اكتشاف القصة المأساوية وراء حطام سفينة غارقة قبالة سواحل إنجلترا بعد 250 عاما
كشف باحثون أخيرا عن الهوية المأساوية للسفينة التي أبهرت السكان المحليين والسياح في إيرلندا لسنوات، حيث أثار حطامها نظريات عدة بشأن مصيرها.
وتمكن الباحثون أخيرا، من حل لغز حطام السفينة الملقبة بـ”باتر بوت” (Butter Boat)، بعد 250 عاما من غرقها. عقب العثور على بقايا هيكلها قبالة سواحل إيرلندا.
وتصبح البقايا الهيكلية للسفينة الكبيرة مرئية مع تغير المد والجزر، وقد اجتذبت لسنوات معظم السياح الفضوليين، وفقا لما ذكرته صحيفة “ميرور” البريطانية.
ولم يكن أصل معلم مقاطعة سليجو الشهير معروفا، وكان يعتقد في البداية أنه جزء من السفينة الإسبانية الأسطورية “أرمادا” في القرن السادس عشر.
وبفضل البحث الأثري والأرشيفي الجديد الذي أجرته خدمة الآثار الوطنية الإيرلندية، تم استبعاد النظرية الأصلية والكشف عن الهوية المأساوية الحقيقية للسفينة.
وتثبت العينات المأخوذة من أخشاب حطام السفينة أنها بنيت في النصف الأول من القرن الثامن عشر، ما بعد عام 1712.
وأشاروا أيضا إلى أن الأخشاب ربما جلبت من ميدلاندز الإنجليزية، وربما يوركشاير.
وأدى المزيد من الأبحاث حول الحسابات التاريخية للقرن الثامن عشر إلى تحديد السفينة باسم Greyhound، وهي سفينة تجارية ساحلية من ميناء ويتبي في يوركشاير في إنجلترا.
وتوفي عشرون شخصا عندما غرقت ليلة 12 ديسمبر 1770. وواجهت Greyhound عاصفة قبالة سواحل Mayo ولم تتمكن من البحث عن ملاذ آمن في خليج Broadhaven ، حيث تم دفعها للرسو في موقع محفوف بالمخاطر أسفل المنحدرات الشاهقة قبالة Erris Head.
وأُجبر الطاقم على مغادرة السفينة، ولكن في سهو مأساوي، تُرك صبي على متنها. وعند معرفة محنة صبي المقصورة، حاول بعض أفراد الطاقم وطاقم سفينة عابرة ومتطوعون محليون من خليج برودهافن إنقاذ الصبي والسفينة المنكوبة.
وبينما تمكن فريق الإنقاذ من الصعود إلى Greyhound ونقل السفينة بعيدا عن المنحدرات، تم دفع السفينة إلى البحر بقوة العاصفة مع وجود بعض أفراد الطاقم المتطوع وصبي المقصورة على متنها.
وفي وقت لاحق من تلك الليلة، تحطمت في Streedagh Strand ، على بعد 100 كيلومتر إلى الشرق، ما أدى إلى مصرع 20 شخصا.
ونجا رجل واحد فقط، هو السيد ويليامز “من إيريس”، من الدمار.
ويوم السبت الماضي، 12 ديسمبر، كانت الذكرى 250 للحدث، حيث أقام السكان المحليون وأعضاء فريق الآثار الوطنية الذين كشفوا عن القصة مراسم تكريم لمن لقوا حتفهم في هذه الكارثة.
وقال وزير الدولة للتراث في إدارة الإسكان، مالكولم نونان، إنه كان هناك قدر كبير من الاهتمام المحلي بحطام السفينة، وأعرب عن سعادته الشديدة لأن مصلحة الآثار الوطنية تمكنت أخيرا من تحديد قصتها الحقيقية، قائلا: “إنني على وجه الخصوص مندهش من قيمة أرشيفات الفولكلور إلى جانب البحث الأثري التطبيقي في الكشف عن القصة الكاملة والمأساوية للسفينة وأولئك الذين وقعوا في المأساة”.
وأضاف: “توضح قصتها المأساوية مخاطر البحر بشكل صارخ ولكنها تسلط الضوء أيضا على الرابطة المشتركة للبحر التي تجمع الناس في أوقات الشدة من خلفيات مختلفة معا في محاولة لإنقاذ الأرواح. أنا فخور بأن الوزارة تمكنت من تسليط الضوء على قصة المأساة والخسارة هذه ولكن أيضا الشجاعة غير العادية والعاطفة ونكران الذات والبطولة”.