أخبار السياسة المحلية

التطبيع مع إسرائيل ورقة البرهان لتفادي ضغوط واشنطن

البرهان يراهن على العلاقات الاستراتيجية الوثيقة بين إسرائيل والولايات المتحدة لفك عزلته وتجنب المزيد من الضغوط الدولية عليه مقابل التطبيع.

الخرطوم – صقر الجديان

قالت مصادر سودانية إن وجود مبعوث سوادني في إسرائيل لمناقشة تعزيز العلاقات يندرج ضمن مساعي قائد الجيش عبدالفتاح البرهان لاستثمار مساعي التطبيع مع تل أبيب في تفادي ضغوط الولايات المتحدة لعودة الحكم المدني في البلاد والتي اشتدت مؤخرا مع تلويح واشنطن بفرض عقوبات قد تزيد من عزلة الجيش.

وذكرت المصادر أن البرهان يراهن على العلاقات الاستراتيجية الوثيقة بين تل أبيب وواشنطن لفك عزلته وتجنب المزيد من الضغوط الدولية عليه مقابل المضي قدما في اتفاقية التطبيع مع تل أبيب التي لازال معلقة إلى حد الآن.

وقال مصدر الأربعاء إن مسؤولا سودانيا يزور إسرائيل سعيا لتعزيز العلاقات تزامنا مع تصاعد الضغط الغربي من أجل العودة الى الحكم المدني في السودان. وأضاف المصدر أن المبعوث الرئاسي وصل إلى إسرائيل في بداية الأسبوع.

 المجلس العسكري يسعى لاستئناف جهود التطبيع في مواجهة انتقادات الغرب بسبب الإصرار على إنهاء الحكم المدني

والشهر الماضي، قالت هيئة البث الإسرائيلية (رسمية)، في نبأ مقتضب، إن وفدا إسرائيليا وصل العاصمة السودانية، فيما لاذت الخرطوم بالصمت، بينما لم تذكر هيئة البث، المزيد من التفاصيل حول زيارة الوفد الإسرائيلي.

وأعلنت إسرائيل والسودان في 2020 أنهما ستطبعان العلاقات حيث اعتبر المجلس العسكري السوداني من أكثر المدافعين عن قرار التطبيع كما التقى الفريق البرهان رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو في أوغندا قبل سنتين فيما أيّد نائب رئيس مجلس السيادة السوداني محمد حمدان دقلو “حميدتي” تلك الجهود لإخراج السودان من عزلته الدولية.

وفي نوفمبر 2020، أرسلت إسرائيل أول وفد لها إلى السودان وذلك بعد نحو شهر على إعلان اتفاق تطبيع العلاقات بين البلدين ليقوم بعدها وفد رسمي إسرائيلي برئاسة وزير المخابرات السابق إيلي كوهين بزيارة الخرطوم.

لكن الحكومة السودانية بقيادة عبدالله حمدوك قالت حينها إن اتفاق تطبيع العلاقات مع إسرائيل يبقى رهين موافقة البرلمان في السودان والذي تأجل تشكيله بعد توقيع السلطة الانتقالية لاتفاق سلام مع مجموعات متمردة لكن مع سقوط السلطة المدنية تأجل النظر في الملف.

وعانى السودان من أزمة اقتصادية خانقة ما جعل القادة السياسيين والعسكريين في وقت معين يفكرون في إبرام اتفاقية سلام على غرار الامارات والبحرين والمغرب من أجل الحصول على مساعدات وامتيازات اقتصادية غربية.

بنيامين نتنياهو: التقارب مع الخرطوم سيفتح منافع للإسرائيليين الذين يعبرون المحيط الأطلسي

ورغم أن جهود التطبيع توقفت في مرحلة معينة بسبب رفض بعض القوى السياسية والشعبية لقرار التطبيع فإن المجلس العسكري يفكر في استئناف جهود التطبيع خاصة وأن المجلس يواجه انتقادات داخلية وخارجية كبيرة بسبب الإصرار على إنهاء الحكم المدني.

وكانت الولايات المتحدة وجهت تحذيرات إلى الجيش السوداني من مغبة الاستمرار في استعمال العنف ضد المتظاهرين السلميين المطالبين بالعودة إلى الحكم المدني والرافضين للانقلاب على الحكومة ملوحة باستخدام عقوبات.

لكن التحذيرات الأميركية لم توقف العنف ضد المتظاهرين المناوئين للسلطة العسكرية فيما نزل أنصار المجلس العسكري الأسبوع الجاري في استعراض للقوة تأييدا للبرهان وللمجلس.

وعلى الجانب الإسرائيلي يعدد الإسرائيليون الفوائد التي سيجنونها من التطبيع مع السودان، ومن اتساع رقعة التطبيع مع الدول العربية بشكل عام، وقد لخص رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو كل ذلك، في تصريحات تلت الإعلان عن التطبيع مع السودان.

وقال نتنياهو إن التقارب مع الخرطوم سيفتح منافع للإسرائيليين الذين يعبرون المحيط الأطلسي، وأضاف “نحن الآن نطير غربا، فوق السودان، وفقا لاتفاقات عقدناها حتى قبل أن نعلن التطبيع، وفوق تشاد، التي أقمنا معها أيضا علاقات، إلى البرازيل وأميركا الجنوبية”.

وإلى جانب ما تحدث عنه نتنياهو، تبدو الفوائد الأمنية والاستراتيجية التي ستحصل عليها اسرائيل متعددة ، فعبر إقامتها لعلاقات أمنية ودبلوماسية مع السودان، ستطّلع الحكومة الإسرائيلية على نشاطات تعتبرها إرهابية أو معادية لها في مناطق متاخمة للسودان مثل تشاد ومالي والنيجر، كما أن إسرائيل تنظر إلى الفائدة الأكبر من الناحية الاستراتيجية، وهي إبعاد السودان تماما عن الحلف الإيراني.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى