أخبار السياسة المحلية

الجيش السوداني يواصل قصف مواقع الدعم السريع في نيالا

نيالا – صقر الجديان

واصل الطيران المُسيّر التابع للجيش السوداني استهداف مواقع استراتيجية لقوات الدعم السريع بمدينة نيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور، بقصفه السبت مركزًا لتجميع وتدريب المقاتلين.

واستأنف الجيش منذ أواخر مايو الماضي عملياته الجوية في إقليم دارفور بعد توقف أكثر من شهر، لتعرض المقاتلات التابعة له للاستهداف من قبل قوات الدعم السريع، ما أدى لسقوط طائرتين على الأقل في جنوب وشمال دارفور.

واستهدفت المسيّرات المملوكة للقوات المسلحة أمس الجمعة، لأول مرة موقعين على الأقل يتبعان للدعم السريع بولاية غرب دارفور، الأول طال معسكرًا يضم أعدادًا كبيرة من المجندين في منطقة “هبايل”، علاوة على موقع عسكري في بلدة “سيسي” في الطريق بين زالنجي والجنينة.

وقالت مصادر محلية إن “طائرة مسيّرة شوهدت وهي تحلق لنحو نصف ساعة في سماء مدينة نيالا، قبل أن تبدأ في حوالي الساعة 10 صباحًا في إطلاق قذائف صاروخية صوب داخلية موسية التابعة لجامعة نيالا”.

وحوّلت الدعم السريع عددًا من المؤسسات المدنية في نيالا، من بينها مقار سكن طلاب جامعة نيالا، وهو مشيّد بشكل جيد، إلى مركز لتجميع المقاتلين من المرتزقة الأجانب والسودانيين وتدريبهم على فنون القتال، بما في ذلك التدريب على تشغيل المسيّرات، وفقًا لمصادر عسكرية.

وأفاد الشهود بسماعهم لثلاثة انفجارات قوية وغير مسبوقة تصاعدت معها أعمدة الدخان حول موقعين على الأقل داخل مجمع “موسية” لسكن الطلاب، فيما أفاد الشهود عن مشاهدتهم لسيارات إسعاف تهرع بالمصابين الذين يرتدون زي الدعم السريع صوب المستشفى التركي، الذي تُسيطر عليه الدائرة الطبية لقوات الدعم السريع.

تشكيل لجان تحقيق

وفي سياق آخر، قررت الإدارة المدنية بولاية جنوب دارفور التابعة لقوات الدعم السريع تشكيل لجنة تحقيق حول اقتحام مسلحين يتبعون لذات القوات لسجنين بمدينة نيالا، وإطلاق سراح عدد كبير من الأسرى والمساجين بقوة السلاح.

وقال رئيس الإدارة المدنية يوسف إدريس يوسف في تصريحات صحفية إنه “قرر تشكيل لجنة للتحقيق في أحداث سجن كوبر ودقريس بولاية جنوب دارفور، برئاسة وكيل ثاني النيابة وممثل الشرطة وعضوية آخرين”.

وأوضح أن اللجنة ستقوم بالتقصي والتحقيق حول الأحداث التي وقعت في السجنين خلال الأسبوع الماضي، بعد أن أدى أعضاؤها القسم أمامه.

وفي 26 يونيو الجاري، اقتحمت قوة تتبع للدعم السريع سجن دقريس بمدينة نيالا، وحاولت إطلاق سراح أحد قادتها، وهو ما قاد لاندلاع مواجهات عنيفة بين القوة المكلفة بحماية السجن والقوة المهاجمة، نتج عنها مقتل 23 على الأقل من الجانبين، بما في ذلك مدير السجن.

وأعادت الدعم السريع افتتاح سجون نيالا، واستخدمتها في احتجاز آلاف المواطنين، علاوة على متقاعدي القوات المسلحة بولاية جنوب دارفور، كما نُقل إليها أعداد كبيرة من الأسرى العسكريين والمدنيين الذين جرى ترحيلهم من ولايات الخرطوم والجزيرة والنيل الأبيض، بعد طرد الجيش القوات من هذه الولايات.

كما هاجمت ذات القوة سجن كوبر بمدينة نيالا، وقامت بإطلاق سراح عشرات المحتجزين، فيما فرّ آخرون بينهم أسرى عسكريون، تمكنت الدعم السريع من توقيف بعضهم.

وتعاني عاصمة ولاية جنوب دارفور من انفلات أمني ومواجهات مسلحة تندلع بين الحين والآخر بين عناصر الدعم السريع فيما بينهم، كما صعّدت هذه القوات من وتيرة الانتهاكات التي ترتكبها ضد المدنيين، والتي تشمل القتل والنهب والاعتقال التعسفي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى