اغتيال ناشط طوعي على يد الدعم السريع في شمال دارفور
الفاشر – صقر الجديان
اغتالت قوات الدعم السريع ناشطاً طوعياً تحت التعذيب داخل معتقلات تتبع لها في بلدة “كُبكابية” بولاية شمال دارفور.
وتسيطر قوات الدعم السريع بشكل كامل على كُبكابية، التي تبعد 175 كيلومترًا غرب الفاشر، منذ الأيام الأولى لبدء الحرب، لكن مواطنين في المنطقة ظلوا يتهمون القوات بارتكاب انتهاكات وجرائم واسعة طالت المدنيين تشمل القتل والاحتجاز غير المشروع والنهب وفرض مبالغ مالية ضخمة على التجار.
وقال موسى مختار، وهو أحد ذوي القتيل، لـ”سودان تربيون” إن “قوات الدعم السريع اعتقلت الناشط الطوعي عبدالرحمن الهادي عدلان في بداية الأسبوع الماضي مع مواطنين آخرين في كُبكابية، واحتجزتهم في مقر يتبع لاستخبارات القوات، ليتم تسليمه لأسرته يوم الخميس جثة”.
وأوضح أن الضحية تم اعتقاله بعد اتهامه بإرسال إحداثيات للطيران الحربي الذي ظل يستهدف البلدة بين الحين والآخر.
وأشار إلى أن القتيل تعرض للطعن بآلة حادة، علاوة على الجلد بالسياط وكسر في عنقه من قبل سجانيه.
وحمل قوات الدعم السريع المسؤولية الكاملة عن الجريمة وطالبها بمحاسبة المتورطين في اغتيال عدلان ووقف الانتهاكات ضد المدنيين.
وفي 27 أبريل الماضي، أدت غارة جوية نفذها سلاح الجو التابع للجيش السوداني إلى تدمير كامل لمنزل عبد الرحمن الهادي في كُبكابية، دون وقوع ضحايا وسط سكان المنزل.
وظل الطيران الحربي خلال الشهر الماضي ينفذ طلعات جوية مكثفة على البلدة ومدن أخرى في ولاية شمال دارفور، حيث يقول الجيش إنه يستهدف حشود تتبع لقوات الدعم السريع تنوي مهاجمة الفاشر، ولكن الاستهداف الجوي أدى إلى مقتل عدد من المواطنين وتدمير مؤسسات خدمية.
ومنذ 10 مايو الماضي، تشهد عاصمة شمال دارفور مدينة الفاشر معارك ضارية بين الجيش وحلفائه من الحركات المسلحة ضد الدعم السريع، مما أدى إلى مقتل أعداد كبيرة من المدنيين ونزوح الآلاف إلى المناطق المحيطة بالفاشر، وبعضهم وصل إلى جبل مرة مناطق سيطرة حركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد نور.
وتسعى قوات الدعم السريع للسيطرة على الفاشر برغم الدعوات الدولية والإقليمية لوقف التصعيد في شمال دارفور، حيث تعد الفاشر آخر المدن في إقليم دارفور التي ما زال الجيش السوداني يحتفظ بوجوده فيها.