اعتراض كل دفعة صواريخ إيرانية يكلف إسرائيل 287 مليون دولار (تقرير إخباري
- طهران تستهدف إسرائيل بهجمات صاروخية باليستية على دفعات منذ الجمعة ردا على عدوان تل أبيب المستمر على إيران
القدس – صقر الجديان
تستخدم إسرائيل منظومات عدة مضادة للصواريخ من أجل اعتراض الصواريخ الإيرانية، ولكنها تكلفها أموالا طائلة منذ بدء عدوانها على طهران الجمعة الماضي.
ولدى إسرائيل منظومات “القبة الحديدية” و”سهم” و”مقلاع داود” لاعتراض الصواريخ، وتستخدمها جميعا، إضافة إلى منظومة “ثاد” الأمريكية.
لكن بما أن الحديث هو عن صواريخ إيرانية باليستية، فإن إسرائيل تعتمد على منظومة “سهم” (حيتس بالعبرية) بنسختيه “سهم 2″ و”سهم 3”.
ومنذ بدء العدوان على إيران، تضيء سماء إسرائيل ليلا عشرات الصواريخ الاعتراضية، ولكن كل منها يكلف تل أبيب أموالا كثيرة.
ومنذ فجر الجمعة، تشن إسرائيل بدعم أمريكي عدوانا على إيران بقصف منشآت نووية وقواعد صواريخ واغتيال قادة عسكريين وعلماء نوويين، ما خلف 224 قتيلا و1277 جريحا، فيما ترد طهران بصواريخ بالستية وطائرات مسيّرة، خلفت نحو 24 قتيلا ومئات المصابين.
** تكلفة مرتفعة
حسب صحيفة “غلوبس” الاقتصادية الإسرائيلية نهاية عام 2023، فإن نظام “سهم 2” يعمل على اعتراض الصواريخ داخل الغلاف الجوي، بينما يعمل “سهم 3” خارجه.
وقالت: “كلاهما مصمم لاعتراض الصواريخ الباليستية، أي التهديدات البعيدة، مع اختلاف في الارتفاع عن سطح الأرض”.
و”الهدف هو اعتراض الصواريخ في أبعد مكان ممكن عن إسرائيل. أما الاعتراض خارج الغلاف الجوي، فيُبعد التهديد عن إسرائيل”، وفق الصحيفة.
وزادت أن نظام “سهم 2” دخل الخدمة عام 2000، بينما دخل “سهم 3” الخدمة عام 2017.
وأوضحت أن “الرأس الحربي لنظام ’سهم 2’ يحمل آلية تفعيل مزودة بمتفجرات موجهة، والغرض منه تدمير الصاروخ المستهدف باستخدام الشحنة نفسها”.
“أما في ’سهم 3’، فإن الطاقة الحركية وحدها كافية لتدمير الهدف. ويتمتع النظام الاعتراضي نفسه بقدرة عالية جدا على المناورة وتغيير الاتجاه، وهو مزود بأجهزة استشعار كهروضوئية متطورة”، وفق الصحيفة.
واستدركت أن “تكلفة هذه الأنظمة تُعد إحدى المشكلات التي تواجه الدفاع الجوي”.
وأوضحت أن “تكلفة اعتراض ’القبة الحديدية’ تبلغ حوالي 30 ألف دولار، بينما تبلغ تكلفة اعتراض ’مقلاع داود’ نحو 700 ألف دولار، أما صواريخ سهم 2 وسهم 3 الاعتراضية فتكلفتها قرابة 1.5 مليون دولار ومليوني دولار على التوالي”.
وقال مكتب الصحافة الحكومي الإسرائيلي، في بيان الثلاثاء، إنه منذ الجمعة أطلقت إيران أكثر من 400 صاروخ باليستي ومئات الطائرات المسيرة، وسقط نحو 35 صاروخا في إسرائيل، دون تحديد أماكنها.
** مستوى جديد
ووفق صحيفة “هآرتس” العبرية الثلاثاء، “واجه نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي تحديات متزايدة منذ اندلاع حرب غزة في أكتوبر/ تشرين الأول 2023”.
وبدعم أمريكي مطلق ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، جرائم إبادة جماعية في غزة خلّفت نحو 185 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، فضلا عن مئات آلاف النازحين.
“إلا أن وابل الصواريخ الباليستية الأخير من إيران صعّد التهديد إلى مستوى جديد كليا”، وفق تعبير الصحيفة.
وأضافت: “في حين تم اعتراض معظم المقذوفات الإيرانية، اخترق العديد منها دفاعات إسرائيل متسببا في خسائر بشرية وأضرار جسيمة في الممتلكات”.
و”عندما سُئل الرئيس التنفيذي لشركة صناعات الفضاء الإسرائيلية بوعز ليفي عما إذا كانت الدفاعات الجوية الإسرائيلية تقترب من حدودها القصوى، قال: لا توجد دولة واجهت هجمات بالصواريخ الباليستية على هذا النطاق الذي تحملناه”.
وأردف: “في أبريل/ نيسان الماضي، أطلقوا علينا 100 صاروخ. وفي أكتوبر (2024) بلغ العدد 200. والآن يطلقون موجات من عشرات الصواريخ بتتابع سريع”.
وحسب الصحيفة “تصل تكلفة كل سلسلة من عمليات الاعتراض، مثل تلك التي حدثت ليلة (أمس) الاثنين، إلى مليار شيكل (287 مليون دولار)”.
ويدور الحديث عما بين 10 و12 صاروخا.
وأشار ليفي إلى أن “معظم العمل الدفاعي حاليا يتم بمنظومتي “سهم 2″ و”سهم 3”.
وقال: “إضافة إلى هاتين المنظومتين، هناك منظومتان أمريكيتان هما ’ثاد’ من الأراضي الإسرائيلية و’إس إم-3’ من البحر، واللتان يُشغلهما الأمريكيون”.
وأردف: “هناك أيضا نظام ’مقلاع داود’ الإسرائيلي، لكن ما يُهمّنا في الهجمات من هذا النوع التي نتعرض لها حاليا هو بالأساس أنظمة ’سهم’”.
و”تُقدّر مؤسسة الدفاع الإسرائيلية أن معدل اعتراض ناجح لنظام “سهم 3” يبلغ 90 بالمئة، بينما يبلغ معدل اعتراض نظام “ثاد” حوالي 40 بالمئة فقط. واستخدام صواريخ “إس إم-3” في النظام الحالي “محدود للغاية”، وفق الصحيفة.