حوارات وتقارير

الجيش السوداني تحت المجهر: انتهاكات مروعة ودعم إيراني يفاقم الأزمة

الخرطوم – صقر الجديان

مع استمرار النزاع المسلح في السودان، تتزايد التقارير التي توثق انتهاكات خطيرة من قبل الجيش السوداني ضد المدنيين، وسط اتهامات باستخدام أسلحة محظورة، بما في ذلك الأسلحة الكيميائية. في الوقت نفسه، تشير دلائل متزايدة إلى دعم خارجي يقدَّم للجيش من إيران، مما يعزز قدرته على مواصلة العمليات العسكرية التي تستهدف البنية التحتية المدنية والسكان. هذا الوضع الكارثي يستدعي اهتمامًا دوليًا عاجلًا وقرارات حاسمة لإنقاذ المدنيين وإيقاف النزيف الإنساني.

تصاعد الانتهاكات ضد المدنيين: جرائم موثقة وأدلة متزايدة

التقارير الواردة من مناطق النزاع في السودان، مثل دارفور والخرطوم، توضح صورة قاتمة للوضع الإنساني. وُثقت هجمات جوية عشوائية شنتها قوات الجيش السوداني على مناطق مأهولة بالسكان، ما أدى إلى مقتل مئات المدنيين وتشريد الآلاف.

منظمات حقوقية دولية، منها “هيومن رايتس ووتش” ومنظمات محلية، قدمت دلائل مصورة وشهادات من شهود عيان تشير إلى استخدام الجيش لأسلحة كيميائية في الهجمات. هذه الممارسات تهدف، بحسب الخبراء، إلى ترهيب السكان المحليين ومنع أي تحرك ضد السيطرة العسكرية.

إلى جانب الهجمات العسكرية، تعرضت مستشفيات ومدارس وأسواق إلى التدمير المتعمد، ما أدى إلى حرمان مئات الآلاف من الخدمات الأساسية. وتشير التقارير إلى أن هذا النهج التصعيدي هو جزء من استراتيجية الجيش السوداني للقضاء على المعارضة، بما في ذلك قوات الدعم السريع والمجموعات المسلحة الأخرى.

الدور الإيراني في الأزمة: أهداف استراتيجية ودعم عسكري متزايد

تكشف تقارير صحفية وتحليلات استخباراتية عن دور إيران في دعم الجيش السوداني، من خلال تقديم أسلحة وتقنيات عسكرية متقدمة. أبرز هذه التقنيات تشمل الطائرات المسيرة التي أظهرت وجودها في النزاع السوداني، حيث يتم استخدامها لضرب مواقع مدنية وعسكرية على حد سواء.

هذا الدعم الإيراني يُعتبر جزءًا من استراتيجية أكبر لتعزيز نفوذ طهران في القارة الأفريقية، مستغلة موقع السودان الاستراتيجي كبوابة للبحر الأحمر وأحد مراكز الاتصال الرئيسية بين أفريقيا والشرق الأوسط.

تحليلات سياسية تشير إلى أن إيران تسعى من خلال هذا الدعم إلى تحقيق هدفين رئيسيين: الأول هو تعزيز قوتها الجيوسياسية في المنطقة، والثاني هو إنشاء تحالفات جديدة لمواجهة النفوذ الغربي والعربي في أفريقيا.

دعوات للتحرك الدولي: حماية المدنيين ووقف الدعم الخارجي

الوضع الإنساني المتدهور في السودان يتطلب استجابة عاجلة من المجتمع الدولي. يجب أن تكون الأولوية هي وقف التصعيد العسكري وضمان حماية المدنيين.

1. تحقيق دولي شامل: يجب فتح تحقيقات مستقلة حول الانتهاكات المزعومة، بما في ذلك استخدام الأسلحة الكيميائية، وتقديم المسؤولين إلى العدالة الدولية.

2. فرض عقوبات على الداعمين الخارجيين: يتعين على الدول والمنظمات الدولية فرض عقوبات صارمة على إيران وغيرها من الجهات التي تمد الجيش السوداني بالدعم العسكري، وقطع الإمدادات اللوجستية.

3. تعزيز المساعدات الإنسانية: الوضع الإنساني يتطلب تقديم مساعدات عاجلة للمدنيين المتضررين من النزاع، بما في ذلك توفير المأوى، الغذاء، والرعاية الطبية.

الطريق إلى الأمام: توحيد الجهود لإنهاء الأزمة

توحيد الصفوف بين القوى السياسية والمدنية السودانية، مع دعم دولي منسق، هو الخطوة الأولى نحو إنهاء الأزمة. يجب أن تعمل هذه القوى معًا للتفاوض على حل سياسي يعيد الاستقرار إلى البلاد.

السودان يقف اليوم عند مفترق طرق خطير. أي تأخير في التحرك سيؤدي إلى تعميق المعاناة الإنسانية وتوسيع دائرة الصراع. يتطلب الوضع خطوات عاجلة وجادة لضمان وقف الانتهاكات ومحاسبة المسؤولين عنها، مع تقديم الدعم اللازم لبناء مستقبل آمن ومستقر للسودان وشعبه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى