الأغذية العالمي: الوقت ينفد لمنع حدوث مجاعة في دارفور
جراء تصاعد الاشتباكات في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، وفق بيان لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة
الفاشر – صقر الجديان
حذر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، الجمعة، من أن الوقت ينفد لمنع المجاعة في إقليم دارفور غربي السودان، خصوصا مع تصاعد القتال بمدينة الفاشر في الإقليم.
وقال البرنامج في بيان، إن “الوقت ينفد لمنع المجاعة في دارفور؛ حيث يُعيق تصاعد الاشتباكات (بين الجيش وقوات الدعم السريع) في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور (إحدى ولايات دارفور الخمسة) الجهود المبذولة لإيصال المساعدات الغذائية إلى الإقليم”.
وأضاف: “يواجه المدنيون في الفاشر وإقليم دارفور عموما مستويات مدمرة من الجوع على نطاق واسع بالفعل”.
واشتكي البرنامج الأممي من أن عمليات إيصال المساعدات الغذائية إلى دارفور “تشهد تقطعا بسبب القتال والعقبات البيروقراطية التي لا نهاية لها”، دون أن يوضح طبيعة هذه العقبات.
وأشار إلى أن التصعيد الأخير لأعمال العنف في الفاشر “أدى إلى إيقاف قوافل المساعدات القادمة من معبر الطينة الحدودي في تشاد”، وهو ممر إنساني تم افتتاحه مؤخرًا، ويمر عبر عاصمة شمال دارفور.
ومنذ أوائل أبريل/ نيسان الماضي، تشهد الفاشر اشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع التي شنت هجمات واسعة على قرى غرب المدينة.
كذلك، اشتكي برنامج الأغذية من أن “القيود التي تفرضها السلطات في مدينة بورتسودان (شمال شرق البلاد) تعوق فرقنا عن نقل المساعدات عبر أدري”، وهو الممر الوحيد الآخر المستخدم لنقل المساعدات عبر الحدود من تشاد.
ولم يوضح البرنامج في بيانه طبيعة هذه القيود، لكنه قال إنها “تهدد الوصول إلى خطط برنامج الأغذية العالمي لتقديم المساعدة الحيوية لأكثر من 700 ألف شخص قبل موسم الأمطار”، الذي يبدأ عادة في يونيو/ حزيران ويستمر حتى سبتمبر/ أيلول، ويعوق عمليات إيصال المساعدات.
وذكر كذلك أن “التصاعد الأخير في أعمال العنف في الفاشر أدى إلى تفاقم الاحتياجات الإنسانية الحرجة في دارفور، حيث يعاني ما لا يقل عن 1.7 مليون شخص بالفعل انعدام الأمن الغذائي الحاد (الطارئ)”، وهو المرحلة قبل الأخيرة التي تسبق المجاعة في التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي المكون من 5 مراحل.
ومنذ منتصف أبريل 2023، يخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية حربا خلّفت نحو 13 ألفا و900 قتيل، حسب الأمم المتحدة.
ولم تفلح وساطات قادها الاتحاد الإفريقي تارة وكل من السعودية والولايات المتحدة تارة أخرى في إنهاء تلك الحرب، التي دخلت عامها الثاني، تاركة البلاد في وضع إنساني مترد.
وفي الفترة الأخيرة، تزايدت دعوات أممية ودولية إلى تجنيب السودان كارثة إنسانية قد تدفع الملايين إلى المجاعة والموت جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 12 ولاية بالبلاد من أصل 18.
إذ حذر مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية “أوتشا”، في 16 أبريل الماضي، من أن 17.7 مليونا، يمثلون أكثر من ثلث سكان السودان (البالغ نحو 48 مليون نسمة)، يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد في ظل تحذير من المجاعة المحتملة”.
ولفت المكتب في تقرير له آنذاك إلى أنه “من بين هؤلاء هناك 4.9 ملايين على حافة المجاعة”.