الأمم المتحدة : الصراع في السودان علق العملية السياسية بشأن أبيي
نيويورك – صقر الجديان
قال مسؤول رفيع بالأمم المتحدة إن اندلاع النزاع المسلح في السودان منتصف أبريل الماضي أوقف الإشارات المشجعة للحوار بين السودان وجنوب السودان، ومن ثم أدى إلى تعليق العملية السياسية فيما يتعلق بالوضع النهائي لمنطقة أبيي وقضية الحدود.
وقدم وكيل الأمين العام لعمليات حفظ السلام جان بيير لاكروا، يوم الاثنين احاطة لمجلس الأمن بشأن تفويض قوة الأمم المتحدة الأمنية المؤقتة لأبيي (يونيسفا).
وسلطت الإحاطة الضوء على آخر التطورات السياسية والأمنية والإنسانية، بما في ذلك تأثير القتال الدائر في السودان على الاتفاق حول الوضع النهائي للمنطقة المنتجة للنفط المتنازع عليها.
وقال لاكروا إنه يتعين على السودان وجنوب السودان احترام منطقة أبيي منزوعة السلاح وإجلاء قواتهما.
وأضاف ” الأمم المتحدة، بالتنسيق الوثيق مع الاتحاد الأفريقي، تظل مستعدة لدعم استئناف الحوار وتراقب الوضع بحثا عن الظروف التي قد تسمح بذلك”.
ونبه الى أن بعثة الأمم المتحدة “شهدت أيضاً زيادة تداول الأسلحة في أبيي، وهو الوضع الذي ربما تفاقم بسبب ما وصلت اليه الأوضاع في السودان”.
ووفقاً لاكروا، فإن الصراع في السودان خلق أيضاً صعوبات اقتصادية لسكان المنطقة المنتجة للنفط المتنازع عليها، حيث تعطل تدفق السلع الأساسية، والتي يصل غالبها من الشمال.
وقال إن القوة الأمنية المؤقتة ساعدت في تقديم الدعم الإنساني إلى ما يقدر بنحو 220 ألف شخص في الأجزاء الوسطى والجنوبية من أبيي، بما في ذلك النازحين جراء الاشتباكات القبلية والفارين من القتال في السودان.
وأضاف لاكروا أن القتال خلق تحديات أمام الآلية المشتركة للتحقق من الحدود ومراقبتها التي تدعمها القوة الأمنية المؤقتة والتي تضمن السلام في المنطقة منزوعة السلاح على طول الحدود بين السودان وجنوب السودان.
وشدد على أنه “على الرغم من توقف الدوريات الجوية بسبب القيود المفروضة على المجال الجوي، إلا أن أفراد القوة الأمنية لا يزالون في مكانهم وتستمر المراقبة الأرضية في المنطقة الحدودية”.
ومع ذلك، قال المسؤول الكبير بالأمم المتحدة إن وجود ما يقرب من 200 من أفراد قوات الدفاع الشعبي لجنوب السودان وجهاز الشرطة الوطنية لجنوب السودان في جنوب أبيي، وما يقدر بنحو 60 ضابط شرطة سوداني يحمون الأصول النفطية في شمال أبيي، يشكل تحديًا مستمرًا للقوة الأمنية المؤقتة.
ودعا السلطات في السودان وجنوب السودان إلى سحب أفرادها.
بدورها قالت هانا سروا تيتيه، المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى القرن الأفريقي، إن الظروف الحالية ليست مواتية لإجراء محادثات بشأن الوضع النهائي لأبيي.
وأشارت إلى أن “التقدم الذي تم إحرازه سابقا، لم يكن شيئًا يمكننا البناء عليه”، مضيفة أن “القادة الرئيسيين في السودان وجنوب السودان لم يعربوا عن رغبتهم في المشاركة بهذه المواضيع”.
وتناولت تيتيه التطورات العسكرية في السودان، واستيلاء قوات الدعم السريع مؤخرا على مطار وحقل بليلة النفطي في ولاية غرب كردفان السودانية.
وأوضحت أنه بهذا الهجوم في غرب كردفان، تسيطر قوات الدعم السريع على “جزء من الحدود مع جنوب السودان”.
وأضافت أن ممثلي مجتمعات أبيي، الذين يدركون جيدًا العواقب السلبية للقتال على احتمالات استئناف المحادثات، أعربوا عن الحاجة إلى إبقاء أبيي على جدول أعمال الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي.
وتقع أبيي على الحدود بين جنوب السودان والسودان و ُنحت وضعًا إداريًا خاصًا بموجب بروتوكول عام 2004 بشأن حل النزاع عليها في اتفاقية السلام الشامل عام 2005 التي أنهت الحرب الأهلية في السودان.