أخبار السياسة المحلية

الإرهاب نقطة ضعف ترفض إيران الاعتراف بها

وكالات – صقر الجديان

لعلّه من البَداهة إدراكُ أهداف حركة حماس في تَمْتين علاقتها مع إيران، ولكنّ الذي قد يحتاج تحليلاً وتعمّقاً هو دوافع إيران من دعمِ حركةٍ لا تتفق معها مذهبياً، ولا تَتماهى معها في كثيرٍ من القضايا الإقليمية -وفي مقدّمتها- الثورة السورية، مع ما يجلب لها من تضييق وضغوط من الأطراف الداعمة لإسرائيل وعلى رأسهم أمريكا. بنظرةٍ واقعية؛ فإنّ الدول ليست جمعيات خيريّة تَهبُ أموالها دون مقابل، لذا فإن هذا المقال يسعى للوقوف على الخلفيات والمصالح الأصيلة، والتي تبْتغيها إيران من المدّ المالي والعسكري الذي تمنحهُ لحماس.

هناك محطّات زمنيّة ترسم بدايات العلاقة بين حماس وإيران، ووصولاً لما آلت عليه حتّى يومنا هذا. حماس التي تأسّست عام 1987 كمولودٍ إسلامي مقاوم من رحم الإخوان المسلمين، وترافق هذا مع اندلاع الانتفاضة الأولى “انتفاضة الحجارة”، والتي شهدت تسارعاً في نشاطات الحركة ضدّ الاحتلال، وتوسّعا في قاعدتها الجماهيرية. بروزُ حماس كطرف فاعل؛ دفع إيران لدعوة الحركة لِحضور مؤتمر في طهران عام 1990 لدعم الانتفاضة، وأرسلت حماس وفدا يمثّلها. 1991 سمحت إيران لحماس بفتح مكتب يُمثّلها في طهران.

إيران التي تمتلك مشروعا توسّعياً تحت مبدأ “تصدير الثورة”، وتحت غطاء “نصرة المُستضعفين”، ومن هذا المُنطلق يَبرزُ أحدُ الأسباب في دعم حماس. من سِمات مشروع إيران أنه إقليمي، وهذا يعني أنه يبغي تأثيرا في البلاد العربية والإسلامية، والطيف الأكبر من هذه الشعوب يؤيّد المقاومة، ويُعادي إسرائيل، وهنا تظهر إيران على رأس تطلّعات شعوب المنطقة. فدعم حماس -التي لها رصيد جماهيري داخلي وخارجي- يُكسُب إيران قوة ناعمة كنموذجٍ يجذبُ إليه مُحبّي حماس والقضية الفلسطينية، لذا فإنك تسمع من بعض النخب العربية وعوامهم؛ من يمدح إيران، ويدعم مشروعها طواعية، والسبب المقاومة وفلسطين. إيران عبر دعمها لحماس تُظهر نفسها كمشروعِ الأمّة الإسلامية وليس لطائفة “الشيعة” حسب، لأن حماس مقاومة “سنية”، ولا يوجد عندها مؤشّرات ولا توجّهات مذهبية للتقارب مع “الشيعة”.

منذ تأسيس جماعة الإخوان سنة 1928م وإلى اليوم؛ فإن أدبيات الإخوان ومؤلفاتهم لم تمس الفرس ولا إيران بسوء، وإيران من جانبها كانت منذ تأسيس الجماعة وهي مهتمة بها.

لقد رأت إيران الثورة منذ البداية؛ أن التعاون مع الإخوان مفيد لها سياسيًا بالدرجة الأولى، ويحقق أهدافها في ضرب البنى التنظيمية للبلدان العربية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى