أخبار السياسة المحلية

الجيش يستعيد جسراً رئيسياً في ولاية سنار بعد ساعات من سيطرة الدعم السريع

سنجة – صقر الجديان

استعاد الجيش السوداني، اليوم الأربعاء،جسرًا رئيسيًا بولاية سنار بعد وقت قصير من إعلان قوات الدعم السريع السيطرة عليه.

ويربط جسر “دوبا” بين ولايتي سنار والقضارف الواقعة في شرق السودان.

وكانت قوات الدعم السريع أعلنت في وقت سابق من اليوم عبر صفحتها الرسمية على منصة “إكس” أن “قواتها واصلت التقدم في جميع المحاور وسيطرت على حامية وجسر منطقة دوبا”.

ويُعد جسر دوبا من المواقع المهمة في شرق سنار حيث يربط أجزاء واسعة من سنار بمدينة الفاو بولاية القضارف شرق السودان.

وقالت مصادر عسكرية إن “قوة من الجيش استعادت جسر دوبا الواقع شرق سنار بعد مواجهات عنيفة ضد جنود الدعم السريع”.

وغادر عبر هذا الجسر خلال الأيام الثلاثة الماضية آلاف المدنيين الفارين من سنار والقرى المحيطة نحو الولايات الشرقية.

وأفاد شهود عيان بأن قوات الدعم السريع استباحت منطقة دوبا بعد اقتحام المنازل والمتاجر وسرقتها بقوة السلاح، علاوة على نهب العابرين للجسر وشمل ذلك الحلى الذهبية والهواتف النقالة والأموال النقدية إضافة إلى السيارات ومركبات الشحن.

من جانبه، قال القيادي في الكتلة الديمقراطية مبارك أردول في منشور على “فيسبوك” إنه وفقًا لشهود عيان، ارتكبت مليشيا الدعم السريع مجزرة كبيرة في منطقة فريق النوبة بكركوج بولاية سنار، بدوافع إثنية وتحت رايات سياسية، وتحدث عن وجود عدد من الضحايا بينهم نساء وأطفال.

في 29 يونيو الماضي، سيطرت قوات الدعم السريع على مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار بعد تحريك قواتها من مناطق جبل موية، التي تبعد نحو 40 كيلومترًا جنوب مدينة سنار.

واستلمت القوة قاعدة الجيش في سنجة حيث مقر الحكومة المحلية، وبدأ عناصرها في ارتكاب انتهاكات شملت نهب ممتلكات السكان وترويعهم.

وأدى انتقال المعارك نحو سنجة إلى فرار جماعي لسكان عدد من مناطق ولاية سنار نحو القضارف وغيرها.

الطيران يقصف سنجة

قال المرصد السناري لحقوق الإنسان، وهو جسم حقوقي طوعي، إن الطيران الحربي التابع للجيش قصف بالبراميل المتفجرة لأكثر من عشر مرات على الأقل أحياءً بمدينة سنجة خلال الأيام الماضية.

وأوضح أن القصف العشوائي، وفقًا لشهادات مواطنين، دمر منازل ومرافق في كل من الأحياء الغربية الثلاث “أ. ب. ج” وحي الدرجة والجنوبي، فيما لم تتوفر معلومات عن حالات القتلى والمصابين بين المدنيين.

وأشار المرصد إلى أن قصف الطيران العنيف مازال مستمرًا داخل المدينة منذ الساعات الأولى لاستباحة قوات الدعم السريع لسنجة.

وكشف عن تلقيه معلومات حول انتهاكات فظيعة بحق المدنيين قامت بها الدعم السريع داخل سنجة، حيث استباحت أحياء المنطقة وحولت ثلاثة منها إلى ثكنات عسكرية وهي “الحي الشمالي، السلام، الشرقي، النصر” بعد طرد سكانها من منازلهم بقوة السلاح.

وأدان المرصد بشدة قصف الطيران بالبراميل المتفجرة والقصف المدفعي العشوائي في مناطق تواجد المدنيين، كما ندد بالفظائع التي ترتكبها الدعم السريع تجاه المدنيين وممتلكاتهم.

انقطاع الاتصالات والمياه والكهرباء

وفي بيان ثان، تحدث المرصد السناري لحقوق الإنسان عن تواصل انقطاع التيار الكهربائي وخطوط المياه لخمسة أيام على التوالي منذ يوم السبت الماضي وحتى اليوم الأربعاء، عقب دخول الدعم السريع إلى سنجة.

وأشار كذلك إلى انقطاع جميع شبكات الاتصالات، مرجحًا أن يكون ذلك في جميع مناطق ولاية سنار، وأجزاء من ولاية النيل الأزرق.

وأوضح أنه بحسب متابعات “المرصد السناري لحقوق الإنسان”، فإن عملية انقطاع شبكات الاتصالات بدأت منذ اليوم الثاني من دخول قوات الدعم السريع إلى سنجة.

ونوه المرصد إلى أن أحوال المدنيين داخل بؤرة الصراع، والمناطق الساخنة التي تشهد اشتباكات وقصفًا متبادلاً، في غاية السوء. وأكد وجود مجازر ارتكبت بحق المدنيين بعيدة عن الرصد نتيجة لانقطاع وسائل التواصل معهم.

وحذر المرصد الحقوقي بشدة من استمرار انقطاع التيار الكهربائي وخطوط المياه وشبكات الاتصالات في ولاية سنار، وقال إن انعدام هذه الخدمات يفتح الباب أمام ارتكاب فظائع وانتهاكات ضد المدنيين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى