أخبار الاقتصاد العالمية

التاريخ السري لـ”بيتكوين”.. رحلة من اللاشيء إلى 49 ألف دولار

 

كسرت العملة الافتراضية الأشهر “بيتكوين” حاجز 49 ألف دولار في التعاملات المبكرة اليوم الأحد، وسط تزايد الإقبال على العملات الرقمية.

وبشكل يومي منذ مطلع العام الجاري، تتلقى “بيتكوين” دعما من أسواق في آسيا وأوروبا وأمريكا الشمالية، وأصبحت عملة معتمدة في العديد من الأسواق، الأمر الذي منحها صفة رسمية إلى جانب كبريات العملات الحقيقية.

وتعتمد هذه العملات على التشفير، حيث تتميز تلك العملة بأنها “عملة لا مركزية”، أي لا يتحكم بها غير مستخدميها، ولا تخضع إلى رقيب مثل “حكومة أو مصرف مركزي” مثل بقية العملات الموجودة في العالم.

مع بداية خروجها رسميا إلى فضاء البيع والشراء عام بنهاية 2008 وبداية 2009، كان الدولار الأمريكي الواحد يساوي قرابة 1309 بيتكوين بينما تبلغ قيمتها السوقية قرابة 1200 دولار، بينما لم تكن العملة لتحصل على الثقة من العملاء في ذلك الوقت.

وتأسس سوق بتكوين كبورصة لعملة بيتكوين في فبراير/ شباط 2010 وأول تعامل عالمي حقيقي باستخدامها، حدث عندما تم دفع 10 آلاف بيتكوين مقابل بيتزا على منتدى بيتكوين؛ عند ذلك الوقت، سعر الصرف لشراء البيتزا كان حوالي 25 دولارا.

بدأت العملة تكتسب ثقة بشكل بطيء في عديد الأسواق، ليسجل سعرها قرابة دولارين اثنين بحلول 2011، هذا البطء مرده في بعض الأحيان، صعوبات تقنية وفنية لفتح المحافظ الرقمية وإنشاء حساب، وعمليات التداول.

وفي 2012 أصبحت العملة تتداول في نطاق 3 دولارات و50 دولارات للوحدة الواحدة، بإجمالي عدد وحدات متداولة في ذلك الوقت بلغ 1.2 مليون وحدة، في عملة غير معروف مصدّرها أو جنسيته، ودون وجود أية ضمانات لها.

كانت بيتكوين بحلول عام 2013 واحدة من قرابة 493 عملة افتراضية حول العالم، وهي عملات لم تحصل على ثقة العملاء باستثناء عدد قليل منها، إذ بلغ وحدة العملة الأشهر بحلول نهاية ذلك العام 737 دولارا.

في السوق الأمريكية، العملة تتعدى حاجز ألف دولار خلال 2013، ومفاجئة صعود هذه العملة أدى إلى إصابة البنوك المركزية في الصين، وفرنسا، والهند بالذعر؛ وفي ذلك العام سمحت شركة أبل بتداول استخدام العملة عبر تطبيقاتها.

ومع اكتساب العملة زخما بعد 2013، صعد عدد الوحدات المتداولة إلى قرابة 5.2 ملايين وحدة حول العالم، إلا أن سعرها شهد تذبذبا كبيرا في العام اللاحق 2014، ليبلغ متوسط سعر الوحدة الواحدة قرابة 320 دولارا.

وسبب توسع شراء العملة في 2014، يعود إلى قيام متاجر عبر الإنترنت بقبول بيتكوين كعملة شراء، إلى جانب قيام جامعات في المملكة المتحدة بقبول دفع الأقساط بتلك العملة، بينما قامت بلومبرج بتصميم مؤشر لتحركات سعر العملة.

وبين تأييد وتحذير رسمي من عديد البنوك المركزي، تراجع سعر وحدة بيتكوين في 2015 إلى متوسط 250 دولارا، مع تزايد عمليات شراء الوحدات حول العالم، إلى قرابة 8 ملايين وحدة، إذ يعود التراجع إلى حدوث عملية اختراق لمحفظة رقمية وسرقة 19 ألف بيتكوين.

واستعادت العملة الافتراضية ثقة الأسواق، وبدأت تسجل في 2016 ارتفاعات صوب 1000 دولار مجددا، وتسارعت وتيرة تبني العملة كأداة استثمار في 2017، لتتجاوز في يونيو/ حزيران من ذلك العام حاجز 2500 دولار.

الثقة الكبيرة وكورونا

لكن الثقة في العملة كانت أكبر في النصف الثاني 2017، وتغلق ذلك العام عند أعلى مستوى تاريخي لها، بلغ آنذاك 19.7 آلاف دولار للوحدة الواحدة، بدأت بعدها موجات تحذير عالمية منها تداول العملة.

في 2018، أصدرت عديد البنوك المركزية عربيا وعالميا بيانات تحذر فيها جمهور المتعاملين من التعاطي مع بيتكوين، بصفتها عملة غير محسوبة المخاطر وشديدة التذبذب، ولا تملك جدارا قانونيا تستند عليه.

ليتراجع سعر العملة إلى متوسط 3500 دولارا بحلول مطلع 2019، لكنها عاودت استعادة ثقة الجمهور بها، وازدادت عدد الشركات والكيانات التي تتبنى العملة كأداة استثمار ودفع، صعدت بحلول نهاية 2019 إلى متوسط 10 آلاف دولار.

في 2020، تعرضت العملة لضربة قوية في مارس/آذار بسبب تفشي فيروس كورونا، قبل أن تكتسب زخما من المتعاملين الذين وجدوا فيها أداة استثمار مجدية، بعد هبوط الدولار وارتفاع الذهب لمستويات تاريخية.

وفي نوفمبر/ تشرين ثاني 2020، كسرت بيتكوين أعلى سعر تاريخي سابق مسجل لها، والبالغ 19.7 ألف دولار وتجاوزت حاجز 20 ألف دولار للمرة الأولى في تاريخها.

خطف أنظار الكبار

وخلال العام الجاري، شهدت بيتكوين مضاربة كبيرة وزيادة في حجم التداول عليها، كان بطل هذه المضاربات الرئيس التنفيذي لشركة تسلا الأمريكية للسيارات الكهربائية، إيلون ماسك.

كانت وثيقة صادرة عن “تسلا”، خلال وقت سابق من الأسبوع الماضي، أظهرت اعتماد بيتكوين ضمن أدواتها الاستثمارية وقامت بضخ استثمار بقيمة 1.5 مليار دولار، بعد أيام من تصريحات الرئيس التنفيذي للشركة إيلون ماسك، بشأن العملة.

هذا الإعلان، قاد ارتفاعات بيتكوين الجنونية لتصل مستويات 48.9 ألف دولار وهو أعلى مستوى تاريخي لها الثلاثاء (9 فبراير الجاري)، قبل أن تنخفض قرب مستويات 46.5 ألف دولار، ثم تصعد اليوم إلى 49 ألفا.

وبلغ عدد الوحدات المتداولة من العملة الافتراضية الأشهر، في السوق العالمية حتى صباح اليوم 18.624 مليون وحدة من أصل 21 مليونا، هو إجمالي عدد الوحدات المتاحة للبيع والتداول، بقيمة سوقية تجاوزت 905 مليارات دولار.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى