اغتيال زعيم أهلي وأفراد من أسرته بالجنينة واتهامات للدعم السريع باضطهاد المساليت
الجنينة – صقر الجديان
اغتالت قوات الدعم السريع، أمسية الأحد، أحد قيادات الإدارة الأهلية بولاية غرب دارفور وعدد من أفراد أسرته ببلدة “أردمتا” بينما تحدث رئيس حركة مسلحة عن انتهاكات واسعة ارتكبتها قوات الدعم السريع والمليشيات المتحالفة معها طالت أبناء المساليت الذين احتموا بقيادة الفرقة 15 مشاة بالجنينة.
وفي الرابع من نوفمبر الجاري، أعلنت قوات الدعم السريع سيطرتها على قيادة الفرقة 15 مشاة الواقعة ببلدة “أردمتا” شمال شرق الجنينة، عقب انسحاب الجيش من قيادته نحو منطقة “كلبس” بعد نجاح وساطة قادها زعماء أهليون قضت بانسحاب القوات المسلحة.
ونعى مجلس السيادة الفرشة محمد أرباب وقال في بيان إن أرباب اغتيل غدراً هو وابنه وثمانية من أحفاده على يد ميليشيات الدعم السريع المتمردة، بعد اقتحامها لمنازل المواطنين في أردمتا”.
والفرشة بمثابة وكيل لسلطان دار مساليت في المنطقة التي يقيم فيها يتم اختياره بواسطة رئاسة السلطنة.
ويعد أرباب وهو فرشة منطقة “مستري” البالغ من العمر 85 عاما أحد قيادات الإدارة الأهلية البارزين بولاية غرب دارفور ونشط خلال السنوات الماضية في المصالحات التي تمت بين قبائل المنطقة المختلفة.
وبث ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لأعداد كبيرة من الأسرى وأغلبهم من إثنية المساليت يقتادهم جنود لقوات الدعم السريع يحملون أسلحة وسياط.
ويقول الناشطون إن الأسرى جرى اقتيادهم من منازلهم ومراكز الإيواء المقامة بالقرب من قيادة الفرقة 15 مشاة، بعضهم تعرض لتعذيب قاس ما أدى لوفاتهم.
وقال رئيس حركة العدل والمساواة السودانية الجديدة منصور أرباب لسودان تربيون إن النازحين الذين فروا من مجازر الدعم السريع في شهري مايو ويونيو الماضيين وذهبوا إلى اردمتا واحتموا بالفرقة 15 مشاة تعرضوا مرة أخرى لانتهاكات فظيعة من نفس قوات الدعم السريع التي ابادتهم بالآلاف وارتكبت فيهم أبشع جرائم الحرب، حسب تعبيره.
وأوضح أنه عقب سقوط الفرقة 15 مشاة مارست قوات الدعم السريع جرائم أخرى تضاف لسجلها المعروف والملئ بالانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان حيث انتشرت واستباحت المدينة بالكامل واقتحمت منازل المواطنين وقتلت عددا غير معروف حتى الآن من المدنيين بمن فيهم الفرشة محمد أرباب محمد نيل.
وكشف منصور عن اعتقال قوات الدعم السريع لعدد من شباب المنطقة العزل واخضاعهم للتعذيب.
وأفاد “رأينا كيف تم اهانة كرامة المعتقلين وهم عزل من بينهم أطفال. الكل سمع من قادة قوات الدعم السريع في الجنينة عندما تحدثوا في مقطع تم تصويره بأنفسهم عن تجهيزهم فقط 200 طلقة لإعدام جميع المعتقلين”.
وتحدث عن امتلاكه لمعلومات موثقة تشير إلى تصفية عدد كبير من الأسرى بعد وقت وجيز من نقلهم لحي الجبل داخل مدينة الجنينة.
وشهدت الجنينة في الفترة من 15 أبريل وحتى يونيو الماضي أحداث عنف ذات طابع قبلي بين القبائل العربية والمساليت ما أوقع ما يزيد عن الأربعة ألاف قتيل وسط المدنيين وتشريد أكثر من 200 ألف آخرون نحو تشاد وفقا للأمم المتحدة.
وفي يونيو الماضي تعرض والي غرب دارفور خميس عبد الله أبكر للقتل والتمثيل بجثته خلال اعتداءات على قبيلة المساليت التي يتحدر منها الوالي وسط اتهامات لقوات الدعم السريع والمليشيات العربية المتحالفة معها بالتورط في الجريمة.