الإعلام القطري يتجاهل احتجاجات آل مرة المتصاعدة قرب الدوحة
الدوحة – صقر الجديان
شن مدونون من مختلف الدول العربية، بينهم نخب تضم إعلاميين وكتابا وأكاديميين من مختلف التخصصات، مساء اليوم الإثنين، هجوماً وانتقادات لاذعة ضد قناة ”الجزيرة“ وباقي وسائل الإعلام التي تمولها قطر، بعدما تجاهلت جميعها احتجاجات غير مسبوقة لمئات القطريين بالقرب من الدوحة.
وتجمع مئات القطريين المنتمين لقبيلة آل مرة، اليوم الإثنين، في قرية أم الزبار غرب الدوحة للمطالبة بتعديل شروط المشاركة في الانتخابات المقبلة لمجلس الشورى التي استثنتهم رغم عددهم الكبير في البلد الخليجي الصغير ومحدود عدد السكان.
ولا تسمح قطر بالتظاهر، وشكلت احتجاجات القطريين سابقة لم يعتد عليها السكان وهم يشاهدون مئات الأشخاص الغاضبين ينتقدون الحكومة ويهددون بالرد فيما لو تم إرسال رجال أمن للاعتداء عليهم.
لكن كل تلك التطورات الخطيرة في بلد ثري يستضيف قاعدة عسكرية أمريكية كبيرة وأخرى تركية، لم تدفع وسائل الإعلام الكثيرة التي تتبع للدوحة، وبينها قناة ”الجزيرة“ التي يقع مقرها الرئيس على مقربة من التظاهرة، لتغطيتها.
ودفع ذلك التجاهل الإعلامي، القطريين للاعتماد على مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام العربية والأجنبية، لمعرفة ما يجري في البلاد، حيث ينشر مشاركون في الاحتجاجات العديد من مقاطع الفيديو للكلمات والخطب التي تلقى على الحضور.
ونشر الصحفي السعودي المعروف، عبد العزيز الخميس، عددا من مقاطع الفيديو للاحتجاجات، وقال منتقداً تجاهل الإعلام القطري لها ”لو حدث هذا في القاهرة لصدعتنا الجزيرة بقصص عنه… لكن أن يكون خارج باب قناتها ووسط الدوحة فالصمت يحل… ما أكذب مقولة الرأي والرأي الآخر… هذا الآخر ضعوه مباشرا على الهواء“.
وقال الخميس منتقداً تجاهل الإعلاميين العرب العاملين في الإعلام القطري والنخب العربية المؤيدة لسياسة الدوحة، ”منذ أن أعلن عن قصة الانتخابات في قطر… انطلقت حناجر المرتزقة في أماكن عديدة تهلل وتبارك وتغني لديمقراطية الحمدين… واليوم صمت مهين على هبة أهل قطر ضد الإجحاف في قانون الانتخابات… ما أسخف المرتزقة…“.
كما نشر مستشار وزير الإعلام اليمني، ورئيس رابطة الإعلاميين اليمنيين، فهد طالب الشرفي، مقطع فيديو لأحد المحتجين القطريين الغاضبين وسط مئات آخرين يحيطون به.
وكتب الشرفي معلقاً ”تخيلوا أن النظام الحاكم في #قطر الذي ذهب الى كل (زغط) في المنطقة لدعم ما يعتبرها أقليات مهضومة، يمنع حوالي ثلث سكان الدولة من ممارسة الانتخاب، وتخيلوا أن هذه الاحتجاجات لاتفصلها عن مبنى الجزيرة سوى أمتار، قناة الرأي والرأي الآخر لا رأي فيها لأهل قطر“.
ومع استمرار تجاهل الإعلام القطري، لاحتجاجات آل مرة، لجأ مناصرون لتلك الاحتجاجات، إلى نشر مقاطع فيديو لها في تعليقات على أخبار قناة الجزيرة التي تنشرها عبر منصاتها المتعددة في محاولة لإيصالها إلى عدد كبير من القطريين.
ووجهت الكاتبة والإعلامية الإماراتية، مريم الكعبي، تساؤلاً ساخراً لقناة الجزيرة عن سبب تجاهلها للتطورات اللافتة في داخل قطر، وكتبت عبر تويتر ”إلى قناة الجزيرة في قطر، ماذا يحدث في قطر؟“.
وكتب الإعلامي العراقي سفيان السامرائي، في السياق الساخر عينه ”7 إخوانجية قرضاوية على حشدوبة خامنئية إذا تجمعوا في ساحة بدولة عربية أو غربية ما قامت #الجزيرة بقطع بثها الاعتيادي ودخلت بعواجل فكاهية تروج لهم، بينما قبائل عربية أصيلة قطرية تنتفض بألالاف في شوارع #الدوحة يتم تجاهلهم وتغيير الموضوع، فين الرأي والرأي الآخر يا تميم؟“.
وسيقتصر حق الترشح والتصويت في الانتخابات البرلمانية التي ستجري في أكتوبر/تشرين الأول المقبل، على القطريين الأصليين، بينما سيحق للقطريين المجنسين المولودين في قطر وكان جدهم قد حصل على الجنسية، التصويت فقط، ولن يُسمح لباقي المجنسين بالترشح أو التصويت.
وأثارت تلك الشروط، ردود فعل غاضبة، لأنها تحرم كثيرا من القطريين من أبناء قبيلة آل مرة، من الترشح في الانتخابات، بينما يعتبرون أنفسهم قطريين أصليين ساهموا في تأسيس البلاد مع أسرة آل ثاني الحاكمة.
وتنفق الدوحة مبالغ طائلة من ثروتها الكبيرة التي كونتها من عوائد بيع الغاز، على شبكة كبيرة من قنوات التلفزة والصحف والمواقع الإخبارية ومراكز الأبحاث والدراسات بعدة لغات وفي عدة بلدان.
وواجهت قطر بسبب تلك الشبكة الإعلامية الكبيرة، انتقادات من عدة دول، وقطيعة في بعض الأحيان، وإغلاق مكاتب إعلامية وتوقيف صحفيين، حيث تُتهم الدوحة بتوجيه وسائل الإعلام لإثارة الفوضى والقلاقل في الدول.
وتتجاهل تلك القنوات والصحف، أي حديث سلبي عن قطر، أو إثارة أي قضايا سياسية واقتصادية داخلية، مثل الحريات السياسية وطريقة توزيع وصرف ثروة البلاد، أو السماح بتداول السلطة، وهي قضايا رئيسة في الإعلام القطري، لكن حول دول أخرى.