الاتحاد الأوروبي يبدأ العمل بشهادة “كوفيد-19″ الرقمية.. وتهديد”دلتا”
دخلت شهادة “كوفيد” التي فرضها الاتحاد الأوروبي لتسهيل السفر حيّز التطبيق، الخميس، تزامنا مع انطلاق موسم عطلات الصيف.
لكن تفشي المتحورة “دلتا” الأكثر عدوى يهدد بالحد من استخدامها، بعد أن تم تسليم أكثر من 200 مليون وثيقة تم إصدارها بالفعل بعد إطلاق تجريبي الشهر الماضي، وفقا للمفوضية الأوروبية.
وتظهر الوثيقة الأوروبية، المكونة بشكل أساسي من رمز استجابة سريعة “كيو آر” بصيغة ورقية، أو رقمية على الهواتف المحمولة، إن كان حاملها تلقى أحد اللقاحات المرخّصة في الاتحاد الأوروبي (بايونتيك/فايزر، أسترازينيكا، موديرنا، جونسون آند جونسون) أو أنه تعافى مؤخرا من الإصابة بالفيروس أو أجرى فحص كوفيد بنتيجة سلبية.
وحسب وكالة فرانس برس، بموجب قانون الاتحاد، تعني الشهادة انتهاء الحاجة إلى الخضوع لحجر صحي، وإجراء مزيد من الفحوص عند السفر بين دولة الـ27 أو أربع دول أوروبية أخرى مرتبطة به هي ايسلندا، والنرويج، وسويسرا، وليختنشتاين.
وارتبطت جميع دول التكتل، بالشهادة الرقمية/ الخميس، باستثناء ايرلندا، التي تعرّضت لهجوم إلكتروني استهدف خدمة الصحة لديها في مايو/ أيار الماضي/ لكنها تنوي العمل بها اعتبارا من 19 يوليو/ تموز الجاري.
لكن تفشي نسخة كورونا المتحورة “دلتا” التي رصدت لأول مرة في الهند، وبدأت تتفشى بشكل واسع في مختلف أنحاء العالم، قد يؤدي إلى صدور قرار بتعليق العمل بالشهادة.
وأعلنت ألمانيا بالفعل حظر دخول المسافرين القادمين من البرتغال، حيث باتت المتحورة “دلتا” مهيمنة.
واستثنت فقط مواطنيها، والمقيمين في ألمانيا، في حال خضعوا إلى حجر صحي لأسبوعين.
وأثار قرار برلين حفيظة بروكسل، إذ قال مفوض الاتحاد الأوروبي لشؤون العدل ديدييه ريندرز:” علينا تجنّب قرارات حظر السفر” ضمن الاتحاد الأوروبي”، مشددا على أنه كان يتعيّن على ألمانيا التشاور مع شركائها أولا.
“دلتا” في بريطانيا
ويثير ارتفاع عدد الإصابات بدلتا بشكل كبير في بريطانيا، العضو السابق في الاتحاد الأوروبي حيث معدل الإصابات منذ أسبوعين أعلى بسبع مرّات من ذاك المسجّل في التكتل، قلقا واسعا في القارة.
وشددت البرتغال، وإسبانيا، ومالطا، فجأة الأسبوع الجاري القيود على المسافرين القادمين من المملكة المتحدة، رغم أن البلدان الثلاثة أكدت بأنها ستستقبل البريطانيين الملقّحين بالكامل.
وزادت منظمة الصحة العالمية القلق بتحذيرها الخميس، من أن عدد الإصابات بـ”كوفيد”، تزداد مجددا في القارة، إذ ارتفع بنسبة 10% بعد تراجعه على مدى شهرين، نظرا لتخفيف القيود الاجتماعية وزيادة السفر.
ومن شأن ذلك أن يحد من تأثير الشهادة الرقمية الأوروبية.
وجاء في مذكرة صادرة عن شركة “كابيتال إيكونوميكس” الاستشارية للأبحاث الاقتصادية:” لا شك في أن قطاع السياحة يمكنه الاستفادة من دفعة تأتي في الوقت المناسب تزامنا مع موسم الصيف”.
لكنها توقعت بأن تأثير الشهادة الأوروبية:” سيكون ضئيلا للغاية على السياحة في أوروبا العام الحالي”، لافتة إلى أن “معظم البالغين لم يتلقوا كامل جرعات اللقاحات فيما تجعل المتحورة “دلتا” الناس والحكومات أكثر حذرا”.
قلق شركات الطيران
وأعربت شركات طيران منضوية في مجموعة ضغط “أيه4إي” عن قلقها من أن “النهج غير المتسق” الذي تتبعه دول الاتحاد الأوروبي، في التدقيق في شهادة “كوفيد” الأوروبية قد يؤدي إلى تشكل طوابير طويلة في المطارات من شأنها أن “تتسبب بمخاطر صحية جديدة”.
ودعت الشركات إلى التدقيق في الشهادات عبر الإنترنت قبل وصول المسافرين إلى المطارات.
وبدت مشاهد الفوضى واضحة في مطار بروكسل، في وقت مبكر الخميس مع بدء أول أيام العطلة المدرسية في بلجيكا بينما شهد مطار في فرنسا المجاورة إضرابا للموظفين، لتفاقم إجراءات التدقيق المرتبطة بـ “كوفيد” الأزمة.
وقال موظف على مكتب لتسجيل الدخول تابع لشركة طيران بروكسل:” كل شيء مغلق”، بينما دعي طابور طويل للغاية من الركاب للتوجه إلى خيمة انتظار لم تراعى فيها قواعد التباعد الاجتماعي إطلاقا.
وأفاد زوجان مع طفليهما ” لن نلحق برحلتنا”.
ورد موظف “هذا كوفيد وهذه الإجراءات.. إذا لم تلحقوا بالرحلة فسنجد لكم أخرى”.
وبالمجمل، تحاول الحكومات الأوروبية الموازنة بين رغبة المواطنين بالسفر لقضاء إجازة صيفية طال انتظارها، والسباق بين التطعيم وانتشار “دلتا”.
وتظهر إحصائيات فرانس برس، المبنية على بيانات رسمية من أنحاء الاتحاد الأوروبي بأن 50.4% من سكان التكتل تلقوا جرعة واحدة على الأقل حتى الآن من اللقاحات، مقارنة بـ66% في بريطانيا.
وحتى الآن، تم تطعيم شخص من كل 3 في الاتحاد الأوروبي بشكل كامل.