البرهان: أولويات الحل السلمي في السودان الالتزام بإعلان جدة
في خطاب أمام قمة الهيئة الحكومية للتنمية "إيغاد" في جيبوتي
الخرطوم – صقر الجديان
قال رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، السبت، إن أولويات حل أزمة البلاد تتمثل في تأكيد الالتزام بإعلان جدة للمبادئ الإنسانية ووقف إطلاق النار، محذرا من خطر التدخلات الخارجية في بلاده.
جاء ذلك في خطاب البرهان، أمام قمة الهيئة الحكومية “إيغاد” الـ41 في جيبوتي، التي تبحث الأزمة السودانية.
و”إيغاد”، منظمة حكومية إفريقية شبه إقليمية، تأسست عام 1996، تتخذ من جيبوتي مقرا لها، وتضم دولا من شرق إفريقيا، تتمثل في: إثيوبيا وكينيا، وأوغندا، والصومال، وجيبوتي، وإريتريا، والسودان، وجنوب السودان.
البرهان، أوضح أنه “يقتضى واجب المسؤولية الوطنية والجماعية أن أنبه إلى خطر التدخلات الخارجية في أزمتنا الحالية، متمثلا في تواصل إمدادات السلاح من داخل وخارج الإقليم، بل ومن خارج القارة الإفريقية”.
وأشار إلى “استمرار وصول المرتزقة من بعض دول جوارنا القريب والبعيد، مما يؤدى إلى إطالة أمد الحرب”.
وذكر أنه “رغم توقيع إعلان منبر جدة إلا أن المليشيا المتمردة (قوات الدعم السريع) توسعت في احتلال المزيد من المرافق العامة والمستشفيات ودور العبادة ومنازل المواطنين”.
واستطرد “رغم ذلك ومن واقع حرصنا على السلام وحقن الدماء وإيقاف التدمير الممنهج الذي تتعرض له بلادنا أجدد استعدادنا للتوصل لحل سلمى للأزمة”.
وأضاف البرهان، أن “أوليات الحل السلمى تتمثل في: تأكيد الالتزام بإعلان جدة للمبادئ الإنسانية بإخلاء الأعيان المدنية وبيوت المواطنين بشكل كامل، ووقف إطلاق النار، وتجميع القوات المتمردة في مناطق يتفق عليها”.
وتابع “وإزالة كل ما يعيق تقديم المساعدات الإنسانية العاجلة لكل المحتاجين إليها (.. ) وتقديم المساعدات اللازمة وفق الاتفاق المبرم بجدة، في 4 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي”.
وأشار البرهان، إلى أنه “يتبع ذلك إطلاق عملية سياسية شاملة تستند إلى إرادة وطنية خالصة، للتوصل لتوافق وطني حول إدارة الفترة الانتقالية وإجراء الانتخابات العامة”.
وفي 4 نوفمبر الماضي، أسفر “اجتماع جدة” عن إقرار التزامات على طرفي النزاع في السودان، أبرزها إنشاء آلية تواصل بين قيادتي الجيش وقوات “الدعم السريع” والانخراط في آلية إنسانية وتحديد جهات اتصال لتسهيل مرور وعبور العاملين في المجال الإنساني والمساعدات.
وشدد البرهان، على أنه “يجب الالتزام بمبادئ حماية سيادة السودان واستقلاله ووحدة أراضيه وشعبه، ورفض جميع التدخلات الأجنبية في شئون البلاد الداخلية”.
وأكد على أن “قضية وجود جيش وطني واحد، يحتكر استخدام القوة العسكرية، مسألة لا تنازل عنها ولا تهاون فيها”.
وأضاف “لا بد من التأكيد على أن حمل السلاح وشن الحرب على الدولة لا يمكن أن يكون وسيلة للحصول على امتيازات سياسية غير مستحقة، وأن الوصول إلى السلطة لا يتم إلا عن طريق الانتخابات”.
وأشار البرهان، إلى أن “إيغاد، يمكن أن تلعب دوراً أساسياً في الحل باعتبارها المنظمة الأقرب لفهم واقع السودان”.
ومنذ منتصف أبريل/ نيسان الماضي، يخوض الجيش السوداني بقيادة البرهان، وقوات الدعم السريع، شبه العسكرية، بقيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي”، حربا خلَّفت أكثر من 12 ألف قتيل وأكثر من 6 ملايين نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة.
وكانت المفاوضات السابقة بين ممثلي الجيش و”الدعم السريع” في جدة أسفرت في مايو/ أيار الماضي، عن أول اتفاق بينهما، حمل اسم “إعلان جدة”، وشمل التزامات إنسانية وشروط حاكمة تطبق فورًا، قبل أن تعلق المحادثات في يونيو/ حزيران الفائت، بسبب “الانتهاكات الجسيمة والمتكررة” لوقف إطلاق النار.