اكتشاف الآلية الكامنة وراء عدوى فيروس نقص المناعة قد يحمل مفتاح علاج “كوفيد-19”!
كشف فريق من الباحثين في جامعة ألبرتا أن الآلية المكتشفة حديثا لدى مرضى فيروس نقص المناعة البشرية (HIV) قد تؤدي أيضا إلى علاجات جديدة لـ “كوفيد-19”.
وتكشف الورقة البحثية المنشورة مؤخرا في مجلة الجمعية الأمريكية لعلم الأحياء الدقيقة، mBio، كيف يهاجم فيروس نقص المناعة البشرية البيروكسيزومات (أو الجسيمات التأكسدية)، والعضيات الموجودة في جميع الخلايا التي تساعد على تنظيم الجهاز المناعي، واستقلاب الدهون، وصحة القلب والأوعية الدموية، وتنمية الدماغ ووظيفة الأعصاب.
وقال عالم الأحياء توم هوبمان، باحث كندي سابق لدى Research Chair في فيروسات RNA وتفاعلات المضيف: “نعلم أن الفيروسات الأخرى، بما في ذلك فيروس غرب النيل وفيروس زيكا، لديها العديد من الآليات المختلفة للحد من البيروكسيزومات كوسيلة لمنع إنتاج الإنترفيرون، الذي سيمنع معظم الفيروسات من التكاثر. وجميع الفيروسات لديها طرق لمنع استجابة الإنترفيرون هذه، والتي تتناسب مع فكرة أن البيروكسيزومات هدف مهم فيما يتعلق بالعدوى الفيروسية”.
وتساءل الباحثون عما إذا كان الفيروس الذي يسبب “كوفيد-19″، قد يصيب البيروكسيزوم أيضا، لذلك بدأوا في اختبار عقاقير تعزيز البيروكسيزوم ضد الفيروس في الخلايا.
وقال هوبمان إن مختبره تعاون مع عالم الأعصاب كريستوفر باور، في Research Chair للعدوى العصبية والمناعة، قبل نحو 5 سنوات، لدراسة سبب معاناة العديد من مرضى فيروس نقص المناعة البشرية من الشيخوخة المبكرة، وتغيير في طريقة استقلاب الجسم للدهون، ومجموعة من الاضطرابات العصبية التي يمكن أن تمنعهم من العيش بشكل مستقل.
وكشف الفريق عن 4 microRNAs في أدمغة مرضى الإيدز المصابين بالخرف.
وأضاف هوبمان “ربما لم تُدرس البيروكسيزومات جيدا كما ينبغي، نظرا لأنها ضرورية للغاية للصحة والنمو لدى البشر”، مشيرا إلى أن الأطفال الذين يولدون بمرض البيروكسيزوم الجيني، متلازمة زيلويغر، يعانون من عيوب نمو وعصبية شديدة و يموتون عادة في غضون عام أو عامين من الولادة.
وأظهر مختبر هوبمان العام الماضي أن تعزيز البيروكسيزومات عن طريق التلاعب في الجينات، يمكن أن يمنع تكاثر فيروس زيكا. وخلال الأشهر الأربعة المقبلة، سيستمرون في اختبار الأدوية التي تعزز البيروكسيزوم لمعرفة ما إذا كان بإمكانهم فعل الشيء نفسه ضد فيروس كورونا، وفيروس نقص المناعة البشرية.
وتمت الموافقة على العديد من الأدوية التي يحاولون استخدامها كأدوية للسرطان، ولكن هوبمان اكتشف أنها تستهدف عن طريق الصدفة مسارا يمنع تكوين البيروكسيسوم.
وأشار إلى أن العديد من العلاجات الواعدة ضد “كوفيد-19″، بما في ذلك “ريمديسيفير”، باهظة الثمن نسبيا ويجب إعطاؤها في المستشفى، في حين أن بعض معززات البيروكسيزوم يمكن تناولها عن طريق الفم ولها آثار جانبية قليلة. وقال إنه متحمس لإمكانية تطبيق هذا النهج الجديد لمكافحة العدوى الفيروسية.