الإمارات حاضنة مواهب الشباب العربي وطموحه المستقبلي
أبوظبي – صقر الجديان
تعد دولة الإمارات حاضنة رئيسية لتطلعات وطموح الشباب العربي من خلال دعمها وتشجيعها العديد من المبادرات والبرامج التي تتيح لهم المجال واسعاً للمشاركة في بناء مستقبل أفضل لهم ولأوطانهم.
وتركز المبادرات والبرامج الإماراتية الموجهة للشباب العربي على الارتقاء بدورهم ورعاية طاقاتهم وتشجيعهم على الابتكار والتسلح بالمعرفة والعلم، وتعزيز دورهم الإيجابي في التنمية المستدامة بمجتمعاتهم.
ويبرز “مركز الشباب العربي” الذي تأسس في فبراير 2017 وتستضيفه العاصمة أبوظبي في مقدمة المبادرات الداعمة للشباب العربي، حيث أطلق المركز خلال 3 أعوام نحو 12 مبادرة ومشروعاً استراتيجياً، يتم تنفيذها من قبل الشباب، ويتم متابعة تأثيرها في مختلف الدول ومن بينها مبادرة «هاكاثون الشباب العربي» من أجل تحفيز الشباب على مشاركة أفكارهم وتقديم الحلول والمقترحات، التي تخدم واقعنا اليوم، ومبادرة «سوق مشاريع الشباب العربي» وهو سوق إبداعي يعرض أفضل المشاريع الشبابية الرائدة في العالم العربي والأفكار المبتكرة والجديدة، بغرض ربطها مع المستثمرين لإيجاد التمويل لها، بالإضافة إلى مبادرة «حلول شبابية» وهي مسابقة مبتكرة، تمنح الفرص للشباب العربي لعرض ابتكاراتهم وحلولهم المختلفة لأبرز التحديات.
ومن البرامج المتميزة التي أطلقها المركز برنامج القيادات الدبلوماسية العربية الشابة، الذي شارك في دورته الأولى 43 من الكفاءات الدبلوماسية الشابة من ست دول عربية هي الإمارات والسعودية والبحرين والأردن والعراق ومصر، حيث يهدف البرنامج لتطوير قدرات دبلوماسية تخصصية لدى الشباب المشاركين وإتاحة الفرصة أمامهم لعقد شراكات، وعلاقات تعاون وتبادل المعارف والخبرات.
وانجز المركز ما يزيد على 600 بحث تضمنت دراسات وتقارير ترصد واقع الشباب العربي، وتستعرض أهم التوجهات المستقبلية حول سلوكيات الشباب وتطلعاتهم والبيانات حولهم، من بينها «بحث 100 سؤال عن الشباب العربي»، وهو كتيب يجمع حقائق عن الشباب العربي، عن طريق طرح «100 سؤال» يخص الشباب، و«تقرير الشباب العربي والاستدامة»، الذي يستهدف التركيز على إبراز دور الشباب العربي في دعم أهداف التنمية المستدامة، عبر تسليط الضوء على عدد من المبادرات ..وتعاون المركز مع أكثر من 100 شريك حكومي وخاص من مختلف المؤسسات الحريصة على تمكين الشباب العربي في مختلف أرجاء المنطقة العربية.
بدورها أتاحت مبادرة “مليون مبرمج عربي”، إحدى مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية والتي أشرفت عليها مؤسسة دبي للمستقبل منذ إطلاقها عام 2017 ، الفرصة لأكثر من مليون مبرمج عربي للتسجيل والمشاركة في المبادرة الأكبر من نوعها في المنطقة من أي مكان في العالم، وذلك عبر منصة “يوداستي” التعليمية الرقمية المتخصصة في توفير المحتوى التعليمي الرقمي في مجالات التكنولوجيا المتقدمة المطلوبة في سوق العمل، مثل علوم البيانات والذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية والأمن الإلكتروني وتعلم الآلة، وغيرها.
وأتاحت منصة “يوداستي” الفرصة لأكثر من مليون عربي من 80 دولة حول العالم تعلم البرمجة عبر خمسة ملايين ساعة دراسة وعمل، و76 ألف ورشة تدريبية، لتشمل المبادرة 100 ألف مشروع تخرُّج ناجح، و1500 منحة للمتفوقين، محدثةً نقلة نوعية في عالم التعلم الرقمي والبرمجة، وسد فجوات الأمية الرقمية لدى الشباب العربي، ممن سيؤثرون بشكل هائل في تقدم مجتمعاتهم، واستعادة المكانة الإنسانية والحضارية الرائدة للعالم العربي.
وفي حفل اختتام المبادرة في مايو 2022 تم الاحتفاء بدخول مليون مبرمج عربي إلى عالم الاقتصاد الرقمي، الذين سيوظفون المهارات البرمجية التي اكتسبوها في تحقيق أحلامهم وتطلعاتهم، كما تم تكريم الفائز بالمركز الأول بتحدي مليون مبرمج عربي بجائزة قدرها مليون دولار، فيما حصل أصحاب المشاريع الخمسة الأفضل على جوائز بقيمة 50 ألف دولار لكل منهم، وتم تكريم أربعة من أفضل المدرّبين بجائزة قدرها 25 ألف دولار لكل مدرب.
وفي مجال الفضاء.. أعلنت الإمارات في يوليو 2020 عن برنامج “نوابغ الفضاء العرب”، الذي تشرف عليه وكالة الامارات للفضاء بهدف احتضان ورعاية نخبة علمية متميزة من النوابغ العرب وأصحاب المواهب والكفاءات العلمية من شباب وشابات الوطن العربي، لإعدادهم وتدريبهم في مجال علوم الفضاء وتقنياته للمساهمة بخبراتهم وابتكاراتهم في رفد القطاع الفضائي في المنطقة والاستفادة من الآفاق المهنية والعلمية غير المحدودة لهذا القطاع في المستقبل، وتعزيز توجه مجتمعاتهم وأوطانهم لبناء اقتصاد معرفي قائم على الابتكار.
ويعد البرنامج الأول من نوعه في المنطقة لإعداد مواهب عربية متمكّنة؛ علمياً وعملياً، في مختلف تخصصات علوم الفضاء والأبحاث والتقنيات والمهام المرتبطة بها إلى جانب تأهيلهم للانضمام إلى سوق وظائف المستقبل وإعدادهم لتسلم مواقع متقدمة في قطاع الصناعات الفضائية العربية، وكي يشكلوا من خلال إنجازاتهم وابتكاراتهم العلمية إضافة نوعية للمجتمع العلمي العالمي، بما يسهم في خدمة البشرية.