البرهان في الجزائر على وقع خسائر جديدة للجيش في الخرطوم
الخرطوم – صقر الجديان
توجه قائد الجيش السوداني الفريق أول عبدالفتاح البرهان، صباح اليوم الأحد، إلى الجزائر، في زيارة رسمية، بينما تكبدت قواته خسائر فادحة في معارك حطاب والكدرو بالخرطوم بحري.
وسيجري البرهان ، خلال الزيارة، مباحثات مع الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون، تتناول مسار العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها، والقضايا ذات الاهتمام المشترك بين البلدين . وفق بيان نشرته القوات المسلحة السودانية على حسابها بموقع “فيسبوك” الأحد.
ويرافق البرهان خلال الزيارة وزير الخارجية المكلف السفير علي الصادق، ومدير جهاز المخابرات العامة الفريق أول أحمد إبراهيم مفضل.
وتأتي زيارة البرهان للجزائر بعد لقاءه بالمبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى السودان رمطان لعمامرة، الذي عقد أيضا عدة لقاءات شملت عددا من الأطراف السياسية الموالية للجيش لبحث سبل إنهاء الأزمة المندلعة منذ أبريل الماضي، وهي لقاءات أثارت شكوكا في حياد لعمامرة تجاه الأزمة السودانية.
وكانت قيادات في تحالف قوى الحرية والتغيير قد رأت أن حصر المبعوث الأممي لتحركاته ولقاءاته مع جانب واحد وهو المتسبب في الحرب، يعطي رسائل سلبية، محذرين من تحول المبعوث إلى عنصر أزمة في البلاد بدل حلّها.
وعين الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في نوفمبر الماضي وزير الخارجية الجزائري السابق رمطان لعمامرة مبعوثا شخصيا له إلى السودان، وذلك خلفا للألماني فولكر بيريتس الذي استقال في شهر سبتمبر الماضي.
كما تأتي زيارة البرهان بعد جولة أفريقية قام بها قائد قوات الدعم السريع الفريق الأول محمد حمدان دقلو (حميدتي) منذ 27 ديسمبر الماضي حتى الرابع من يناير الحالي أبدى خلالها استعدادا صريحا للقاء البرهان وبحث سبل السلام لإنهاء معاناة السودانيين، في الوقت الذي يحرز فيه تقدما عسكريا، وهو ما جعل البرهان يشعر أنه يخسر المعركة السياسية بالإضافة إلى العسكرية.
وشملت جولة حميدتي كلا من كينيا وجنوب أفريقيا وأوغندا وإثيوبيا وجيبوتي ضمن مسار أفريقي للبحث عن وقف الحرب في السودان.
وكان البرهان قد عبر عن انزعاجه من استقبال الدول المعنية خصمه كشخصية سياسية وازنة يتم النقاش معها حول مستقبل السودان وسبل التوصل إلى وقف إطلاق النار، وهو ما يعني المساواة في التعامل بينهما، ما ينسف جهود البرهان في التسويق لنفسه على أنه الممثل الوحيد للدولة السودانية في الخارج، وأن قائد الدعم السريع منشق ولا يمكن التعامل معه من أي جهة خارجية.
وزيارة قائد الجيش السوداني للجزائر جاءت في وقت تكبدت قواته خسائر فادحة في المعارك التي دارت صباح السبت في منطقتي الكدرو في الطريق المؤدي إلى معسكر حطاب شمالي مدينة بحري. وفق بيان لقوات الدعم السريع.
وشهدت الخرطوم بحري، شمال العاصمة السودانية السبت معارك ضارية بين الجيش وقوات الدعم السريع وصفت بأنها الأعنف منذ اندلاع القتال في منتصف أبريل الماضي.
وكانت مدينة بحري بعيدة عن المعارك الجارية في العاصمة المثلثة خلال الأسابيع الماضية نسبة لتحكم قوات الدعم السريع، لكن المنطقة عادت للواجهة مرة أخرى بعد تصعيد الجيش للعمليات الهجومية ضد مواقع القوات شبه العسكرية في مختلف أرجاء الخرطوم.
وتنتشر قوات الدعم السريع بكثافة في منطقة الكدرو والسامراب والازيرقاب ودردوق والحلفايا، ونقل موقع “سودان تربيون” عن شهود عيان قولهم إن الجيش قصف بالمدفعية الثقيلة تجمعات قرب جسر الحلفايا وشارع “مور”.
وأفاد مواطنون بسماعهم لدوي انفجارات قوية وغير مألوفة صادرة من عدة أحياء في الخرطوم وبحري وأمدرمان. وقال متطوعون إن القصف المدفعي العنيف الذي استهدف ضاحية شمبات أودى بحياة أربعة أشخاص وإصابة آخرين بجراح إثر التساقط العشوائي للقذائف على منازل المدنيين.
وأفادت وسائل إعلام محلية السبت أن قوات الدعم السريع سيطرت على منطقة حطاب شمال مدينة بحري والتي كان يسيطر عليها الجيش السوداني منذ بدء الحرب في الخامس عشر من أبريل الماضي ، وبدأت الاشتباكات حول محيط المنطقة منذ الرابع عشر من يناير بالعام الحالي، وكانت مستمرة ومتقطعة أحيانا وتزداد سخونة بعد آذان الفجر في كل يوم.
وفيما حاولت قوات الجيش السوداني الهجوم على ارتكازات الدعم السريع بشكل مفاجئ انطلقت من معسكر الأسلحة بمنطقة الكدرو شمال بحري محاذية للنيل ويفصل بينها وبين قاعدة وادي سيدنا العسكرية ذات النيل بشكل مباشر، وتصدت قوات الدعم السريع للهجوم وتراجعت القوات المسلحة من نقطة انطلاقها الأولى وزادت قوات الدعم السريع الهجوم عليها بمحورين.
والمحور الأول من شرق النيل “الحاج يوسف” الى منطقة حطاب التي تقع شرق الكدرو، وبينما المحور الثاني من وسط بحري الى الكدرو، فيما تشتت الطيران الحربي بالجبهات المتعددة وخاصة أن منطقة غرب كردفان مدينة بابنوسة مقر الفرقة 22 أيضا زاد الحصار عليها من قوات الدعم السريع.
وتأتي هذه الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع التي تواصلت منذ أيام وسط جهود دولية ترمي لوقف الحرب المستمرة منذ 10 أشهر وذلك مع قرب انتهاء مدة الـ14 يوما التي حددتها القمة الاستثنائية للدول الأعضاء الهيئة المعنية بالتنمية في أفريقيا “إيغاد” في 18 يناير الحالي، لقائدي الجيش والدعم السريع لعقد لقاء مباشر بينهما لوقف الحرب.
ويرى محللون أن هنالك قناعة تبلورت لدى المجتمع الدولي والأمم المتحدة بضرورة حسم الأزمة بأسرع ما يمكن من أجل وقف التدهور الأمني والإنساني المريع في بلد فقد فيه أكثر من 20 مليون من السكان مقومات الحياة بحسب أحدث تقرير للأمم المتحدة.