التجديد لآبي أحمد رئيسا.. هل يعبر حزب الازدهار بإثيوبيا “سلسلة الأزمات”؟
أديس أبابا – صقر الجديان
أعاد المؤتمر الأول لحزب الازدهار الحاكم بإثيوبيا، انتخاب آبي أحمد رئيسا له ليطرح سؤالا مباشرا: هل ينجح الحزب في عبور الأزمات الحالية؟
وشهدت فعاليات المؤتمر الأول لحزب الازدهار الحاكم في إثيوبيا، أمس السبت، انتخاب نائبين لرئيس الحزب، وهما آدم فارح ودمقي مكونن.
ولعل إعادة انتخاب آبي أحمد رئيسا للحزب الحاكم بإثيوبيا جاء في ظل تحديات أمنية وسياسية واقتصادية شهدتها البلاد ولا تزال ماثلة، ما يجعل إعادة انتخابه تحديا جديدا ومبررا في الوقت ذاته لإكمال دور “الازدهار”.
ويسعى الحزب الحاكم إلى كسب أرضية جديدة بين الإثيوبيين منذ فوزه في الانتخابات الأخيرة التي جرت قبل 9 أشهر، وتحديداً في يونيو/حزيران الماضي.
وجدد آبي أحمد، رئيس الوزراء الإثيوبي، التزامه وعزمه على تحقيق إثيوبيا المزدهرة بالسلام والاستقرار، وقال في كلمة له عقب إعادة انتخابه رئيسا للحزب الحاكم، إنه متأكد تمامًا من أن إثيوبيا ستزدهر بوحدة أبنائها والعمل معا.
ودعا آبي أحمد الجميع للوقوف إلى جانب حزبه في إكمال مهمة ازدهار إثيوبيا وإكمال مسيرة الإصلاحات على المستويات كافة.
ملفات حيوية
وتكمن تحديات المرحلة المقبلة لحزب الازدهار في الحرب شمالي البلاد والتي لم تهدأ بعد.
كما أن مشروع الحوار الوطني الشامل هو الآخر لم يبدأ بعد أيضا، ورغم الإعلان عن لجنته التي ستديره لم يتم تحديد جدول وأجندة فعالياتها التي تبحث ملفات محورية.
ومن المنتظر أن تناقش اللجنة ملفات مهمة وخطيرة على مستوى إثيوبيا فضلا عن الأوضاع الأمنية ببعض مناطق البلاد والوضع الاقتصادي الصعب الذي يأمل فيه الشعب الإثيوبي الخروج من الضغوطات المعيشية التي يواجهها، وتطلعات كبيرة ينتظرها الشارع.
الملامح الانتخابية
تبدو نقاط بارزة في ملامح العملية الانتخابية التي جرت خلال اليوم الثاني من جلسات المؤتمر العام الأول لحزب الازدهار؛ حيث صعدت شخصية من إقليم الصومال بانتخاب آدم فارح الأمين العام للحزب نائبا للرئيس.
وبات “فارح” هو أول وجه من الأقاليم التي لم تنل حظها من مثل هذه المناصب خلال الـ27 عاما الماضية، وهي فترة حكم حزب “الجبهة الديمقراطية الثورية الشعبية” – الائتلاف السابق – والذي قام على أنقاضه حزب الازدهار الحاكم بإثيوبيا.
بدوره، أعرب آدم فارح الأمين العام لحزب الازدهار عن سعادته بالثقة التي نالها وانتخابه نائبا لرئيس الحزب، قائلا في كلمة مقتضبة: “سعيد بهذا التكليف والانتخاب.. واتعهد بالالتزام في الاضطلاع بمسؤولياتي بكل عزيمة وجد”.
إعادة تشكيل الحكومة
بلا شك فإن إعادة انتخاب آبي أحمد رئيسا للحزب الحاكم ستفرض على رئيس الوزراء الإثيوبي إعادة تشكيل حكومته وفق نتائج العملية الانتخابية التي جرت ضمن المؤتمر الأول للحزب.
ومن المرجح أن تحصل تغييرات كبيرة على منصب نائب رئيس الوزراء والوزارات السيادية الأخرى.
وتضمنت أجندة المؤتمر العام الأول إعادة انتخاب رئيس الحزب رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، ونائبيه آدم فارح، الذي شغل منصب الأمين العام للحزب، ودمقي مكونن نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الإثيوبي.
كما أنه من المنتظر أن يتم انتخاب أعضاء اللجنتين التنفيذية والمركزية لحزب الازدهار الحاكم.
وسيتم مراجعة مسيرة الإصلاح وتعزيز الإنجازات التي تم تحقيقها وتصحيح نقاط الضعف وقرارات وتوصيات في مختلف القضايا التي تشغل الشارع الإثيوبي.
ويجري بحث التحولات الهيكلية في الحزب والتي تفرض نفسها على إعادة آبي أحمد تشكيل حكومته في الأيام القليلة المقبلة، وتحديدا بعد اختتام أعمال المؤتمر اليوم الأحد.
والجمعة الماضي انطلقت فعاليات المؤتمر العام الأول لحزب الازدهار الحاكم بإثيوبيا وسط مشاركة واسعة لقيادات وممثلي الأحزاب سياسية المحلية المتنافسة والعديد من ممثلي الأحزاب الصديقة بالعالم على رأسها الأحزاب الحاكمة بكل من تركيا وجنوب أفريقيا وأوغندا وجنوب السودان وجيبوتي، بمشاركة شيوخ وعلماء وشخصيات بارزة بالبلاد.
ويعد المؤتمر، الذي استمر 3 أيام بمشاركة 1600 من عضوية الحزب، هو الأول منذ تشكله في الثاني من ديسمبر/ كانون الأول 2019 بعد اندماج 8 أحزاب.
وتشكل حزب الازدهار الحاكم بزعامة آبي أحمد، في ديسمبر/كانون الأول 2019 باندماج 8 أحزاب بعد أن مر بمرحلة ميلاد معقدة، حيث ولد من رحم الائتلاف السابق للجبهة الديمقراطية الثورية، التي تصدرت المشهد السياسي لأكثر من 27 عاما.
وفاز بالانتخابات الأخيرة التي جرت يونيو/حزيران الماضي، فيما اختير زعيمه آبي أحمد لولاية جديدة في رئاسة الحكومة الإثيوبية لمدة 5 سنوات، بعد فوز حزبه بالانتخابات.
كما صادق البرلمان أيضا على الحكومة الجديدة، متضمنة 22 حقيبة، منها 3 لأحزاب المعارضة لأول مرة.