سفر وسياحة

الجزيرة الحمراء.. مزار عالمي يحمل عبق التراث الإماراتي

 

تتمتع الجزيرة الحمراء القديمة برأس الخيمة بمبان ومعالم قديمة تم إنشاؤها في منتصف القرن العشرين، ولا تزال حاضرة إلى اليوم حيث كان يمتهن سكانها الصيد وتجارة اللؤلؤ إلى أن توجه سكان الجزيرة الحمراء إلى الحياة المدنية، ولا يزال نمط الحياة القديم راسخا في ذاكرة الأهالي.

وتعتبر الجزيرة الحمراء القديمة شاهدا على ترابط الأجيال حاضرا ومستقبلا بماضي مجتمعهم واستثمار المنطقة في الأغراض السياحية التي سيقصدها الناس من كل مكان ليستمتعوا بعبق الحياة التي عاشها الآباء قبل الطفرة الاقتصادية.

ويقول إبراهيم الزعابي أحد سكان المنطقة: تعد الجزيرة الحمراء القديمة فريدة من نوعها في رأس الخيمة، حيث تحتوي المنطقة على جميع عناصر المدينة التراثية بما في ذلك الحصن الخاص بالأغراض الدفاعية وسوق صغير والعديد من المساجد والمنازل القديمة والبيوت البسيطة.

أضاف أنه كانت تشتهر المنطقة بمسمى “جزيرة الزعاب” لأن سكانها ينتمون إلى قبيلة الزعاب الذين اشتهروا بتجارة اللؤلؤ والصيد.

وتابع الزعابي أن الجزيرة الحمراء تشهد بشكل مستمر توافد الزوار من مختلف مناطق العالم من شرق آسيا إلى أوروبا يقصدون المنطقة للاطلاع على نمط الحياة قديما قبل اكتشاف النفط، حيث يجذب السياح تصميم المنازل القديمة، إذ كانت البيوت تختلف في أحجامها، بالإضافة إلى السوق القديم كما يتوافد إلى المنطقة علماء الآثار حيث تنظم دائرة الآثار والمتاحف برأس الخيمة زيارات للاطلاع على تاريخ المنطقة وجهود إعادة تأهيلها من خلال مشروع الترميم الذي تنفذه الدائرة حاليا مع جهات أخرى.

وأشار سلطان العلكيم من أهالي الجزيرة الحمراء إلى أن المنازل القديمة في المنطقة تعد ملهمة للمهندسين في وقتنا الحاضر حيث المباني التراثية المبنية من الحجارة المرجانية التي استخدمت على طول ساحل الخليج العربي، حيث لا يزال أكثر من 100 منزل مبنيا بالأسلوب التراثي.

ونوه بأن البيوت الكبيرة في المنطقة كانت تضم “البارجيل” حيث كان يقوم بمهمة المكيف في وقتنا الحاضر، فالبارجيل يدخل الهواء إلى داخل غرف البيت السفلية عبر قنوات عمودية وهو يعطي الهواء الطبيعي خلال فترة أشهر “القيظ” الحارة.

وأكد العلكيم مدى حرص الجهات الحكومية بالمحافظة على منطقة الجزيرة الحمراء القديمة، لأنها إرث الأجداد الغني وتشكل جزءا من تاريخ رأس الخيمة القديم وتكتسب المنطقة مكانة على خارطة المواقع التراثية في الإمارات.

وأضاف: نسعى إلى المحافظة على الجزيرة الحمراء وتعليم أبنائنا ماضي أجدادهم ونمط العيش القديم وكيف وصلنا إلى ما نحن عليه اليوم بفضل القيادة الرشيدة التي وفرت للمواطن سبل العيش الرغيد.

ومن جهتها قالت مريم الزعابي- من أهالي المنطقة- إن منطقة الجزيرة الحمراء القديمة تشهد حركة نشطة طوال العام سواء من الأفواج السياحية أو علماء الآثار أو عمال الترميم، بالإضافة إلى عشاق التصوير، حيث تعد شاهدا على أصالة وتاريخ المنطقة فتستقبل المنطقة بشكل متكرر في عطلة نهاية الأسبوع المصورين الذين يجذبهم نمط المنازل القديمة والقلاع والسوق الشعبي في المنطقة، حيث شهدت المنطقة تصوير العديد من المسلسلات والأفلام لتوفر كافة العوامل التي يحتاجها أي عمل تلفزيوني أو سينمائي.

وأشارت الزعابي إلى أن الجزيرة الحمراء القديمة لم تعد مأهولة منذ أكثر من 35 عاما وذلك لانتقال الأهالي إلى منازل أحدث وأكبر ولا يزال أهالي الجزيرة الحمراء يقومون بزيارة المنطقة القديمة باستمرار لاستذكار الماضي واسترجاع الذكريات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى