الأمم المتحدة: مخاوف من قدرة السودان على تلبية احتياجاته من القمح
الخرطوم – صقر الجديان
أبدى مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة “أوتشا”، مخاوف جدية من عدم قدرة السودان على تلبية احتياجاته من القمح، في ظل ارتفاع أسعاره محليًا ودوليًا.
واستورد السودان في النصف الأول لـ 2020، قمح ودقيق قمح بقيمة 493 مليون دولار، وهي ذات الفترة التي بلغ فيها عجز ميزانه التجاري 1.4 مليار دولار، مما يحد من قدرته على شراء المزيد من القمح.
وقال “أوتشا”، في تقرير عن الوضع الإنساني أُرسل إلى “شبكة صقر الجديان”، الأربعاء؛ إن “اعتماد السودان الكبير على وارداته من القمح من روسيا وأوكرنيا وارتفاع أسعاره عالميًا وانخفاض احتياطات العملات الصعبة وقيمة العملة الوطنية، يثير مخاوف جدية بشأن قدرة البلاد لتلبية احتياجاتها من القمح”.
وأشار إلى أن أسعار القمح، الذي يُستهلك بشكل رئيسي في المناطق الحضرية ومعظمه مستورد، ارتفعت حيث وصلت في العاصمة الخرطوم خلال يوليو الفائت ضعف مستوياتها قبل عام.
وتحدث التقرير عن ارتفاع أسعار الذرة الرفيعة والدخن المزروع محليًا في معظم أسواق السودان، نظرًا لاستنفاد المخزون بشكل أسرع من المعتاد.
وأضاف: “بدأت أسعار الحبوب في إتباع اتجاه متزايد مستمر منذ أواخر 2017، بسبب وضع الاقتصاد الكلي وارتفاع أسعار الوقود والمدخلات الزراعية مما أدى إلى تضخم تكاليف الإنتاج والنقل، وساعد عدم الاستقرار السياسي والاشتباكات القبلية في تصاعد الأسعار”.
وغمرت مياه السيول والفيضانات التي اجتاحت مناطق عديدة في 16 من أصل 18 ولاية سودانية، أكثر من 240 ألف فدانا زراعيا؛ وهو ما يضاعف مخاوف توسع نطاق انعدام الأمن الغذائي الذي يُعاني أكثر من 14 مليون فرد حاليًا.
وعلى الرغم من أن السودان يعيش في أزمة اقتصادية منذ سنوات طويلة، إلا أنها تفاقمت بصورة كبيرة هذا العام نتيجة لعدة عوامل أبرزها عدم الاستقرار السياسي وتوقف ضخ مليارات الدولارات من المجتمع الدولي لأنعاش الاقتصاد بعد انقلاب 25 أكتوبر 2021.
الفئات الأكثر ضعفًا
قال التقرير إن الوضع الإنساني في السودان استمر في التدهور خلال يوليو وأغسطس 2022، حيث نزح 177 ألف شخص بسبب الصراع في الفترة من يناير إلى أغسطس هذا العام.
وأشار إلى أن شركاء المجال الإنساني وصلوا إلى 7.1 من أصل 10.9 مليون شخص مستهدفون للمساعدة، وهو ما يمثل 65% فقط.
وأفاد بتلقي 5.2 مليون شخص مساعدات غذائية وتزويد مليوني شخص بخدمات المياه والصرف الصحي والنظافة وتغطية 900 ألف شخص بالرعاية الصحية وتزويد 850 ألف طفل بخدمات التغذية والمكملات الغذائية، إضافة إلى تلقي 550 ألف لاجئ أشكالا مختلفة من المساعدة والحماية والدعم.
وقال المكتب إن خفض التمويل حد من قدرة الشركاء على الاستجابة الإنسانية، كما أن الوضع في السودان يمكن أن يزيد عدد الأسر الضعيفة.
وتحدث عن افتقار نحو 80% من المجتمعات المحلية في السودان إلى خدمات متخصصة في مجال العنف القائم على النوع الاجتماعي، مثل الإدارة السريرية للاغتصاب والدعم النفسي والاجتماعي.
وكشف التقرير عن أن برنامج الأغذية العالمي أضطر إلى قطع حصص الإعاشة عن اللاجئين بسبب النقص الحاد في التمويل، ولم يتلقوا ــ ابتداءًا من يوليو ــ سوى نصف سلة غذائية عادية على أساس عيني أو نقدي.
ويستضيف السوداني حولي مليوني لاجئي معظمهم من جنوب السودان، إضافة إلى إثيوبيا وتشاد وسوريا، وكثير منهم يشكلون عبء على المجتمعات المستضيفة في ظل ضعف موارد البلاد.
إقرأ المزيد