البرهان: لن تكتمل فرحة النصر إلا بالقضاء على التمرد في آخر بقعة
مشددا في خطاب متلفز بمناسبة عيد الفطر على أنه "لا تراجع ولا مساومة ولا تفاوض" مع الدعم السريع
بورتسودان – صقر الجديان
قال رئيس مجلس السيادة الانتقالي بالسودان عبد الفتاح البرهان، مساء السبت، إن “فرحة النصر لن تكتمل إلا بالقضاء على التمرد في آخر بقعة من أرض البلاد”.
جاء ذلك في خطاب مسجل للبرهان بمناسبة عيد الفطر المبارك، بثه التلفزيون السوداني الرسمي.
وأضاف: “لا تراجع عن هزيمة وسحق مليشيا الدعم السريع التي ارتكبت أشد الانتهاكات فظاعة بحق الشعب السوداني”.
وشدد البرهان على أنه “لا تراجع ولا مساومة ولا تفاوض” مع الدعم السريع، مضيفا: “لن نفرط في تضحيات شهدائنا”.
وأعرب البرهان عن شكره للشعب السوداني لأنهم وقفوا مع القوات المسلحة وساندوها ودعموها وهم أصحاب النصر.
وأردف: “لن تكتمل فرحة النصر إلا بالقضاء على التمرد في آخر بقعة في السودان”.
ومنذ أبريل/ نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع حربا دامية أسفرت عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص، ونزوح أو لجوء نحو 15 مليونا، بحسب تقديرات الأمم المتحدة والسلطات المحلية، فيما قدّرت دراسة لجامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.
وأشار البرهان إلى أن “الحرب، التي أشعلتها مليشيا الدعم السريع ومعاونيها وداعميها (لم يحدد جهة معينة) تدخل عامها الثالث، وقد فعلت بالوطن والمواطن أسوأ ما يمكن أن يحدث في الحروب”.
وأضاف أن “الفظائع، التي ارتكبت في حق شعبنا والمرارات التي أذاقها لهم هؤلاء المجرمون (..) تجعل الخيارات صفرية في التعامل مع هؤلاء المجرمين وداعميهم”.
وتابع: “أقول لهم بصوت الشعب النازح والمهجر، الذي نهبت أمواله، والأمهات الثكالى والأطفال الأيتام والشهداء: إننا لن نغفر ولن نساوم ولن نفاوض ولن ننكص عن عهدنا مع الشهداء”.
وذكر أن “طريق السلام وإنهاء الحرب ما زال ممكنا، فمعاناة أهلنا في مناطق سيطرة المليشيا الإرهابية وحصارهم وتدميرهم وقتلهم خاصة في مدينة الفاشر (غرب)، وضرورة إشاعة السلام والطمأنينة في ربوع الوطن كل ذلك ممكن وطريقه واضح”.
واستطرد البرهان أن طريق ذلك “هو أن تضع المليشيا المتمردة (الدعم السريع) السلاح أو على الباغي ستدور الدوائر”.
وأكد أن “قوات الشعب المسلحة تقف من جميع المواطنين المساندين لها والمدافعين عن الحق والسودان على مسافة واحدة”.
وأردف: “طريق النصر واضح المعالم وخيار الشعب لن يوقفه إلا تطهير كامل للسودان من مليشيا الدعم السريع الإرهابية”.
وعبر البرهان عن شكره لأشقاء وأصدقاء السودان من الدول والمنظمات، الذين عملوا مع الحكومة والشعب وساندوهم ودعموهم في تثبيت وحدة وأمن واستقرار الدولة السودانية.
ولفت إلى أنه “ما زالت إعادة إعمار الدولة وبنيتها التحتية تحتاج إلى جهود إضافية”.
وشدد على أن عهد القوات المسلحة مع الشعب “أن لا تراجع عن هزيمة وسحق مليشيا الدعم السريع الإرهابية”.
وزاد البرهان: “رغم ذلك ظلت أبواب الوطن مفتوحة لكل من يحكم عقله ويتوب إلى الحق من الذين يحملون السلاح فالعفو عن الحق العام ومعالجة الأمر العسكري ما زال ممكنا ومتاحا”.
وأكمل: “هنا أناشد أهلنا في مناطق سيطرة التمرد برفع أيديهم عن مساندة مشروع الدعم السريع الاستعماري، وحماية أبنائهم من الذين سيوردونهم المهالك فالسودان الواحد الموحد أرضاً وشعباً أمانة تاريخية يجب عدم التفريط فيها”.
وحتى الساعة 19:50 (ت.غ) لم تعلق قوات الدعم السريع على خطاب البرهان.
والسبت، استعاد الجيش السوداني السيطرة على “سوق ليبيا” غربي مدينة أم درمان، في إطار مواصلته التقدم في أنحاء متفرقة من العاصمة الخرطوم.
وهذه المرة الأولى التي يستعيد فيها الجيش السوداني سيطرته على “سوق ليبيا” في أم درمان، منذ سيطرة قوات الدعم السريع عليه في الأيام الأولى لاندلاع الحرب في أبريل 2023.
وسيطرة الجيش السوداني على “سوق ليبيا” أحد معاقل الدعم السريع، تفتح الطريق أمامه لتوسيع نطاق سيطرته في مناطق غرب أم درمان، التي لا تزال تحت سيطرة تلك القوات.
وتأتي هذه التطورات في مدينة أم درمان ثالث مدن العاصمة السودانية، بعد أن تمكن الجيش خلال اليومين الماضيين من السيطرة على معظم أجزاء الخرطوم ومدينة بحري بشكل كامل.
والخميس، أعلن الجيش السوداني أن قواته تمكنت من تطهير آخر جيوب الدعم السريع في محافظة الخرطوم، بعدما نجح الأربعاء في استعاد السيطرة على مطار الخرطوم ومقرات أمنية وعسكرية وأحياء عدة شرق وجنوب العاصمة، للمرة الأولى منذ أبريل 2023.
وفي الآونة الأخيرة، تراجعت قوات الدعم السريع في عدة ولايات، بينها الخرطوم والجزيرة والنيل الأبيض وشمال كردفان وسنار والنيل الأزرق.
ومن أصل 18 ولاية، لم تعد الدعم السريع تسيطر سوى على جيوب غرب وجنوب مدينة أم درمان غربي الخرطوم، وأجزاء من ولايتي شمال كردفان وغرب كردفان.
كما تسيطر الدعم السريع على 4 ولايات في إقليم دارفور (غرب)، بينما يسيطر الجيش على الفاشر عاصمة شمال دارفور الولاية الخامسة في الإقليم.