أخبار السياسة المحلية

الأمم المتحدة تكشف عن أوضاع مأساوية خلفها الصراع القبلي في بلدة “كرينك”

الخرطوم – صقر الجديان

كشفت الأمم المتحدة عن أوضاع مأساوية خلفها الصراع الدامي الذي شهدته بلدة “كرينك” 80 كيلو متر شرق مدينة الجنينة الأسبوع الماضي وأشارت لوفاة الأطفال جوعاً بسبب نقص الغذاء عقب سرقة ونهب ممتلكات السكان المحليين في المنطقة من قبل المليشيات المسلحة.

واندلعت اشتباكات دامية بين القبائل العربية والمساليت بولاية غرب دارفور الأسبوع الماضي مخلفة نحو 201 قتيل وعشرات الجرحى وفقاً لإحصائيات أعلن عنها والي الولاية خميس أبكر.

وتجئ هذه الاشتباكات عقب مقتل إثنين من القبائل العربية من قبل مسلحين في منطقة “كرينك” الأمر الذي قاد ذويهم للقيام بحملة عسكرية بغرض الثأر.

وقال تقرير صادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أطلعت عليه “شبكة صقر الجديان” أن الوضع الإنساني في “كرينك” مازال يشكل مصدر قلق كبير بسبب عدم استتباب الأمن وتدمير وتعطيل الخدمات الأساسية، بما في ذلك مراكز الاستقرار والمراكز الصحية، ونقص مواد الإغاثة الرئيسية.

وأشار أن الاحتياجات ذات الأولوية للمتأثرين النازحين تتمثل في الحصول على المياه الصالحة للشرب والغذاء والمأوى والمواد غير الغذائية والخدمات الصحية.

وأتلفت المليشيات المسلحة البنية التحتية في منطقة “كرينك” بما في ذلك مراكز الشرطة ورئاسة المحلية كما أحرقت السوق الرئيسي ونهب أموال وممتلكات المواطنين وتسببت في تعطيل عدد من مصادر المياه التي يعتمد عليها السكان.

وأضاف التقرير “تشير التقديرات إلى أن ما بين 85,000 و115,000 شخص نزحوا بسبب العنف ومع ذلك فإن الأرقام لم يجر التحقق منها بعد وقدم العاملون في المجال الإنساني مساعدات أولية تكفي لمدة ثلاثة أشهر لتغطية الاحتياجات الصحية لما لا يقل عن 10,000 شخص في كِرِنِك. وسيجري تزويد المزيد من الأشخاص بالمساعدات في الأيام المقبلة”.

وأوضح أن الهدوء عاد للمنطقة المنكوبة غضون الأيام الخمسة الماضية ونوه لنقاط التفتيش بين مدينة الجنينة ومدينة كِرِنِك.

وتابع ” ومع ذلك فخارج مدينة كِرِنِك لا يستطيع سوى أفراد القبائل العربية التحرك بحرية مما يثير مخاوف بشأن الوصول إلى الخدمات والإغاثة بالنسبة للمجتمعات”.

وكشف عن وجود مسلحين يسيطرون على الطرق الرئيسية خارج مدينة كِرِنِك وأشار للتعزيزات الأمنية التي دفعت بها الحكومة الأسبوع الماضي في خطوة تهدف لوقف العنف القبلي

وتتهم قوات الدعم السريع التي يغلب على عناصرها من المكونات العربية بالمشاركة في القتال الدامي وبث ناشطون صوراً تظهر الأفراد المهاجمون يرتدون زي هذه القوات التي يقودها نائب رئيس مجلس السيادة السوداني محمد حمدان دقلو.

وأوضح التقرير أن المهاجمين سرقوا 10 سيارات من بينها واحدة من منظمة غير حكومية دولية وسيارة إسعاف بالمستشفى وسيارة شرطة وأخرى تتبع للسكان المحليين كما نوه لإتلاف بعض السيارات حرقاً.

وكشف عن تعرض 16 قرية على الأقل حول مدينة كِرِنِك للهجوم، وفقاً لما أفادت به مفوضية العون الإنساني العاملة في المنطقة.

وزاد “أن قرى سلامة وصحبات وأم ريكينا وشوتاك تعرضت للنهب والحرق بالكامل وتهجير جميع السكان. جرى الإبلاغ عن مقتل العديد من المتطوعين والعاملين في المجال الإنساني، بما في ذلك مساعد طبي بوزارة الصحة بالولاية جرى تعيينه في عيادة الجلالة منطقة البدو وأربعة موظفين متطوعين من منظمة غير حكومية وطنية وعضو في قطاع المآوي وبحسب ما ورد نُهبت العديد من المرافق الإنسانية بما في ذلك مركز التغذية والمستشفى ومصادر المياه ودار الضيافة التابع لمنظمة غير حكومية دولية”.

وأكد أن العائلات فقدت مخزونها الغذائي ومصادر الدخل الأمر الذي ترتب عليه ارتفاع أسعار السلع الأساسية مثل الذرة الرفيعة والسكر والدخن والزيت، ولم يعد لدى الأشخاص أي دخل نقدي أو دخل يمكن إنفاقه.

وتابع “توفي طفل يبلغ من العمر 10 أيام في 29 أبريل لأن الأم لم تأكل شيئًا منذ خمسة أيام وتوقفت عن إنتاج الحليب. ولم يأكل العديد من الأشخاص النازحين أي شيء سوى المانجو الأخضر والصمغ الحامض خلال الخمسة أيام الماضية حيث جرى نهب أو حرق جميع مخزوناتهم الغذائية”.
وبين أن المختبر الرئيسي في مستشفى كرينك تعرض للتلف والنهب كما نُهبت جميع المعدات ومستلزمات التغذية في المستشفى.

وقال التقرير أن النزاع بين القبائل العربية الرحل وقبيلة المساليت بدأ في محلية كِرِنِك في 4 ديسمبر 2021 بسبب نزاع على الملكية في سوق محلي الأمر الذي تسبب في تأثر أكثر من 61,000 شخص ولجأوا إلى مدينة كِرِنِك والقرى المجاورة. وقُتل ما لا يقل عن 67 شخصًا، وأصيب 78 آخرون، وفقد الكثيرون ممتلكاتهم وماشيتهم.

وأوضح أن نحو 265,700 شخص يعيشون في ولاية غرب دارفور يحتاجون إلى المساعدات الإنسانية في عام 2022 وأضاف ” ويعيش ما يقدر بنحو 646,000 شخص في محلية الجنينة بينهم 126,700 نازح وفقًا لمصفوفة منظمة الهجرة الدولية لتتبع النزوح 2021.

ويحتاج حوالي 371,500 شخص في الولاية إلى المساعدات الإنسانية في عام 2022 وذلك وفقًا لوثيقة اللمحة العامة للاحتياجات الإنسانية بالسودان لعام 2022 ويعاني أكثر من 129,100 شخص في الجنينة من مستوى الأزمة وما يفوقها من مستويات الأمن الغذائي وفقًا للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي بين أكتوبر 2021 وفبراير 2022″.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى