.
وأشار الواثق إلى أن أغلب الشركات العاملة في الكرّة والذهب تستخدم في الغالب حامض الكبريتيك والسيانيد والزئبق، وتقع مقارها بالقرب من المناطق الزراعية وحواف تلك الوديان، مما أدى إلى جرف تلك المواد السامة إلى المدينة.
وتوقع حدوث تلوث في المدينة وتلوث المياه الجوفية والأشجار وما يجاور المدينة بعد أن نقلت الفيضانات تلك المواد إلى نهر النيل.
وأضاف: “الأمر خطير، هذه المواد مرت عبر المدينة والمشاريع الزراعية، ويجب أن نعمل فوراً على منع أي كارثة صحية، وأن تبدأ المنظمات والجهات المختصة فوراً بإجراء الفحوصات اللازمة لهذه الآثار”.
وحذر الواثق من كارثة بيئية بسبب دخول هذه النفايات الكيميائية المسببة لأمراض قاتلة إلى المدينة، مطالباً الجهات والمنظمات المختصة بالتحرك الفوري.